النباء اليقين

الأبناء والجبهات

(2)الحب سبق الحديث عن خوفنا اللامبرر على أبنائنا ، وكيف أستطاع منعنا من ارسالهم الى الجبهات ولكن ما الذي يعزز الشعور بالخوف ويجعله أكثر فاعلية ؟؟ إنه الحب .

ولأن حب الأبناء غريزة في كل المخلوقات لافرق فيه بين الانسان والحيوان ، وبذلك فهو يستحوذ على قلوبنا ويتملك مشاعرنا ، و يزيد من رغبتنا في الحياة من اجلهم ، وحرصنا على حياتهم من أجلنا ، الحب الذي يصل حد التملك والأنانية والقاتل أحيانا ما الذي نحبه لأبنائنا؟؟ نحب لأبنائنا أن نعيش معهم حتى ولو كانت عيشة هوان وذل فكيف نحبهم ونرضى هوانهم وذلهم وكيف يكون حبهم سبب لسخط الله علينا وماالذي سيمنحه لنا الأبناء ان حرمنا الله من رضاه ونحن نؤمن بقوله تعالى ( قل ان كان أباؤكم وأبناؤكم …..)

  نحب لأبنائنا الحياة فكيف يعقل أن نحرمهم من الحياة الابدية ؟! كيف ونحن نؤمن بقوله تعالى ( بل أحياء عندربهم يرزقون ) نحب لأبنائنا الخير فكيف يعقل أن نصرفهم عنهم ونحن نؤمن بقوله تعالى (ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) نحب لأبنائنا السلامة في ابدانهم ودنياهم فكيف لانحب لهم السلامة في دينهم وأخراهم ونحن نؤمن بقوله تعالى ( الاتنفروا يعذبكم عذابا شديدا )

نحب لأبنائنا النجاح والفلاح ونرى ذلك في حسن تربيتهم وجودة تعليمهم وكرامة عيشهم مستقبل وظائفهم ومناصبهم ومكانتهم المرموقة عند الناس فكيف لانحب لهم الفوز العظيم عند الله وأعلى وأسمى وأرقى مكانة ونحن نؤمن بقوله تعالى (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا)

نحب لأبنائنا العزة والكرامة والشرف والإباء فكيف يعقل أن نمنعهم عما نحبه لهم نؤمن بقوله تعالى (ولله العزة ولرسوله والمؤمنين) هذا هو الحب ، قد يسميه البعض حبا قاتلا !!! ولكن القاتل الحقيقي هو قاتل المبادئ وقيم الحق و الشموخ والإباء ورفص الظلم والهوان عن أي حب قاتل هولاء البعض يتغامزون وهم يدعون الايمان بالله وكتابه الذي قال فيه (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل أموت بل أحياء ) إن كانت أسمى مراتب الحب أن تمنح حياتك لمن تحب فمابالكم بحب يمنحك من تحبه الحياة الأبدية

بقلم: حمير العزكي