النباء اليقين

إحتضار شرعية المرتزقة

حمير العزكي

 

حملت تصريحات الامير الطائش المعروف بالمهفوف ولي عهد الكيان السعودي الذي لاعهد له ولا ذمة فيما يخص العدوان على اليمن أهدافه ومستقبله والتي لم يتحدث فيها مطلقا عما يسمى اعادة الشرعية ولو حتى من باب التلميح ولو بزلة لسان او كمزحة مبتذلة اعتاد عليها كثيرا ، واكتفى بالحديث عن المخاوف من النفوذ الايراني وعدم السماح لقيام حزب الله اخر في الحدود الجنوبية لكيانه ، حتى لايقع فيما وقع فيه أبناء عمومته الصهاينة من الرعب والخوف القادم من جنوب لبنان وكي لا يتعرض كيانه المتهالك لما تعرض له الكيان الاسرائيلي الربيب له في المنطقة من هزائم ساحقة مرغت انفه في الوحل .

 

تلك التصريحات لم تكن عفوية ولم تكن خطاءا من اخطاء الصغير الكبيرة ، ولم تكن تغريدة العسيري المستجدية لايجاد حل سلمي لمايسمونه الازمة اليمنية برعاية أممية والتي تلت تلك التصريحات محاولة لتلافي الخطأ او تغيير وتصويب مداها ومسارها ، لا ، بل كانت تأكيدا على ذلك التوجه بالتخلي عن شرعية وهمية ومدعاة لا قيمة لها في حسابات تحالف العدوان وأهدافه ومصالحه المنشودة ولا وزن لها ولا ثقل سياسي ولا حتى شعبي ، وبهذا الانعدام في القيمة والوزن اصبح النظر الى هذه اللافته الكالحة العديمة الاثار والمعالم ضربا من العبث المعهود والمشهود للتحالف المتخلف ولكن تكلفة هذه المرة صارت عبئا لاجدوى من تحمله وكرتا محروقا لم يعد لأمهر اللاعبين الاستفادة منه او حتى تجنب خسائره فكيف بمهافيف ومراهقين مبتدئين .

 

كما ان لقاء الرياض التالي لذلك والذي ضم وزراء الخارجية ورؤساء الاركان لدول تحالف العدوان وبمشاركة السفير الامريكي ضمن وفد الشرعية المزعومة في سابقة لم تحدث في أحقر الكيانات العميلة للاحتلال عبر التاريخ ، ذلك اللقاء الذي حاول إعادة مبرر استعادة الشرعية اعلاميا على سبيل الترضية للمرتزقة في المكونات السياسية ذات القواعد الشعبية التي لابأس بها والتي يمثل كوادرها العصب البشري في العمليات البرية فيما يشبه كفكفة دموع الخذلان والخسران لتلك القوى ومواساة لاتحمل أي وعود باستمرار التبني مهما كان مذلا والرعاية مهما كانت مخزية ، فلم يأت اللقاء بجديد ولم يقدم حتى وعودا مستقبلية ولم يثمر سوى مزيد من استهلاك واستنفاد المخزون البشري لتلك القوى وذلك بالدفع بعناصر تلك القوى الى مصير فناء محتوم يجعل التخلص منها لاحقا اقل جهدا وتكلفة .

 

ليثبت حقيقة ذلك التخلي النهائي عن مبرر ومسمى وحتى مصطلح الشرعية، ماجرى ويجري في عدن المحتلة من حراك شعبي وتوسع دائرة الاحتجاجات وتجدد الاشتباكات بين المليشيات المحسوبة على شرعية هادي والمليشيات المحسوبة على قوى الاحتلال والعدوان والتصعيد في لهجة الخطاب الاعلامي وتوجيهه صوب الفار هادي وحكومته وما يتعرض له المرتزقة من كبار مسؤولي هادي من اهانات ومنع من دخول المقار الحكومية والدعم الكبير لما يسمى بالمجلس الانتقالي ، ويثبت ايضا ان تمسك محمد بن سلمان بمؤخرة كيم كردشان اكثر اهمية عنده من التمسك بمؤخرة شرعية مترهلة ، ليصبح الانتقال الى خطة التقسيم وتقرير المصير وفك الارتباط أمرا حالا وواجبا لاستكمال الاهداف الحقيقية للعدوان السعودي الامريكي في السيطرة على ثروات ومنافذ اليمن الحيوية في ظل وطن مقسم ومجزئ يسهل احتلاله و ادارته واستغلاله بأقل الخسائر الممكنة …. ولكن هيهات لهم ذلك فوحدة وسيادة واستقلال اليمن كل اليمن دونه رجال وهبوا لله ارواحهم وعاهدوه وعاهدوا ارضهم ” لن ترى الدنيا على ارضي وصيا “