النباء اليقين

بقلم/عبدالمنان السنبلي”العدوان السعودي على اليمن لم يبدأ اليوم أو قبل عام حتى ينتهي”

واهمٌ كل من يعتقد أنه في حالة توقف عمليات العدوان العسكرية المباشرة أن السعودية ستتوقف عن عدوانها نهائياً على الشعب اليمني ، فالعدوان على اليمن أصلاً لم يبدأ اليوم أو قبل سنة حتى ينتهي، العدوان السعودي على اليمن بدأ منذ عقود و تحديداً منذ قيام ثورة سبتمبر 1962…

 

من المعروف تاريخياً عن النظام السعودي أنه من النوع الذي لا يمكن أن يقبل بوجود ما يعتقد أنه خصمٌ له يعيش في الجوار، و هكذا هو حال الأنظمة الإستبدادية التي تتوجس خيفةً من كل ما تعتقده أنه يمكن أن يُشكل خطراً عليها، لذلك تعمد السعودية دائماً الى إنتهاج سياسات آنيةٍ متهوّرة غير محسوبة العواقب في علاقاتها مع الدول المحيطة بها و التي يمكن أن ترتد عكسياً عليها في معظم الأحيان و لولا الثروة النفطية التي يمتلكونها و التي تُدّر عليهم من الأموال ما يمكن أن تُغطي بها عيوبها حيناً من الدهر، لسقط النظام السعودي منذ وقتٍ مبكرٍ جداً نتيجةً لتلك السياسات الإستعدائية التي تتبعها و خاصةً مع الدول المحيطة بها ..

 

من هنا نستطيع أن نستقرئ ما يمكن أن يقوم به النظام السعودي بعد أن تضع الحرب أوزارها تجاه الوضع الجديد في اليمن وفقاً لمعطيات ما بعد العدوان، فهم و كما يعلم الجميع لم يوقفوا عدوانهم رغبةً منهم بالسلام و إنما أوقفوه مرغمين و مجبرين لما لمسوه من صمود اليمنيين و إصرارهم على المواجهة بكل شجاعةٍ و إستبسال و لما حققه اليمنيون – رغم شحة إمكانياتهم المادية – من إنتصاراتٍ نوعية على السعوديين و خاصة في جبهة الحدود …

 

لذلك فالسعوديون و لرغبةً منهم في الإنتقام و هروباً من المواجهة فهم ربما يتبعون تكتيكاً آخراً يقضي بخروجهم من المستنقع اليمني بالصورة التي تجنبهم المواجهة المباشرة مع الجيش اليمني مع الإحتفاظ بآياديهم و أدواتهم في الداخل و مدهم عن بعد بكل ما يحتاجونه من دعمٍ عسكريٍ و لوجستيٍ يمكّنهم من الإبقاء على الوضع الداخلي اليمني في حالة إضطرابٍ مستمرٍ و غير مستقرٍ في عملية إستنزافٍ دائمة للجيش اليمني و اللجان الشعبية مما يُشغل خصومهم اليمنيين عن التفرغ للإعداد للمواجهة الحتمية القادمة معهم و التي لو حصلت فستكون بحسب معظم الخبراء العسكريين محسومة بشكل سريع و خاطف لصالح اليمنيين ..

 

و بهذه الطريقة يظل السعوديون يمارسون عدوانهم التقليدي الدائم بصورة غير مباشرة و عن بعد محققين بذلك مالم يستطيعوا تحقيقة عبر المواجهة العسكرية المباشرة إلا إذا أدركت القوى الوطنية الحية ذلك و عملت على ما من شأنه تجنب الوقوع في فخ ما يحيكه النظام السعودي لليمن بعد العدوان…