النباء اليقين

المجلس السياسي اليمني في مواجهة الخطة الامريكية (ب)…. خبايا واسرار ..(1)

 

الحلقة الاولى
ماذا بعد ان فشلت مفاوضات الكويت واعلان تعليقها ، ما هي خيارات الطرفين وكل الاطراف الداخلة في هذه الحرب بطريقة مباشرة او غير مباشره.

فخيار استصدار قرار من مجلس الامن بتنفيذ البند السابع والتدخل العسكري الدولي بقيادة امريكا وحلف الناتوا ضد اليمن بات خلفنا وفشل ولن يستطيع مجلس الامن الدولي اتخاذ مثل هذا القرار ، والذي يهدد به عبد الملك المخلافي وبقية وفد الرياض عندما يسألون عن خياراتهم بعد هذه النتيجة والافق المسدود والفشل لمفاوضات الكويت.

اذا ان الفيتوا الروسي لم يمرر داخل مجلس الامن فقط بيان يطالب الوفد الوطني بالتعاون مع ولد الشيخ او يلقي مسؤلية فشل المفاوضات على عاتق الوفد الوطني ما بالكم بقرار كبير وبحجم شن حرب دولية وتدخل عسكري امريكي وحلف الناتوا في اليمن.

وطبعا لروسيا اسبابها في اتخاذ هذا الموقف في مجلس الامن الدولي بخصوص العدوان المستمر على اليمن وهو

اولا انها تأكدت ولديها مبررات ووثائق قوية تفيد بتحيز المبعوث الدولي ولد الشيخ لصالح الرؤية السعودية والامريكية وانه لم يكن متوازن في طرح مبادراته للوصول الى تسوية مقبولة بين كل الاطراف وخاصة الوفد الاممي وان كل ما طرحة غير قابل للتنفيذ اذ انه يعد في معظمة تعسفا ضد طرف من الاطراف ،

كما ارادت روسيا ان تصحح سياستها في اليمن بعدان اخطأت في تمرير القرار 2216 الغير القابل للتطبيق والمتحيز للسعودية وامريكا والمشرعن لشرعية وهمية ليست لها وجود حاضن وداعم شعبي وعسكري على الارض كما ان هادي انتهت فترة مرحلته الانتقالية ووصل الى طريق مسدود وقدم استقالته، ويكفي لروسيا ما وجهته من خديعة كبرى واستراتيجية في الملف الليبي في مجلس الامن عندما سمحت لقرار من مجلس الامن بالصدور ضد ليبيا تم استخدامة واستغلاله بصورة سيئة جدا وفي خدمة المصالح الامريكية حلفائها وتدمير الدولة الليبية وخسارة روسيا لمعظم مصالحها هناك

وثانيا. ان روسيا لاتمانع بأن ترى السعودية وهي تتكبد الخسائر الكبيرة من الناحية السياسية والاقتصادية والعسكرية في اليمن وان تراها تفشل في تحقيق اهدافها في هذه الحرب لان روسيا تعتبر ان السعودية. لها دور كبير و مساهمة كبيرة في التدمير والقتل ومحاولة اسقاط النظام في سوريا التي تدعمة روسيا بل وتحارب الى جانبة وانها يجب ان تضعف دورها في المنطقة .

وسوف تكون روسيا راضية عن كل انتصار يحققة الجيش اليمني واللجان الشعبية ضد السعودية وتحالفها وخاصة ضد كل الدول المتداخلة في الحرب صد سوريا وهذه الورقة لن تضحي بها روسيا وسوف تساوم بها في طاولة المفاوضات بين العملاقين روسيا وامريكا.

ثالثا ان روسيا لن تسمح باي حال من الاحوال لامريكا وحلفائها المتداخلين في الحرب ضد اليمن بألتفرد بالهيمنة على خط الملاحة في البحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن ولن تقبل ان تكون تحت رحمة هذه الدول وان تراهم يقومون بخنقها في اي وقت في هذا المضيق مستقبلا

ورابعا ان روسيا والكثير من دول العلم سوف يعتبرون ان اي تدخل عسكري بقرار من مجلس الامن الدولي الا عبارة عن دعم الجماعات الارهابية المتتطرفة المنتشرة في اليمن وخاصة وقد انكشف الصراع المحتدم في اليمن على حقيقته واتضح انه انتج تمدد المجموعات الارهابية في اليمن وان الشرعية التي تحجج. قوى التحالف السعودي بخوضها الحرب ضد اليمن لارجاعها ماهي الا غطاء مشرعن لسقوط معظم الاراضي اليمنية تحت سيطرتها التكفيرين

وان هادي وحكومته لا يمثلون اي رقم فاعل على الارض وان من يدعموهم ويتحدثوا باسمهم على انها مقاومة وجيش وطني اثبتت عدم صحتها وانها مغالطة كبيره وما حدث في قرى الصراري وارتكبته هذه المقاومة وحشية وتفجير مساجد وقباب وحرق المنازل وقتل المدنين تحت عنوان التطرف المذهبي والطائفي وانها جزء لا يتجزء من نهج وفكر داعش الارهابي وخاصة وقد شاهد كل العالم ماقامت بها في قرى الصراري من خلال تسجيلات الفيديو والصور التي قامت هي نفسها ببثها وايضا ما تقوم وقامت بها في عدن ولحج وحضرموت وغيرها من المناطق التي تثبت انها تابعة للقاعدة واخواتها وليست مقاومة او جيش وطني وقتل المسنين في دارهم في عدن وتفجيره تحت بصر وسمع قوى التحالف ومليشيات ما يسمى الشرعية والمقاومة الا شاهدا على هذا الفكر وسيطرته وانتشارة

ولذلك اصبح من الصعب الموافقة على اصدار قرار من مجلس الامن الدولي بالتدخل العسكري في اليمن وتنفيد البند السابع دعما للارهاب والتطرف ودعما لحكومة تدعي انها سيطرت على 70%من الارض في اليمن وهي لا تستطيع تعود و ان تحكم وان السيطرة معظمها للارهابين

اضافة الى ان هناك اسباب عديده اجبرت صانع القرار في روسيا ان يتخذ مثل هذا الموقف والقرارات تجاه. قضية الحرب على اليمن والوصول الى التسوية التي تراها ايضا تخدم مصالحها ولا تهدد مصالحها .

اذا دول التحالف وعلى راسها امريكا ماذا بقى لها من خيارات ، لاانها تستطيع ان تحقق النصر الكامل في اليمن ولا انها استطاعت ان تفرض التسوية التي تريدها عبر مبعوثها الدولي ولد الشيخ ، ولا انها تستطيع ان تستصدر قرارا من مجلس الامن الدولي يتيح لها التدخل العسكري من قبل الجيوش الامريكية وحلف الناتوا تنفيذا للبند السابع ، ولا انها قادرة على احداث خرق في الجبهات العسكرية المفتوحة. على الارض في اليمن بواسطة قوات التحالف السعودي الذي اثبت فشلها ، واصبح تحقيق تقدم عسكري على الجيش واللجان الشعبية يعتبر بعيد المنال مهما حشدت ودعمت واووا …

والجدير بالذكر ان السياسة الامريكية تجاه اليمن رسمت ووضعت على شكل مراحل وان امريكا تعتبرالمرحلة الاولى من الحرب ضد اليمن قد انتهت. وانه يجب البدء في الدخول في تنفيذ المرحلة الثانية للخطة الامريكية

وتبدء المرحلة الثانية عن طريق احلال ادوات وقوى جديده تدعمها وتتحكم بها بدلا عن القوى السابقة التي تشوهت سمعتها محليا واقليميا ودوليا بصفة التطرف والارهاب و التي كانت تنضوي تحت ما يسمى المقاومة والجيش الوطني،
وسوف تكون هذه القوى تحت مسميات جديده ومبررات جديده وعقيدة جديده سياسية وعسكرية وذات مهام جديدة ولا مانع من دخول بعض القوى القديمة فيها تحت اسمها الجديد فقط تغير الاسم ، وسوف تتسم العقيدة العسكرية والسياسية لهذه القوى والجيوش في بندين اثنين

البند الاول : هومحاربة مايسمى الارهاب المنتشر في اليمن
والبند الثاني : القتال والوقوف ضد السلطة الحالية في صنعاء والعمل على عدم توسع سيطرة الجيش واللجان الشعبية بارضي جديدة تقع خارج سيطرة الحالية

وتاتي تنفيذ هذه الخطة الامريكية للمرحلة الثانية لمواجة ما ثبت للعالم ان هادي وشرعيتة ليست لها حيثية شعبية وعسكريةقوية على الارض وانما تم الاستعانة بالمجموعات السلفية الوهابية وتنظيمات المجموعات الارهابية الوهابية المتتطرفة وجماعة الاخوان المسلمين التي تتخذ اشكالا واقنعة متعددة بالتمدد في الاراضي اليمنية الجنوبية والمناطق الوسطى وقد انكشفت وافتضحت بما قامت بها من اعمال ارهابية واخرها ما ارتكبتة بحق قرى الصراري كما قلنا ، وصول المفاوضات الى طريق مسدود.

وتستهدف الخطة الامريكية كل منطقة جغرافية يمنية على حدى، وهناك تركيز كبير على محافظة تعز بالذات وما رتبه الامريكيون لها في مشروعهم نظرا للاهميتها الكبيره

، وما إعلان و تشكيل المجلس السياسي من قبل انصار الله والمؤتمر الشعبي العام وحلفائهم الا لمواجهة المرحلة الثانية من الخطة الامريكية كخطوة استباقية لهذه الخطة، ولتوحيد الجبهة الداخلية والاستعداد للتنفيذ الخيارات المتاحة ضد السعودية وخاصة في الحدود وما الى ذلك من الاهداف الذي سوف نتناولها بالتفصيل لاحقا

ولنا لقاء في مقال اخر في (الحلقة القادمة ) ان شاء الله لنتناول ونحلل ملامح هذة الخطة الامريكية ومرتكزاتها وخيارات الرد المتاحة امام المجلس السياسي اليمني وقيادة الجيش واللجان الشعبية .

بقلم صلاح القرشي