النباء اليقين

عهد و ولاء

الهدهد / مقالات

ها أنت سيدنا و مولانا تحس بالضيق الذي ألم بنا من قبل أن تبوح به أنفسنا و تشكوه إليك و كأني بك و قد بسطت كفيك نحو السماء و من حر قلب ألهبه الوجع و بعينين دامعتين كواهما الألم أرسلت دعواتك لمن يعلم السر و أخفى…

ها هي روحك الجليلة تسارع نحو من امتلأت أرواحهم شغفا بحبك جاءت و قد امتلأت شوقا و اظطربت علينا كمدا و قهرا…

هاهو مسك روحك البهية يفوح في أروقة الطرقات و يملأ عبيره ثنايا المنازل…. و كأني بيدك الشريفة تمسح عبرة ذلك اليتيم و تبدل حزنه سرورا و بشرا…ها هي كفك السمحة تربت على كتف تلك الأرملة فتسكب على مهجتها سكينة و نورا… ها هي يدك العطرة تمسك بيد ذلك الشيخ فتسقي قلبه سلوانا و صبرا….

و كأني بروحك البهية تطوف على تلك المقابر فترسل أزكى تحياتها و تهدي أطيب سلامها على أرواح تعبدت في محراب الجهاد و صعدت في معراج اليقين ثم حلت بين جنات النعيم في أعلى عليين بعد ظفرها بوسام الشهادة.

ها هي روحك الطاهرة تسافر نحوهم فتنتشي فخرا و تمتلئ عزة برجال ساحات الوغى، فيمطر دعاؤك لهم غيثا من بأس لا يلين و إرادة صلبة لا تنثني بعد أن غسلت أرواحهم من كل وهن و نصب، ها أنت تبارك فيهم أرواحا أضاءت بنور الإيمان و تفجرت بقوة الحق فأرهبت أيدي الإجرام التي خارت و ولت تجر أذيال الخسران.

ها أنت سيدي و مولاي ترثي حال إسلام شوهته أيدي الفجور و عبثت به فلول الشيطاين و ترى أنصارك الثابتين الصادقين في زمن الانحلال و بيع الدين من تكالبت عليهم قوى الإجرام و الطغيان فوقفوا سدا منيعا يصد كل مجرم و يهزم كل باغ تراهم فتقر عينك و ينشرح صدرك بهم.

أنصارك على عتبة بابك يخضبون أرواحهم بحبك و يعبرون عن انتمائهم لك و يجددون العهد و الولاء لك في كل عام في فرحة ذكرى مولدك الذي أشرقت بنوره كل الدنا، فتقبلنا يا سيدي و مولاي فإنا نعاهدك نحن اليمانيون بأنا سنظل للدين حمى و لله و لك وللإسلام فداء .. سنظل سيفا في نحور الأعداء و شمسا في سماء الدين لا تغيب.

تقبلنا فإنا أتيناك نصك عهودا و نبرم مواثيقا بأنا يا سيدي و مولاي سنظل أنصارك.. سنظل نحن الأنصار على مدى الأزمان.

بقلم / زينب الشهاري