النباء اليقين

بدأوا بتحريف معاني القرآن وسينتهون بتمكين اليهود من مقدساتنا.. فهل ستتحرك الأمة ؟

الهدهد / مقالات

منير اسماعيل الشامي

تقربا وزلفى للكيان الصهيوني، وتوقا إلى بلوغ مُناهم برضا اليهود والصهاينة عنهم، وتزامنا مع إعلان صفقة القرن بادر نظام الرياض وتجرأ في سابقة لم تحدث أبداَ في التاريخ الإسلامي لطباعة نسخة من تفسير القرآن الكريم باللغة العبرية، متعمداً تحريف وتأويل كل الآيات الكريمة التي تكشف حقيقة اليهود، وتذّمهم إلى ما يتماشى مع رضا اليهود ويسر نفوسهم، فعلى سبيل المثال فقد أولوا تفسير الآية السابعة من سورة الإسراء لفظ المسجد إلى الهيكل وبهذا التفسير فقد تحولت الآية من وعيد لليهود إلى بشارة لهم، ومن بشارة للمسلمين إلى وعيد لهم، وتتضح الصورة أكثر بالرجوع إلى تلك الآية الكريمة وقوله تعالى (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا) صدق الله العظيم.

فالخطاب في الآية الكريمة موجه لليهود وما سبقها من الآيات يدل ويؤكد ذلك ولكن حينما يقلب المسجد الى هيكل يتغير معنى الآية كليا ويصبح الخطاب فيها موجهاً إلى المسلمين ويصير الوعيد للمسلمين والبشارة لليهود بدخولهم الهيكل مرة أخرى.

ومن يرجع إلى تاريخ اليهود في تحريف التوراة والانجيل يجد أن بني سعود بدأوا بتحريف آيات القرآن الكريم بتأويلها إلى غير معناها الحقيقي كما بدأ اليهود والنصارى بتأويل وتحريف نصوص كتبهم السماوية إلى غير معناها كخطوة أولى مهَّدت لتحريف النصوص لاحقا.

ما يعني أن بني سعود ايضا بدأوا بتحريف معاني الآيات وتأويلها وسينتهون بتحريف النص القرآني إن استطاعوا ولن يستطيعوا لأنه محفوظ بحفظ الله تبارك وتعالى والتساؤل الذي يفرض نفسه هو إذا كان بنو سعود مسلمين حقا فما الذي يدفعهم إلى تحريف معاني القرآن ؟

وهل يمكن أن يقوم مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بتحريف معاني كتاب الله ليرضي أعداءه؟

والاجابة القطعية هي: لا يمكن أن يرضى أي مسلم بهذا العمل أو يقوم به، ما يعني أن بني سعود حريصون على إرضاء اليهود وليس على إرضاء الله وبذلك فليس هناك من تفسير لقيامهم بهذه الجريمة سوى تفسير واحد وهو أن ملتهم هي ملة اليهود بدليل رضا اليهود عنهم مصداقا لقوله تعالى : (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) صدق الله العظيم، والدليل الثاني على أن ملتهم ملة يهودية هو قيامهم بتحريف معاني القرآن إلى غير معانيه الحقيقية كهدف يفرضه عليهم معتقدهم ويحضهم عليه إيمانهم بتلك الملة .

وإذا عدنا إلى ما تحدث به الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين -رضوان الله عليه- في الملازم نجده في مواضع كثيرة اشار اشارة صريحة إلى أنه سيحدث هذا وسنرى محاولات لأعداء الله لتحريف معاني آيات القرآن سعيا منهم لإرضاء اليهود والنصارى، وظن الكثير أنه مبالغ في ذلك والبعض الآخر كذبوا حدوثه، ذلك، وها نحن اليوم نراه سيد الصادقين، فكل ما أخبرنا بأنه سيحدث من صغائر الأمور وعظائمها نشاهدها اليوم حقائق واقعية تحدث أمامنا كما أخبرنا ونشاهدها كما نشاهد قرص الشمس في كبد السماء.

هذا يدلل على العلم الغزير الذي امتلكه السيد القائد ونظرته الثاقبة للأمور بالنظر إلى ما تعيشه الأمة من ذل وهوان، فكان يدرك جليا ما ستؤول إليه الأمة بفعل أنظمتها المنقادة لقوى الظلم والاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل ومساعيها الرامية لنهب ثروات الأمة والعبث بمقدساتها.

وهذا ما يجعلنا واثقين من حقيقة سعي اليهود بكل ما أوتوا من قوة للاستيلاء على الحرمين الشريفين كما اخبرنا الشهيد القائد وأن التطبيع الذي يسعى بنو سعود إلى فرضه على الأمة وتحقيقه مع اليهود ما هو إلا تمهيد لتمكين اليهود من السيطرة على مكة والمدينة المنورة ولا نستبعد إن أعادوا اليهود إلى المدينة المنورة واقروا بملكيتهم لما حولها حيث كان يسكن أجدادهم وهذا ما سيحدث إن ظل المسلمون متفرجين على بني سعود ولم يتحركوا لوقفهم عند حدهم .

ما يعني أن على علماء الأمة وانظمتها وشعوبها أن يتحركوا لوقف ممارسات بني سعود المريبة، وأن يتحركوا بجدية للدفاع عن مقدساتهم التي هي ملك للأمة قبل أن يفرط فيها بنو سعود ويمكنوا اليهود من السيطرة عليها.