النباء اليقين

ولا عزاء لكم .. فالمُنديال اوفر حظاً منكم

 

بقلم / علي القاسمي

قبل ان يقدم تحالف العدوان على اليمن (بقيادة امريكا واسرائيل) على إرتكاب المجازر التي تحصد ارواح الأبرياء يومياً في عموم محافظات الجمهورية والتي كان آخرها مجزرتي عمران والحديدة، كان قد اعد لشعوب العالم وفي مقدمتها الشعوب العربية مونديالاً لصرف انظارهم عن ما يدور من حولهم وإلهائهم عن قضاياهم المصيرية والإنسانية والوجدانية، ولهذا لم تحضى هذه الجرائم والمجازر البشرية بأي ادنى إهتمام إعلامي او إنساني .
قد يبدو الأمر غريباً الى حد ما، لكنه طبيعي ومنطقي في نفس الوقت، فعندما تنشغل شعوب العالم ” بلُعبة “، يصبح دم الإنسان ” مُزحة ” .
جريمة مروعة في عمران لم يترك تحالف الشر فرصة لحصر ارواح ضحاياها او على الأقل لإنتشال ما تبقى من جثامين وأشلاء لا زالت تحت الركام، ليرتكب ابشع منها اليوم في محافظة الحديدة، وقبل هذه وتلك سبقها وتخللها مجازر متفرقة في صعدة والحديدة وتعز وغيرها العديد والكثير على إمتداد محافظات اليمن شرقاً وغرباً وشمالا، ولا عزاء لأرواح اليمنيين ولا اسف على دمائهم ولا بكاء على أشلائهم .. صمت العالم فجئة، وخرص الإعلام وصخبه في وهلة، وشُلّت الشعوب عن الكلام والحركة، وصامت الأنظمة حتى عن شجبها وتنديدها المعهود على كل شاردة وواردة ساخنة كانت او باردة .
لستم امريكي دهسه مسطول بسيارته الفارهة، ولا فرنسي إنفجر به داعشي بحزامه الناسف، ولا ألماني ربط رجليه في سكة القطار الحديدية وانتظر وصول القطار ليفرمه لأن والدته تزوجت بزنجي، ولا روسي القى بنفسه من اعلى واخطر لعبة في حديقة الملاهي المعلقة ليثبت لحبيبته مدى شجاعته، كما انكم لستم مصمم الأزياء العالمي الريالي الذي إنفصل مع زوجته البرشاوية راقصة الباليه الشهيرة بسبب سخريتها منه عقب المباراة التي فاز فيها البرشا، ولستم ولستم ولستم .. حتى تتصدرون قائمة ومقدمة عناوين ومانشات الصحف والمجلات الورقية والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية والأخبارية العربية والغربية، ومختلف مواقع التواصل الإجتماعي
انتم لستم سوى يمنيين لا قيمة لكم عند اليهود ولا وزن بين المسلمين، وكل ذلك واكثر فقط لأنكم شعب حر عزيز شامخ اصيل يأبى الخنوع ويرفض الإذلال، ويمقت العبودية وينشد الإستقلال ..
وإذا كان العالم قد نجح في تجاهل معاناتكم وتضحياتكم او تعمد بالأصح تغييبها إعلامياً وإنسانياً، فقد فشل في إخفاء حقيقة عظمتكم وشجاعتكم واستبسالكم وصمودكم الأسطوري في وجه اعتى وأكبر وأصلف عدوان مر على التاريخ والمستديرة .