النباء اليقين

اكتمال حلقة التآمر على اليمن

الهدهدنت/مقالات

بقلم /أحمد ناصر الشريف

أشرنا في هذه الزاوية أكثر من مرة إلى أن أمريكا والسعوديّة وإسرائيل لم يعد يهمهم تحقيقُ نصرٍ في اليمن يحفظ لهم ماء الوجه، ولا يهمهم إلحاق الهزيمة بهم، وهي واردة، بقدر ما يهمهم الحؤولُ دون تشكُّل المشهد السياسي الجديد الذي سيكون بخلاف ما كانوا يخططون له ويجعلون منه منطلقاً لتحقيق الشرق الأوسط الكبير وكانوا يعدّون له منذ ما يقارب العقدَين، معتقدين بأن سقوط اليمن في أيديهم سيسهّل عليهم تنفيذ هذا المُخَطّط الخطير ومن ثم احتلال المنطقة بالكامل وتقسيمها إلى كانتونات يسهل التحكم فيها وإخضاع شعوبها لإرادتهم.. لكن كانت المفاجأة الكبرى والذي جعلتهم لا يستوعبونها حتى اللحظة هي في تصدّي الشعب اليمني ممثلاً في جيشه ولجانه الشعبية لعدوانهم الظالم وإفشال مُخَطّطهم الجهنمي وهو ما لم يتوقعوْه أبداً وربما لم يحسبوا حسابه في خططهم.. ورغم مرور أكثر من عامين على عدوانهم الذي استخدموا خلاله كلما انتجته مصانعهم من أسلحة حديثة بما فيها تلك المحرمة دولياً إلّا أن شجاعة المقاتل اليمني بإمكانياته البسيطة استطاعت أن تقلب المعادلة وتربك تحالف العدوان الذي يئس تماماً من تحقيق مكاسبَ تُذكر تعيد له توازنه وزمام المبادرة، وهو ما جعل النظام السعوديّ يستنجد بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليرأس قمة في الرياض في 21 من شهر مايو الحالي دعي إليها 17 دولة عربية وإسْلَامية للمشاركة فيها، ولا يستبعد مشاركة دولة الكيان الصهيوني لتكتمل بذلك حلقة التآمر على اليمن.. ولا شك أن أهم ما ستناقشه هذه القمة وتجعله اولوية بالنسبة لها هو وقوف الشعب اليمني في وجه العدوان الأمريكي السعوديّ الصهيوني على اليمن والصمود الأسطوري أمام بربريته ووحشيته وإرهابه والتصدي له وكيف استطاع مواجهته بإيْمَان الصابرين المحتسبين والمتوكلين على الله يتصدرهم أبناء الجيش واللجان الشعبية الميامين الأبطال الذين بإمكانياتهم المحدودة وقدرتهم التسليحية البسيطة المقرونة بالشجاعة والوعي والإرَادَة المستمدة من عدالة قضية شعبهم في أن يعيش حراً مستقلاً عزيزاً وكريماً على أرض وطنه استطاعوا ليس فقط إفشال هذا العدوان الغاشم والغادر فحسب وإنما إلحاق الهزائم النكراء بآلة حربه الضخمة بكل تقنياتها الحديثة والمتطورة وتحالفاته الإقْليْمية والدولية وحشود الخونة والعملاء والمرتزقة الذين باعوا أنفسهم ودينهم ووطنهم وامتهم لإمبراطورية الشر أمريكا ومملكة قرن الشيطان التكفيرية راعية الإرهاب نظير أموال البترودولار المدنسة وأوهام طموحات وتطلعات غير مشروعة سقطت جميعها تحت أقدام الصناديد رجال الرجال من أبناء وطن الحضارة الأول ومصدر الحكمة والإيْمَان.

إن صمود اليمانيين للعام الثالث على التوالي وهي فترة زمنية طويلة قضوا ساعات أيامها ولياليها تحت قصف صواريخ وقنابل وقذائف العدوان الذكية والغبية وأدواته الإجرامية التي حولته إلى عدوان ليس ضد اليمن بل ضد الإنْسَانية في ظل حصار جائر وظالم هو بحد ذاته نصر.. فكيف برجال الرجال وهم يحققون الانتصارات العظيمة على امتداد جبهات المواجهة والقتال في الداخل وفيما وراء الحدود.. إنه انتصار اسطوري ملحمي غير مسبوق، مثبتين أن الإيْمَان وقوة الحق هو من ينتصر على قوة الباطل مهما كان تفوقه العسكري وعدته وعتاده التي لا مجال للمقارنة بها..

ولا نعتقد أن قمة الرياض المرتقبة ستخرُجُ بجديد ينقذ النظام السعوديّ من المستنقع الذي أوقع نفسه فيه وإنما سيزدادُ ابتزازَه من قبل سيدته أمريكا ونهب أمواله بينما هو سيظل يدور في متاهة لا نهاية لها قد تؤدي حتماً إلى سقوطه لترتاح الأمتان العربية والإسْلَامية من الفتن التي يصدّرها إلى شعوبها بأمواله المدنسة.