النباء اليقين

لا تفريط في السيادة الوطنية

الهدهد / مقالات

عبدالفتاح علي البنوس

لا تفريط بالسيادة الوطنية اليمنية برا وبحرا وجوا ، هذا هو الموقف الثابت الراسخ رسوخ جبال اليمن الشاهقة الشامخة ، ومن أجل سيادة اليمن يرخص كل غالٍ ، ويهون كل صعب ، ومن أجل الذود عن سيادة الوطن التي انتهكها التحالف السعودي السلولي اللعين يخوض أبطال جيشنا المغوار ولجاننا البواسل ومن خلفهم أبناء شعبنا اليمني الشرفاء الكرماء الأوفياء الغيورين على الأرض والعرض والشرف والكرامة معركة النفس الطويل ، معركة التحرر من الوصاية والتبعية والاحتلال ، والتي أوشك عامها الخامس على الانقضاء ، وجيشنا ولجاننا في مختلف الجبهات يسطرون أروع الملاحم البطولية ، ويرسمون لوحات انتصار زاهية بهية بفضل الله وتأييده ، انتصارات تشرئب لها الأعناق ، انتصارات مزدانة بكل معاني الإنجاز والإعجاز المرعبة للأعداء ، والمدمرة لنفسياتهم ، والكاشفة عن هوانهم وضعفهم وعجزهم وفشلهم رغم كل ما يمتلكونه من إمكانيات ، كانت كفيلة بأن تمنحهم الانتصار والحسم في الأشهر الأولى للعدوان ، ولكن نواياهم الشريرة ، وعدوانهم الظالم ، وإجرامهم المتوحش ، ووقوفهم في جبهة وصف الباطل أحبط مخططاتهم وأفشل مؤامراتهم ، وهزم جموع جنودهم ومرتزقتهم ، وأذلهم وكسر شوكتهم وجعلهم يجرون أذيال الخزي والعار والهزيمة تلو الهزيمة بفضل الله الكريم وتأييده وعونه وتوفيقه.

استغربت كثيرا من تذمر البعض جراء قيام قوات خفر السواحل اليمنية باحتجاز ثلاث سفن كورية لم تستجب لدوريات خفر السواحل بعد انتهاكها للسيادة والمياه الإقليمية اليمنية بساحل الحديدة ، رغم أن بيان قوات خفر السواحل كان واضحا وبين أسباب احتجاز السفن وأكد على مشروعية وقانونية هذا الإجراء ، وخصوصا والبلاد في حالة حرب ، وقوى العدوان تواصل عربدتها عبر البحر الأحمر في سياق مخططها الاستيطاني الهادف إلى السيطرة على الحديدة وسواحلها وموانئها والهيمنة على طريق الملاحة البحرية المار بالبحر الأحمر وصولا إلى مضيق باب المندب ، فهناك ضوابط وقواعد تنظم حركة الملاحة البحرية وعلى طواقم السفن التي تمر عبر المياه الإقليمية اليمنية الالتزام بها وعدم مخالفتها ، لتفادي تعرضها للاحتجاز والتوقيف.

قوى العدوان تقوم باستخدام بعض السفن التجارية المدنية للقيام بأعمال ومهام عسكرية معادية لبلادنا ، ومن حق قوات خفر السواحل اليمنية التأكد والتحقق من هويتها وطبيعة مهامها ، فكل التضحيات والخسائر التي تكبدها أبناء شعبنا على مدى الخمس السنوات الماضية من العدوان والحصار كانت في سبيل الله ونصرة لدينه وذودا عن حمى الوطن ودفاعا عن سيادته وأمنه واستقراره ، ومن أجل ذلك لن ندخر أو نوفر أي جهد في هذا الجانب في البر والجو والبحر، وستكون العيون الساهرة اليمنية من أبطال جيشنا ولجاننا بالمرصاد ، لكل من يفكر بالمساس بالسيادة اليمنية برا وبحرا وجوا.

بالمختصر المفيد، السيادة الوطنية خط أحمر، والتفريط بها بمثابة التفريط بالعرض، ولا يمكن بأي حال من الأحوال، وتحت أي ظرف من الظروف التفريط بها ، أو السكوت على من يحاول انتهاكها أو المساس بها ، سنقاتل على أراضينا ومياهنا وأجواءنا حتى آخر قطرة من دمائنا ، لا تراجع ، ولا تخاذل ، ولا تقاعس في هذا الأمر مهما بلغت الخطوب والمخاطر ومهما كانت التحديات ، فلا تفريط في ثوابتنا أمس واليوم وفي الغد ، ولا مزايدة أو تفاوض أو نقاش حول السيادة الوطنية ، ( وما نزل من السماء استلقفته الأرض).