النباء اليقين

عيد ميلادي في ميزان (محياي ومماتي)

تحل اليوم ذكرى ميلادي الرابعة والثلاثون فشعرت برغبة بالغة في إعادة قراءة ملزمة (محياي ومماتي ) للشهيد القائدرضوان الله عليه .. الملزمة التي استمعت قبل ثلاثة اعوام تقريبا لدرس منها ألقاه الأستاذ الفاضل فاضل الشرقي بأسلوب شيق وتسلسل افكار ممتع وقفت أمامه متعجبا وحائرا ومندهشا ومبهورا بهذا الفكر القرآني ومخرجاته التي تقدمه بسلاسة وصادق وبساطة وعمق .. الملزمة التي لم أنم يومها حتى قمت بقراءتها كاملة .. فوجدتها اشبه ماتكون بميزان العمر الذي نعرض عليه العلم والعمل

فكم عاما بذلنا من اعمارنا في طلب العلم وفي تعلم دين الله وفي فهم مقاصده والتثقف بثقافة القرآن الكريم .. مفتاح كل العلوم ؟؟
الأ يشعرنا ذلك بالحياء والخجل من الله تعالى ومن رسول الله صلوات عليه وعلى اله ثم من انفسنا؟؟

وان كنا قد تعلمنا فما الغاية التي كانت تدفعنا للتعلم ؟؟ الوظيفة؟؟ المكانة؟؟المنزلة؟؟ الرفعة بين الناس؟؟ بلاشك فإن غاياتنا لم تخرج وان تعددت عن هذا الاطار!!
فأين نحن من الغايةالصحيحة؟؟ من غاية الحصول على رضى الله عزوجل؟؟!!

لماذا جهلنا ولماذا غفلنا عن هذه الغاية ؟؟ هل لأننا لم نعرف الله تعالى حق المعرفة ولأن ماتعلمناه لم يكن ذلك الطريق القويم المؤدي بنا الى المعرفة الحقيقية لله تعالى؟؟ لأن ثقافة ما فرضت علينا فأبعدتنا عن القران وأقرانه !!

سألت نفسي .. وعبرها أوجه السؤال للجميع ما الذي قدمناه خلال سنوات اعمارنا المتعاقبة في سبيل ديننا و اوطاننا وأمتنا؟؟
وهل مازال بعضنا رهينا لثقافة الانهزام وعقدة العجز التي كرسها في نفوسنا قبل عقولنا الاستبداد والثقافات المغلوطة ليكون لسان حالنا (ماجهدي)؟؟
وللأسف الشديد فمن تخلص منا الثقافة الانهزامية لم يتخلص من عقدة العجز ومن تخلص منهما مازال حبيس التفريط!!!

لن اتفاءل كثيرا بالاجابات فملامح السلبية واضحة ولام النفي ستتواجد بكثرة
لكن ماتبقى من اعمارنا ان صدقنا الله فيها وحاولنا بإخلاص اعادة رسم صورة الاجابات بملامح ايجابية لاشك..أن الله تعالى سيباركها ولاشك أنه سيوفقنا فيها لتعلم دينه التعلم المؤدي الى معرفته معرفة حقيقية تجعل غايتنا بلوغ رضاه وعندها لن يحرمنا الله تعالى من عونه وتأييده ونصره

وان لم يكن في العمر بقية.. فمااجمل ان نعوض الخسارة الفادحة في أعمارنا و حياتنا بإستثمار موتنا .. فبدلا من الموت و المكوث في غيبوبة طويلة بالامكان أن نجعل مماتنا عبادة وبداية لحياة جديدة …بالشهادة في سبيل الله

قال تعالى
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام:163:162).

بقلم /حمير العزكي