النباء اليقين

مظلومية وصمود

قصة مظلومية عايشها طفل من أطفال اليمن ويعد نموذجا لمئات أطفال آخرين.

*القصة : ضربتم منزلي قتلتم أسرتي لم يتبقى لي شئ سوى قلمي الذي عثرت عليه تحت ركام خلفتموه بنار حقدكم ، وجدت قلمي فأتخذت منه صديقا …. كنت أكتب عليه ذكرياتي وآلآمي التي عشتها ، نسجت منه آمالي التي أتطلع أليها ، بعد أيام من قصف العدوان لمنزلي ؛ أعلن عن بدأ العام الدراسي أردت الإلتحاق بالمدرسة القريبة من ركام منزلي وفجأة في أولى الأيام الدراسية سمعت ذات مساء صوت طائرة ليست تلك التي كنت أفرح عند سماعي لها عند مرورها من على قريتي ؛ بل تلك التي كلما سمعت صوتها أيقن بأنها سترتكب جريمة ، تقتل أنفس برئية .

فبعد لحظات من سماعي لصوتها المشؤم سمعت دوي إنفجار ناتج عن قصف حاقد، أرعبنا ذلك الصوت بدا وكأن المكان الذي قصف قريبا منا ،عشت تلك الللية خوف شديد وكنت أشعر بأن الضربة القادمة ستكون علينا لكن بعد ساعات طويلة من الخوف غلبني النعاس فنمت على أمل أن أذهب اليوم التالي الى المدرسة .

في اليوم اليوم التالي قصدت أنا وأطفال حارتنا المدرسة وكلنا فضول نريد أن نعرف أين تم القصف الليلة الماضية ، فشقينا طريقنا وأنتهت بنا الطريق بالقرب من ركام تفاجئنا برؤيتنا لذلك المكان وقد أصبح ركاما لأنني لم أتوقع حدوث ذلك أبدا ، أتدرون ماذلك المكان ؟ ليس منصة صواريخ كما يزعمون أو معسكرا كما (يخرفون) …. لقد كان ذلك الركام لمدرستي التي أدرس فيها والتي كانت بالنسبة لي منزلي الآخر بعد أن قصف بيتي أيقنت في تلك اللحظة بأن كل شي في بلدي أصبح هدفا لمن تملئ رؤسهم الهيستيريا.. عدت مع أصدقائي الى حارتنا وقلبي يملؤه الألم ، لكنه لم يخلوا من الأمل .. ذهبت الى إحدى زوايا ركام منزلي فجعلت من ذلك المكان مدرسة لي وكلي أملا بأن تبنى مدرستي وأن يعود منزلي بعد نصر على أعدائنا سنعود أفضل مما كنا سيبنى كل جديد بعد أن نهزم الغزاة ، لن أستسلم لهم بدوري طفل من أطفال اليمن لن أتخلى عن تعليمي لأنه هدفا من أهدافهم لن أدعهم يحققوه .

بقلم : علي بصلان