النباء اليقين

طفـــــــــــل الميزان ….سيظل لعنةً تلاحقكم يا مجرمي العصر

الهدهد / مقالات

بقلم _ أحلام عبد الكافي

عذرا أبتاه سمعتُ صوتك المكلوم يرتفع بكاء ًلفقدي …. شعرتُ بنبض فؤادك ِالملهوفِ قهرًا وأنت تحتضن جسدي المذبوح بين ذراعيك…
أبتاه عذرا…. لم استطع أن أبادلك الوداع بعناقٍ واحتضان ….ولم استطع تقبيل جبينك الطاهر قبل رحيلي الأليم عنك والدي المتعب ألمًا ومرضا.

كان صاروخ القاتل أبتاه …أسرع من كل تلك المعاني المتدفقة بين حنين أب ٍلطفله وكانت وحشية اجرامهم أقدر على انتزاع روحي الصغيرة…

أنا أعلم أن فراقي عنك قد تسبب لك بآلام كثيرة وبحرقةٍ مريرة… لكنه الموت … لكنه الموت أبتاه…من كان راحة ًلجراحي وآلامي الموجعة …التي لم يستطع جسدي الصغير تحمّلها التي كانت وقعها عليه أكبر من أن يتحملها قلبي البريء………

فو أسفاااااه أبتاه …على طفولتي المذبوحة دونما بواكٍ عليها … ويا أسفاه …على الإنسانية المدفونة تحت ركام الفناء… كان الفراق هو رحمةً لأحزاني… فقد أثرتُ الرحيل موتا بعدما أماتني العدوان كمدا….|

أبتاه…..لا تخزن والتمس منك العذر لأني لن استطع مساعدتك مجددًا في درب حياتك التي انهكه الفقر والعوز….
وداعًا أبي الحبيب…وداعًا صديقي الميزان…
صبرا أبتاه.. إن الله مع الصابرين…

وداعًا يا فلذة القلب الحزين.. تودعكِ دموعي طفلي المقتول بأيادٍ صهيونية امريكية سعودية وتبكيك كل آهات الطفولة …أودعكَ وكلي ألامٌ وجراحٌ مريرة يا فلذة القلب الحزين من كنت سندي في هذه الدنيا بجسدك الصغير الذي تحمّل همومًا كبيرة بصبرٍ لا يطيقه إلا الأوفياء أمثالك يا صغيري الشهيد…………

اغمضت عينيك كمدا …ورنوت ببصرك بتوجعٍ وأنين… وصعدت بروحك الطاهرة إلى أعلى عليّين … وبقي جسدك الصغير المذبوح ليواري الثرى في عالمٍ قتلك ظلما وعدوانا .. رحلت مسرعًا دونما أسفٍ على قبح هذا العالم الموحش الذي امتلأ جورا وظلما…..

كان جسدك الطاهر المضرجٌ بالدماء وصمة عارٍ في جبين هذا العالم المنافق … بفعل صاروخهم الوحشي الذي سيظل شاهدا على مجزرة ٍ كان هدفها البغيض انتزاعَ روحِك الصغير… ها هو كفنك الأبيض قد ألتف سريعا على جنبات جسدك المبتور الممتد على صرح الأموات . .. ليعجل برحيلك عن هذا العالم الشيطاني……..

نأيت بعيدا إلى ملكوت طاهرٍٍ لا يوجد فيه ذئابٌ بشرية ..ذهبت إلى عالمٍ لا يشبه هذا العالم المريب …رحلت لتحمّل هذا العالم المنافق ثمن سكوته وخنوعه .. حيال جرائم الطفولة المذبوحة في اليمن….

فو أسفاه…ويا حزناااه.. حين كان جسدك الصغير طفلي الغالي هو من دفع الثمن… وحين أصبح قلبي المحزون هو من سيظل يبكيك حتى يأخذني الحنين إليك ابني المقتول ظلمًا وبغيا…
سا أظل انتظر اللقاء صغيري…فمتى اللقاء . …. ..