النباء اليقين

جنوب المملكة في جنوب اليمن……..والسعودية تستنسخ وتطبق نظريات الكيان الصهيوني في اليمن .

عدم استطاعة مجلس الامن تنفيذ رغبات السعودية وامريكا وبريطانيا في استصدار قرارات جديدة ضد اليمن. بسبب الفيتوا الروسي ووصول مفاوضات الكويت الى طريق مسدود ، شجعت اطراف الوفد الوطني بتشكيل المجلس السياسي الاعلى وتم اعادة مجلس النواب اليمني لممارسة مهامة وفي المصادقة والاعتراف بالسلطة السياسية الجديده في صنعاء ،وتم اقامة برتكولات اداء اليمين الدستورية للاعضاء المجلس السياسي الاعلى ودور التسليم والاستلام بين الرئيس السابق محمد علي الحوثي ابو احمد والرئيس الجديد ابو فاضل صالح الصماد

حدث هذا وبحضور رئيس واعضاء مجلس النواب وبحضور ضيوف من السلك الدبلوماسي مثل القائم بالاعمال الروسي في صنعاء، و وكان العالم يتابع بكل اهتمام ولسان حاله يؤكد على شرعية ماحدث ولم تظهر اي بوادر اعتراض علنية من جميع الدول ولم تتخذ اي دولة من الدول المحايدة اي خطوة تقلل من شرعية مجلس النواب اليمني المنتخب من الشعب لان هذا احرج شديد لها.

حركة انصار الله كانت السباقه وخطت خطوة جبارة ووضعت جميع الاطراف المتحاربة وخاصة السعودية وامريكا وجيوش المرتزقة في الداخل اليمني في صدمة ومحشورين في الزاوية المظلمة، بأخذها قرار تقديم التنازلات لشريكها في التحالف الجديد المؤتمر الشعبي وحلفائه،واستندت الى مصالح سياسية متبادلة افضت الى تشكيل السلطة السياسية. في صنعاء التي تدير البلاد

وبإعتقادي اذا استمر انقسام الدول بين سلطة صنعاء وبين (حكومة هادي) في الرياض يمكن يجرنا هذا الى نوع ما يشبة النموذج الليبي قبل التسوية الهشة الاخيرة هناك ،وسوف تمارس كل (حكومة )نفوذها على حدود سيطرتها على الارض، وطبعا هذا لاينطبق على هادي وحكومته لانهم لم يستطيعوا السيطرة على كل المناطق التي تدعي قوات التحالف شكليا انها محررة وتحت سيطرة الشرعية وهذا مجافي للواقع .

ان فشل مفاوضات الكويت ادت بدخول الجميع في طريق مسدود وهو في الاساس يعتبر فشل في اعادة الهيمنة والوصايا على اليمن والذي كانت السعودية وامريكا تحاول فرضه عبر ولد الشيخ

بعد ذلك السعودية وتحالفها راهنوا على تغير التوازن لصالحهم على العمل العسكري والقوه العسكرية واخذوا هذا الخيار لكي تفرض شروطها ورؤيتها في الحل الذي فشل فرضه في الكويت عبر المبعوث الدولي ولد الشيخ. كما قلنا ،

بينما الطرف الاخر في صنعاء اخذ زمام المبادرة واعلن تشكيل تحالف بين انصار الله وحلفائهم وبين المؤتمر وتحالفهم وشكل السلطة الجديده وبدعم شرعية مجلس النواب اليمني. واستطاع تقديم رؤية مقبولة للحل في اليمن وجرى تحريك المياه الراكدة وعرض على الجميع الانضمام لهذا الاتفاق.

وطبعا انصار الله وحلفائهم استغلوا جيدا فشل كل المحاولات العسكرية الذي قام بها الطرف الاخر ليحسم عسكريا بعد فشل مفاوضات الكويت الذي اوهم مجلس الامن وبقية الدول انه قادر على ذلك لكنه فشل ،مما جعل الخطوة التي قامت بها الطرف المعارض للعدوان في صنعاء تلقى الكثير من القبول والاهتمام من جميع الدول وبحيث اصبحت سلطته الذي شكلها امرا واقع لايمكن ان ترفضة الدول علانية لانها لم تقدم السعودية وهادي اي حلول اخرى.

اذا بعد كل ماجرى ماهي الخيارات التي تم اخذها على ارض الواقع والخيارات المتوقعة ان يتخذها كل طرف من الاطراف المتحاربة.

باعتقادي ان قيادة حزب الاصلاح وعلي محسن الاحمر وحلفائهم لم يعد بايديهم شيء الا ان يخيروا السعودية وتحالفها بين امرين

الامر الاول ان تقوم بدعمهم الى مالا نهاية وبدعم كبير جدا كي يستطيعوا دخول صنعاء وصعدة وينتصروا في هذه الحرب ، وهذا احتمال صعب تحقيقه على المدى القريب والمتوسط

وما جولة الجنرال علي محسن الاحمر لمارب والجبهات.العسكرية و الاستعراض الميداني مع قواته الا ليوصل هذه الرساله الى السعودية لكي توافق ،وخاصة وهي مجروحة من الجيش واللجان الشعبيةمن جراء عملية تقدمهم في ماورى الحدود ومهاجمة مواقعها العسكرية على مشارف نجران والسيطرة عليها ،لذلك الجنرال الاحمر والاصلاح يريدون ان يستغلوا هذه العملية من اجل اقناع السعودية في خيارهم. الاول

الامر الثاني ان يقوموا وبطريقة مباشرة بفك ارتباطهم مع السعودية ويقوموا بالتفاوض مباشرتا مع القيادة في صتعاء والرهان على ما لديهم وتحت سيطرتهم في بعض المحافظات مثل تعز ومارب وغيرها والانضمام لعملية سياسية وذلك للحصول على مكاسب والبقاء ضمن مكونات العملية السياسية وداخل مؤسسات الدولة ،

وهذة عملية في رأي سوف تكلفهم التنازل عن معظم نفوذهم الذي كانوا يتمتعوا به قبل دخول حركة انصار الله صنعاء ولا يعفيهم من الملفات المفتوحة من قبل النائب العام اليمني لهم .

والامر الثالث ان يدخل طرف ثالث في دعمهم مباشرتا وبقوة تسليحية ومالية كبيرة مثل قطر وتركيا ولكن هذا الخيار سوف لن. تستسيغه السعودية والامارات ومصر.

البريطانين والامريكين والاماراتين والسعودين والكيان الصهيوني طبعا ولو بصورة غير علنية يحاولون الوصول الى فصل الجنوب عن الشمال وهذا احد اخطر واهم خياراتهم بطريقة تدريجية ، ولا ننسى ان بريطانيا وهي تساعد امريكا في كل الازمات في المنطقة لاتخفي في نفسها طموحها بأن تستعيد نفوذها السابق في هذه المناطق والذي خسرتها في الماضي و ذهبت لصالح امريكا وغيرها من الدول .

القيادة اليمنية في صنعاء اتخذت خيار التقدم في ما ورى الحدود وذلك من اجل ايقاف المشروع السعودي والامريكي وحلفائهم واستمرارهم في القصف والدعم وتنفيذ الخطط الاجرامية في المناطق الجنوبية والوسطى ، وهذا ما شاهدناه يحدث على مشارف نجران والضغط المستمر على هذه الورقة

ونظرا للاهمية جبهة تعز قامت بخيار التقدم في منطقة الحجرية في تعز في سبيل الوصول الى مدينة التربة وذلك لكي تستكمل عملية الطوق الذي تفرضة على مدينة تعز وتقطع اخرشريان امداد عن قوات ومليشيات المجوعات المسلحة المتتطرفه المتحصنة في مدينة تعز وصبر ،وبحيث تقطع الطريق عليهم في( هيجة العبد- طور الباحة وطريق( التربة- الزريقة- المجزاع -الصبيحة) وطريق (التربة -راسن -الوازعية -المضاربة الصبيحة بلحج) وطريق( التربة -القريشة -معبق-طور الباحة )

وكل هذا من اجل منع تنفيذ المشروع الامريكي السعودي وحلفائهم عل اليمن .

السعودية في المقابل عندما لم تستطع ان تصد او تمنع تقدم الجيش واللجان الشعبية في ما ورى الحدود

قامت بتطبيق واستنساخ النظرية الاجرامية الاسرائيلية المدعومة امريكيا واوربيا في مايعرف حق استخدام القوه في (الدفاع عن النفس )

والذي كانت امريكا والدول الاوربية تشرعنها للاسرائيل لتبرير مجازر الاسرائلين ضد المدنين العزل الفلسطينين
عقب كل عملية للمقاومة الفلسطينية. ضد جنود الاحتلال. الاسرائيلي ،وكانت تنتقم من المدنين الفلسطينين بقصف منازلهم وتدميرها وقتل العشرات من الاطفال والنساء تحت هذا المبرر القبيح ، وكانت ردة فعل امريكا والاوربين منعدمة اللهم. انها كانت تدعوا على استحياء اسرائيل الى عدم استخدام( القوة المفرطة) وذلك ذر الرماد في العيون وهو الذي لا يغير من الواقع بشيء او يحد من الوحشية الاسرائيلية وكان ينضم في ذلك نفسة الامين العام للامم المتحدة .

وهكذا اليوم السعودية تمارس نفس العمل البشع في استهداف المدنين الامنين الابرياء في الداخل اليمني بعد كل. عملية يهاجم الجيش واللجان الشعبية لمواقعها العسكرية في ما ورى الحدود شاهدنا ذلك في مجزرة مدرسة جمعة بن فاضل وقرى صعدة والمجزرة الذي تبعتها بحق مستشفى الثورة بعبس وكانت السعودية متعمدة. في ذلك وبشهادة منظمة اطباء بلاحدود

لكي ترسل رساله للقيادة اليمنية بأنها سوف تنتقم من المدنين اليمنين اذا لم توقفوا تقدمكم في ما ورى الحدود. .

وقد تلجئ السعودية الى اقناع المصرين بارسال جيشهم والقيام بإحتلال الساحل الغربي الممتد من المندب الى المخاء الى الحديده الى ميدي لكي تجبر الجيش واللجان الشعبية التوقف عن الاستمرار في التقدم في اراضي عسير ونجران وجيزان

بأعتقادي لن يقتنعوا المصرين ان يتدخلوا على نطاق واسع في اليمن يفضي في النهاية الى زيادة وانتشار وقوة المجوعات المتتطرفه وازدياد نفوذ وقوة الاخوان المسلمين في اليمن والذي يعني قوة ونفوذ تركيا اردوجان وقطر. ، كما النصر في هذه المناطق غير مضمونة النتائج ، وخاصة وقد اثبتت هذه الحرب ان اليمن يمتلك جيش من المجاهدين الاقوياء يستعصي هزيمتهم.

لكن كل شيء يبقى من الممكن حدوثه وخاصة ان التحركات الاسرائيلية قوية ومنخرطة في هذا الجزء من الجغرافيا اليمنية فهي تشارك في ما يحدث من معارك على جبهة باب المندب ، ولاننسى قيامها بتركيب اكبر الردرات في مرتفعات عصب في اريتيريا لمراقبة كل منطقة باب المندب والخط الملاحي في البحر الاحمر ،ولذلك قرار الكيان الصهيوني في هذا الجانب مهم لقيام اي ترتيبات من هذا النوع ، فكل ما يحدث في المنطقة العربية. يخدم اولا واخيرا الكيان الصهيوني وامنه.

الداخل اليمني لم يستقر وخاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية ولازال الوضع متفجر امنيا ولا زالت الاطراف والدول المتداخلة في الحرب (الدول المحتلة) لم تصل الى خلق التوازن بين القوى المحلية في عدن والجنوب الموجوده والتي كونتها والتي سوف تكون بمثابة الصيغة التي تحكم بها هذة المناطق ولذلك نري حدوث التصفيات والاغتيالات المتبادلة للقيادات الحزبية والدينية والتفجيرات والدخول والخروج. واعادة الانتشار للمجموعات المسلحة وقوات الاحتلال في المحافظات الجنوبية ولم تستقر، وكل القوى تعاني من ذلك بما فيه حزب الاصلاح لان كل فصيل وطرف تسيرة وتدعمة احدى هذه الدول

اما في الشمال فالاستقرار هناك يرجع الى مدى التوحد وصلابة التحالف بين المؤتمر وانصار الله ومدى الثقة بين الجانبين.

وبالتالي يمكن ان نشهد حرب استنزاف طويلة سيخوضها الجيش واللجان الشعبية ضد السعودية التي ستكون هي الخاسرة من هذة الناحية وذلك بغرض اجبارها على وقف تدخلها العسكري وفك الحصار على اليمن وتحيدها والتفرغ في معالجة الاوضاع في المناطق الجنوبية ومواجهة المخطط الذي يعد لها البريطانيون وكل دول التحالف المحتلة بإشعال حرب بين الجنوب والشمال ، تفضي الى تنفيذ رؤيتهم في التسوية في اليمن

لكن السوال يبقى هل مفاوضات الكويت ستكون اخر المفاوضات السلمية تنعقد بخصوص الحل في اليمن وانهاء الصراع او ستكون هناك مفاوضات سلمية اخرى ،

بإعتقادي قد تكون هناك اخرى تحت اشراف الدول الاقليمية والدولية و بالتالي سينتقل القرار من ايدي اليمنين الى هذه الدول مثل روسيا وايران وبريطانيا وامريكا والسعودية والامارات، وبحيث يلتقوا في النهاية الروس والامريكين في التفاوض كما هو الحال في سوريا ،

ولان الملفين السوري واليمني مرتبطين وبشدة بينهم وخاصة ان معظم الدول المنخرطة في سوريا واليمن هي نفسها الدول المؤثرة ،

وبخاصة ان السعودية بدأت تعاني من اخفقات لها في الملف السوري كما في الملف اليمني ، وما نشاهده من قيام نائب وزير الخارجية الروسي بزيارة قطر للالتقاء بالمعارضة السورية الا احد تجليات ضعف الموقف والنفوذ السعودي في سوريا وهي الذي كانت متمسكه بان تحتكر موقف مايسمى المعارضة السورية بها ، ورأينا ذلك عندما قامت بعقد مؤتمر المعارضة السوريا في الرياض وتسمية الفريق المعارض بوفد الرياض للمعارضةالسوريا والذي مارست تصلبا في احتكار تدخلها في الملف السوري

لكني اعتقد ان حركة انصار الله قد تشكل عقبة. في انتقال قرار التسوية والحل الى الاطار الاقليمي الاوسع بسبب تفرد الحركة وقيادتها في استقلال قرارها وقدرتها على اخذ زمام المبادرة واتخاذ القرار كما حصل في التقدم الى نجران وهذا مثال فقط .

كل الخيارات مفتوحة على مصراعيها يبقى على الشعب اليمني وكل احرار اليمن على طول وعرض الخارطة اليمنية بالالتفاف والتوحد حول القيادة اليمنية المشكله في صنعاء التي تقود الجيش واللجان الشعبية والتي تتصدى لهذه الحرب وتقود صمود اليمنين طوال الفترة السابقة من هذه الحرب واثبتت نجاح منقطع النظير وكل ما زاد توحدنا. كلما زدنا قوة في التصدي لكل هذا العدوان. وهذه المخططات في الفترة القادمة وكل المؤشرات تفيد اننا ذاهبين الى تحقيق انتصار عظيم ان شاء الله .

بقلم صلاح القرشي