النباء اليقين

أفاق الحرب والسلام في اليمن ….

كتب أ.صلاح القرشي

في المانيا تنعقد إجتماعات دول الرباعية حول اليمن لمناقشة وإقرار مبادرة التسوية التي قدمها المبعوث الاممي ولد الشيخ كماجاء وتناقلته القنوات الفضائية الاخبارية ووكالات الانباء ، وبحضور ولد الشيخ ودولة عمان كمراقب وغيرها ،

وفي. نفس الوقت. جرى الاعلان عن إستقدام السعودية وتحالفها للواء من الجيش الباكستاني وقوات من الجيش الماليزي لكي يتم نشرهم على الحدود الجنوبية لسعودية للقتال الى جانب الجيش السعودي ومرتزقته هناك ضد الجيش واللجان الشعبية

وقد جرى التمهيد من قبل دول التحالف كمبرر لحشد هذه القوات الاضافية لماهو موجود من قبل الى جيوش التحالف التي تخوض الحرب في اليمن منذ سنتين ، بعدد من التسريبات والتقارير التي نشرت في المواقع الاخبارية الإلكترونية التي تفيد انه تم اجتماع وانعقاد سري بين بريطانيا واسرائيل ودول الخليج في الخليج لمناقشة معلومات استخباراتية تفيد انه بدأ تدفق عدد من. كتائب الجيش اليمني الى حدود المملكة تنفيذا لتهديدات الرئيس السابق التي اطلقها عندما قال انه سوف يدفع بجيش قوامة 400الف مقاتل عبر الحدود .

اذا دول التحالف اتخذت من تصريحات الرئيس السابق علي صالح كمبرر لها في حشد قوات إضافية ومن دول كانت تحجم منذ البداية بإرسال قواتها الى اليمن وزجها في طاحونة الحرب المشتعله هناك ،

علما بانه لم يذكر في حينه الاسباب الرئيسية لقيام الرئيس السابق علي صالح باطلاق تلك التصريحات وفي هذا الوقت بالذات وبعد مرور عامين منذ بداية العدوان على اليمن

الجدير بالذكر ان كل المراقبين للوضع اليمني اعتبروا تصريحات علي صالح وماقاله وفي ذلك الوقت هو يعكس الخلافات الداخلية والتنظيمية داخل المؤتمر الشعبي العام وايضا تتعلق بالمشاكل العالقة بين المؤتمر الشعبي العام وانصار الله بخصوص الترتيبات في المؤسسة العسكرية ، والتي لاقت تذمرا كبيرا من القيادات الوسطى للمؤتمر الشعبي حول ماقاله زعيمهم انذاك.

يتضح لنا فيما تقدم أن مسألة وصول كل اطراف الحرب في اليمن لاقرار تسوية سلام ووقف الحرب.لازالت بعيدة جدا وان ما تسوق له اعلام دول التحالف بإنعقاد الرباعية في المانيا وزيارة ولد الشيخ للرياض ولقائه بهادي هي من باب العلاقات العامة وتخدير الراي العام اليمني والعربي والدولي ، وان العملية العسكرية لدول التحالف مستمرة على قدم وساق في اليمن ،

هذا ما نستشفه من حشد القوات الاضافية من الباكستان وماليزية والتي كانت نتاج لزيارة الملك سلمان لدول جنوب شرق اسيا واليابان وايضا من المواقف الامريكية و اخرها تصريح لسفير الامريكي السابق في اليمن (جيرالد فيرستاين) عندما دعى امريكا وحلفائها امام مجلس النواب الامريكي قبل ايام قلائل الى دعم احتلال ميناء الحديدة وكل الساحل الغربي لليمن من قبل جيوش التحالف للضغط على تحالف انصار الله وصالح للقبول مبادرة سلام فرضتها دول الرباعية عبر الوسيط الدولي ، كما ان الاستمرار بالضغوطات الاقتصادية والحصار وصولا الى استمرار توقف دفع المرتبات لموظفي الدوله والمماطلة والتسويف منذ اكثر من خمسة اشهر الا ينم عن انه لا افق قريبه في احلال السلام ووقف الحرب في اليمن

مما يعني انه ليست هناك اي تسويات جادة وحقيقية جاهزة للحل في اليمن او عن قرب احلال السلام ووقف الحرب في اليمن على المدى القريب ، وان ما تسوق له بعض الدوائر الاعلامية والاستخباراتية حول اجتماع الرباعية في المانيا الا لغرض تكتيكي وبيع الاوهام وشراء وتقطيع للوقت.

وبإعتقادي ان كل من امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات التي تشكل دول الرباعية والمعنية بفرض حل للنزاع في اليمن ووقف الحرب لايمكن ان تكون بوضع يسمح لها بفرض حلول عادلة ومحايدة لصالح الشعب اليمني ويقبلها. اليمنيون الذين يحاربون ضد جيوش التحالف لان اهداف دول الرباعية واطماعها في اليمن معروفه في اليمن وهي من تشكل راس الحربة للجيوش الغازية لليمن تحت مظلة ما يسمى التحالف العربي ،

لان هذه الدول مهمتها فرض شروط إستسلام صيغت بإسم مبادرة ولد الشيخ او كيري ليقبل بها الجانب اليمني بقيادة انصار الله وحلفائه توافق اهدافها واطماعها ومشاريعها في اليمن ، ولن تقدم في اي يوم من الايام هذه الدول مبادرة سلام حقيقية عادلة لليمنين تحفظ كرامتهم وحريتهم واستقلالهم وسيادتهم على ارضهم وتحافظ. على ثرواتهم وعلى وحدتهم وسلامة ارضيهم وهذا ما نحن على ثقة منه

إن اهداف طرفي الحرب في اليمن لازالت متباعدة جدا ولايوجد اي تقاطع في هذه الاهداف او تقارب وان الواقع الميداني العسكري في اليمن لا يؤشر بقرب تحول جوهري او تغير كبير لصالح اي طرف او بقرب مقدرة. جيوش التحالف بإلحاق اي هزيمة استراتيجية بالمدافعين عن اليمن في وجه جيوش التحالف المحتل تقتضي بقبلولهم بشروط الاستسلام في هذه الحرب ،

ولن تتوقف الحرب في اليمن براي الشخصي الا بإحد الشروط التالية
– تحقق إنتصار واضح وحاسم من قبل جيوش التحالف وادواتهم على انصار الله وحلفائه.

– او تحقق إنتصار واضح وحاسم من قبل انصار الله وتحالفهم على جيوش التحالف العدواني في اليمن بمافيها استعادة وتحرير كل المحافظات الجنوبية والشرقية ،

-الشرط الثالث هو تخلي حركة انصار الله عن اهدافها ومطالبها والقبول بالعودة لصيغة الحكم السابقة التي حكم بها اليمن خلال عشرات السنين والتحول الى مركز من ضمن مراكز القوى المصلحية والانتهازية

وكل هذه الشروط تحتاج الى شرح وبيان تفصيلي لمناقشتها ومناقشة خطط ودوافع واهداف كل طرف من اطراف الحرب لان الحرب في اليمن استثنائية من حيث وضع اليمن الجغرافي المشرف على باب المندب والجزر الهامة في البحر الاحمر والمحيط الهندي كسقطرى و وايضا الثروات الضخمة المتواجده فيه،

وبروز القوة الجديدة في اليمن المتمثلة بحركة انصار الله واهدافها وما تمثل ككابوس لدول الرباعية واسرائيل وخاصة في سعيها الدؤوب للإمتلاك اسباب القوة في علاقة طردية مع الوقت ،

وكذلك ما يمثله اليمن من اهمية كبرى لمشاريع الاهداف الامريكية والبريطانية والاسرائيلية سوى لسياستهم تجاه الدول الاقليمية في المنطقة او في مواجهة الدول الكبرى.، ولنا مقال اخر يستعرض كل هذه التفاصيل والعوامل.