النباء اليقين

المنطقة بين انحسار التكفير واستدعاء التقسيم

بقلم/ محمد فايع

على مدى ما يقارب العقدين تحت مظلة سياسات تحالف  الشر والاستكبار العالمي بقيادة امريكا واسرائيل شهدت المنطقة العربية موجات عنف و صراعات دموية من جهة، وحروب طائفية  قائمة على أسس دينية و عرقية  من جهة أخرى رأس حربتها التنظيمات التكفيرية ما يسمى  القاعدة وداعش

وكشفت الوقائع والاحداث كما كشف الامريكان والصهاينة انفسهم أن ما يسمى بتظيم  ” داعش” صنيعتهم ويمثل حجر أساس لبداية تنفيذ مخططات لتقسيم المنطقة عبر مسار اللعب على الوتر الطائفي الديني. وهذا ما بدأ يتضح  اكثر في كل من العراق و سوريا و القائم حيث الامريكان  والصهاينة يسعون الى صناعة دويلات سورية وعراقية على أسس عرقية وطائفية مذهبية

انها الحرب بالوكالة اداتها تنظيمات صنيعة الاستخبارات الاميركية، سيناريو صناعة القاعدة واستخدامها ضد الاتحاد السوفياتي السابق، يتكرر اليوم في العالم العربي بدءاً من سوريا والعراق ومصر اما السبيل الى ذلك فهو اعادة رسم خريطة جيوسياسية مفتتة للعالم العربي بعدما ادت خريطة “سايكس بيكو” مهامها في القرن الماضي ولم تعد صالحة لخدمة الاهداف والمصالح الصهيو امريكية في المنطقة.

كانت ومازالت تتردد أصوات كثيرة لخبراء حول  وجود مخططات  استعمارية جديدة  تحاك خلف الستار تستهدف المنطقة العربية   حيث اكد العديد من الخبراء  على ان مخططات تقسيم للمنطقة العربية من جديد ستتضح بصورتها الكاملة في العام 2018، أي بعد مائة عام من اتفاقية سايكس بيكو، التي قسمت الدول العربية بحدودها الحالية.

وبحسب هذه المخططات فإن المشروع المستهدف يرمي إلى تقسيم و تفتيت الدول العربية بتحويلها  إلى دويلات صغيرة وممزقة على أساس طائفي و مذهبي ، بالمقابل ستظهر فدرالية تقودها إسرائيل باعتبارها الدولة المركزية الوحيدة التي ستحكم المنطقة سعيا منها  لتحقيق  حلم ” إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ”  بعدما تضعف دول الجوار.

امام كل هذه المخططات الامريكية الصهيونية لا يمكن أن يُخرج العرب من وضعيتهم المذلة ومن حالة التيه والارتداد والأمية  إلا القرآن الكريم آلا النموذج القرآني مشروعا ومنهجا وقيادة وأمة  وهذا ما حرص يحرص  اعداء الاسلام والمسلمين على الحيلولة دون توفره  في الامة

إن تتداعي أمم الشر والاجرام العالمي بقيادة امريكا والسعودية ومن خلفهم الصهاينة للعدوان على اليمن وشعبه  خير شاهد  على ان المشرع والمنهج والقيادة الثورية في اليمن نموذجا شعوبيا يمثل نواة ومنطلقا لانبعاث امة الثقافة والمشروع القرآني في المنطقة العربية من جديد

من البداية سعت الصهيونية الامريكية عبر استخدام عملائها في والمنطقة وعلى مدى أكثر من عقد ونصف العقد على وأد  المشرع القرآني الشعوبي في اليمن واستمروا خلال تلك السنوات في مساعيهم من اجل إفشال المشروع القرآني فيما كانوا يعملون في نفس الوقت بكل السبل على فرض مشروعهم التكفيري التقسيمي الفتنوي على اليمن وشعبه  لكنهم  بإرادة الله وبحكمة القيادة ووعي انصار المشروع فشلوا

لقدغدا المشروع القرآني حالة شعبية ثورية يمنية شاملة اسقطت كل قواعد واوكار المشروع التكفيري في اليمني وظهرت فعلا كنموذج وتجربة تمثل بمنهجها وقيادتها القرآنية نفسا لشعوب المنطقة  وهو ما يفسر تداعي قوى الشر والاجرام والاستكبار لشن حربها العدوانية الكونية على اليمن وشعبه وعلى مختلف المجالات السياسية والعسكرية الامنية الاعلامية الاقتصادية وذلك للحيلولة دون تكرار المشروع والتجربة اليمنية القرآنية  في المنطقة لكنهم ايضا وبإرادة الله  مستمرون في فشلهم  بل وجدنا ان المنطقة شهدت وتشهد بشكل تصاعدي ارهاصات بل شواهد حية  تعكس تأثر  شعوب المنطقة بالنموذج  اليمني الشعوبي بمشروعه ومنهجيته وقيادته القرآنية الثورية وخاصة على مسار مواجهة المشروع التكفيري الامريكي الصهيوني  كما هو شأن العراق وسوريا