النباء اليقين

من وحي عاشوراء

الهدهد / مقالات

محمد أمين عزالدين الحميري*

نتفق كَثيراً مع ما طرحه الأُستاذ محمد عبد السلام ناطق جماعة أنصار الله في حديث له بمناسبة استشهاد الحسين بن علي بن أأبي طالب رضي الله عنه في عاشوراء، وأن ثورته كانت ثورة حق، وأنه قتل مظلوماً بإجماع المسلمين دون خلاف، ونحن مع الدعوة والتأكيد المُستمرّ على أن رمزاً كالحسين بن علي هو رمز للأُمَّـة كلها، وبكل توجّـهات الأُمَّــة، وأن لا تقف التركة الفكرية الثقيلة في هذا الخصوص عائقاً أمام فهمنا للأحداث بالشكل الصحيح وعمل ما يلزم من مواقف مشرفة عادلة في مسيرة مقاومة الظالمين والطغاة، وأن يكون الارتباط بالحسين هو ارتباطاً بمنهج، وهذا المنهج أرسى دعائمه في الأَسَاس نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، الذي أرسله الله لإخراج البشرية من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن أجل إقامة العدل والحق.

وهذا ما ينبغي في الأَسَاس أن نستوعبه كسُنةٍ وشيعةٍ وأي مسلم، وأن فهم ما حصل في التاريخ على حقيقته والتقييم له؛ بهَدفِ الاستفادة لا يلزم منه توسيع دائرة الخلاف وتأجيج الصراع الطائفي داخل الأُمَّــة، وإنما يعني أهميّة اليقظة وإدراك أن العدوّ الحقيقي لنا كأمة هو من يقف وراء حالة الشقاق والتناحر، وهو من يحرص على إبقاءنا في دائرة الصراعات الداخلية، وكل طرف له مبرّراته وتصوراته، وأن علينا التقييم السليم لواقعنا وماضينا، والانطلاق نحو المستقبل من خلال رؤى وتصورات جمعية سليمة.

إننا نحتاج إلى شجاعة وجرأة في تصحيح المسار، والدفع في اتّجاه توعية الأُمَّــة بضرورة الوضوح في مبدأ الولاء والبراء، وأهميّة العمل على توحيد الصفوف واجتماع الكلمة على الحق، والعمل الجاد على البدء بخطوات عملية في مسيرة البناء والتنمية وفق منهج ومنهجية قويمة مرتبطة بالله وبرسوله وبالأخيار من أمته من ذلك اليوم إلى يوم الدين، والله يقول “وإن هذه أمتكم أُمَّـة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”.

وهنا أعيد هذا المقطع من كلام للأُستاذ عبدالسلام صلاح فليته، لأهميته في المشهد اليمني وأننا معنيون بتقديم نموذج راقٍ في احترام رموز الأُمَّــة بكل توجّـهاتها، والالتفاف حول المصلحين منهم، وأهميّة توطيد حالة التعايش والاحترام، وهناك من القضايا الكبيرة ما ينبغي الاهتمام به على ما سوأه، وعلى المتنطعين والمعقدين طائفياً أن يتوقفوا عند حدهم، فالمؤمنون إخوة، رغماً عنهم ومن وراءهم.

* كاتب سلفي