النباء اليقين

لماذا يستهدف الحوثيون مكة المكرمة؟!

لا يختلف اثنان على كذب وتفاهة التصريحات السعودية السياسية والعسكرية والاعلامية، خاصة في زمن “الحسم السلماني” وأم المعارك السعودية، أي العدوان على اليمن.. فقتلة أطفال اليمن والمعتدون على المدنيين في المستشفيات والاسواق ومجالس العزاء يسمون جرائمهم الوحشية بـ “إعادة الأمل”!

هذه الصفات السعودية ليست جديدة، كما انها ليست غريبة، لانها معجونة في عمق كيانهم القبلي الوهابي.. يتحدثون عن الاسلام والتوحيد وهم أهل التشبيه وأكثر الناس سفكاً لدماء المسلمين وتدميراً لحواضرهم، ويرفعون شعار العروبة وهم من حاربها الى جانب الصهاينة والمستعمر البريطاني في جميع مواطنها وخاصة مصر وسوريا واليمن والجزائر.

ومن الطبيعي ايضاً ان يقف الى جانبهم في ذلك غالبية الانظمة الخليجية، على قاعدة “شبيه الشيء منجذب اليه”!..فتلك الانظمة هي السند السعودي في حربه على الجمهورية الاسلامية (ثمانينيات القرن الماضي) وفي الحرب والحصار على العراق (تسعينيات القرن الماضي) وفي استهداف المقاومة في لبنان وفلسطين وفي العدوان الكوني على سوريا العروبة وفي التآمر على إيران بحجة النووي وعلى أوبك لضرب اقتصاديات الدول المعارضة للسياسة الاميركية وفي تدمير ليبيا وقبل ذلك بكثير جلب الارهاب الى افغانستان وباكستان و… الخ.

لكن الغريب (واكرر هذا القول هنا أيضاً: اننا في زمن الغرائب منذ سنوات)، موقف الجامعة الاعرابية الاخير وبعض الأنظمة العربية التي تعتاش على فتاة آل سعود، من مهزلة “استهداف” الحوثيين لمكة المكرمة!!

وأقسم بجميع المقدسات لو كان هناك ذرة شرف وجزيئة من الكرامة لما اصدرت هذه الجامعة بيانا.. لكن أين الشرف العربي في الجامعة التي أصبح الاعراب سادتها والمطبعون مع الصهاينة قادتها وخونة العروبة امنائها، يستلمون ازاء التصريحات، فكل موقف له ثمن بالريال او الدرهم والدينار… وللبيت رب يحميه!

صاروخ ينطلق من صعدة المقاومة والجريحة والمظلومة ليستهدف موقعا سعودياً في العمق، العاصمة الثانية لكيان آل سعود اللقيط (جدة) مدينة السفارات والدبلوماسية ومحط “الوناسة” للأسرة المالكة في الداخل..

والكلّ يعلم ان جدة تبعد عن مكة المكرمة 65-70 كيلومترا، وقد ادعى تحالف العدوان السعودي انه اعترض صاروخاً على هذا البعد عن مكة، ثم يأتي اعراب الناتو ليصوروه استهدافاً لمكة المكرمة.. فهل انحرف الصاروخ 65 كلم عن هدفه؟!

بركان واحد اصاب عبد العزيز (أقصد مطار عبد العزيز) رئيس العصابة السعودية، فثار البعض لانه مرفأ مدني وليس عسكري!!…لا أدري هل كان مئات الاطفال اليمنيين يقاتلون آل سعود ومرتزقتهم؟ وهل كان آلاف المسنين من رجال ونساء يطلقون الصواريخ والمقذوفات على المخافر والمعسكرات السعودية؟!.. وماذا عن معامل الحليب والطحين والموانيء ومستودعات الاغذية والمطارات التي دمرها العدوان السعودي – الأميركي على مدى اكثر من سنة وثمانية شهور؟!..ألم تكن تلك مرافق مدنية؟!

السعوديون ومن معهم ومرتزقتهم ذاقو مرارة الحديد اليماني في تعز ومأرب وباب المندب، وشيئا منه في مناطقهم الحدودية، لكنهم لم يروا جيداً الى الآن البأس اليمني عندما يستهدف عمقهم.. 500 كيلو متر من الحدود اليمنية الى جدة وقبلها الطائف، مسافة تقع فيها العديد من المنشآت السعودية، يعني كلها أصبحت في مرمى النيران اليمنية.. فأياكم والحليم اذا غضب.. والحكمة اليمانية لا تعني الصمت، بل دقة الرد على همجية قرن الشيطان النجدي.

هذا التحذير وهذه الرسالة اليمنية بالغة المعاني تنطبق على حلفاء آل سعود ايضاً، والترسانة الصاروخية يظهر انها غير خاوية كما يدعي العدوان السعودي، وان الخيارات في صنعاء لا تزال كثيرة ومرعبة للمعتدين.. فاحذروا ثورة الحليم وصواريخ بركانه!

معلومة: آل سعود في دولتهم الاولى دمروا الآثار الاسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة واستكملها عبدالعزيز آل سعود في دولتهم الثالثة.. وهم من قتلوا حجاج اليمن في وادي التنومة وهم المتهمون بقتل الحجاج كل عام بسبب عجزهم وتقصيرهم في ادارة شؤون الحج.. والمؤمن أعظم حرمة من الكعبة، كما يقول الحديث الشريف.. ومذهبهم لا يعير اي قدسية لمكة والمدينة، فذاك سلفهم الطالح يزيد بن معاوية من استباح مدينة رسول الله (ص) ورمى الكعبة بالمنجنيق، والخلف الوهابي على سر سلفه الاموي!

بقلم : علاء الرضائي