النباء اليقين

اخجلوا من الرعوي العظيم … بقلم / حمير العزكي

بعد قرابة العامين من بداية العدوان السعودي الامريكي على بلادنا وبالذات منذ بداية ازمة السيولة المالية وتأخر صرف المرتبات لموظفي الدولة تجلت المواقف وتكشفت الحقائق وبصورة مذهلة ومثيرة للدهشة والاستغراب ،،

 

استوجبت إعادة التقييم لشرائح المجتمع واعادة ترتيب درجات سلم الوعي في اوساط مجتمعاتنا التي انقلبت رأسا على عقب فقد برهنت الاشهر الاخيرة من خلال المواقف العملية لا التنظير الفكري ان طبقة الرعية البسطاء اعظم صبرا واكثر عطاءا وابلغ وعيا وأوسع ادراكا من الكثير من شرائح المجتمع التي لم تصبر ولم تعط ولم تع ولم تدرك كل الشرائح الاقل تعليما وثقافة لم تؤثر في صفاء عقلياتهم ولا نقاء فطرتهم تلك الشائعات التي تزيف الوقائع وتقلب الحقائق،،

 

لم يتجاهلوا ماعلموه ولم يتعاموا عما رأوه فالرعوي اليمني العظيم الذي لم يستلم فلسا من البنك المركزي كان السباق في دعم البنك المركزي والجندي الكادح المرابط في مواقع الشرف لم يترك واجبه ولم يتململ في ادائه والموظف المدني مازال صابرا محتسبا منتظما في دوامه والمعلمون الشرفاء في مدارسهم يؤدون رسالتهم السامية لم يخضعوا لضغوط الحياة ليتخلوا عن الامانة العظيمة التي حملوها لبناء الاجيال والمؤسف والمحزن والمخزن ان اكثر الشرائح ثقافة وأرقاهم تعليما (دكاترة الجامعات) وقعوافريسة سهله لنفوسهم التي لم تتعود مقاومة الحاجة فقد كانت مستحقاتهم تمنحهم العيش المترف ومازالوا يتمتعون بالسكن المجاني ومع ذلك لم يكتفوا بمصادر الدخل الاضافية من اعمالهم في القطاع الخاص لتدبر امور المعيشة ،،

 

لم يتعلموا الصبر على ترك مايحبون ولو لفترة يسيرة ،،صدقوا الشائعات وهم اعلم الناس بكذبها ،، تساقطوا تخاذلا كأوراق الاشجار وهم المسؤولون عن رعاية اشجار الثبات ،، فرطوا في المبادئ والقيم وهم اولى الناس بها ،، لم يفكروا فيما سيكتبه عنهم التاريخ الذي سيدرسونه للاجيال عن موقفهم المتراخي والمهزوم ،، يضحون بمستقبل جيل بكامله بدلا عن التضحية بالقليل من احتياجات المعيشة،، بدأوا قبل غيرهم الاضراب فضربوا قواعد احترامهم وتقديرهم في مجتمعهم ،، فإذا كانت هذه نفسيات وعقليات الاكاديميين – مع وافر الاجلال للشرفاء الصامدين منهم – فلاغرو ان يكون هذا واقع امتنا و يا حسرتاه على مستقبل اجيالنا يا أيها الاكاديميون الاتخجلون من وعي ذلك الرعوي العظيم؟؟!!