رئيس كولومبيا وزعيم “فارك” يوقعان اتفاق سلام ينهي أطول نزاع مسلح في تاريخ الأميركيتين
وقع الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وزعيم “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” (فارك) المتمردة رودريغو لوندونيو الإثنين في مدينة كارتاهينا (شمال البلاد) اتفاق سلام ينهي حربا استمرت أكثر من نصف قرن.
واعتذر رودريغو لوندونيو لجميع “ضحايا النزاع”، في مبادرة هي الأولى من نوعها.
وجاء التوقيع على اتفاق السلام التاريخي بين الرئيس الكولومبي وزعيم (فارك) خلال حفل ضخم أقيم في مدينة كارتاهينا الساحلية (شمال كولومبيا) لانهاء حرب استمرت أكثر من نصف قرن (52 عاما).
ويتألف الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في هافانا في 24 آب/أغسطس والذي وقعه سانتوس وتيموشنكو بقلمين صنعا من رصاصتين، من 297 صفحة. ولا يزال بحاجة لأن يصادق عليه الكولومبيون في استفتاء يجري الأسبوع المقبل كي يدخل حيز التنفيذ.
وجرى توقيع الاتفاق في باحة مركز المؤتمرات في كارتاهينا، المنتجع الذي يوصف بأنه “لؤلؤة الكاريبي”، بحضور حوالي 2500 مدعو ارتدوا ملابس بيضاء وبينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية.
وقبيل توقيعه الاتفاق قال الرئيس سانتوس في تغريدة على تويتر: “اليوم نختبر فرح عصر جديد لكولومبيا”، معتبرا توقيع الاتفاق “مرحلة جديدة في تاريخنا، في بلد ينعم بالسلام”.
ومن الشخصيات التي شاركت في حفل التوقيع الرئيس الكوبي راؤول كاسترو والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ونظيره لمنظمة الدول الأميركية لويس الماغرو ووزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري والفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.
وكانت حركة “فارك” التي انبثقت في 1964 عن تمرد للفلاحين وتضم اليوم نحو سبعة آلاف مقاتل، صادقت على الاتفاق الجمعة خلال مؤتمر وطني نظم في ال ديامانتي في قلب معقلها التاريخي في كاغوان (جنوب شرق).
وطلب زعيم “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” رودريغو لوندونيو الملقب “تيموشنكو” إثر توقيعه اتفاق السلام الصفح من “ضحايا النزاع”، في مبادرة هي الأولى من نوعها.
وفي خطابه وعد تيموشنكو، الملقب أيضا “تيموليون خيمينيز”، بـ “مرحلة جديدة من المصالحة” والسلام. وقال: “باسم القوات المسلحة الثورية الكولومبية، أعتذر بصدق لجميع ضحايا النزاع عن أي ألم قد نكون تسببنا به أثناء هذه الحرب”. وأضاف: “نحن نولد من جديد لإطلاق مرحلة جديدة من المصالحة وبناء السلام”.
المصدر: أ ف ب