النباء اليقين

هكذا حقق الفلسطينيون انتصاراً جديداً في القدس

شهدت مدينة القدس المحتلة اليوم الجمعة انتصاراً جديداً في المعركة التي خاصها ابناء الشعب الفلسطيني على بوابات المسجد الاقصي المبارك حيث كسروا الحصار المفروض على مصلى باب الرحمة منذ عام 2003 بقرارات إسرائيلية جائرة.

ووضعت قوات الاحتلال وضعت الأحد الماضي سلاسل حديدية وقيودًا على الباب الخارجي لباب الرحمة (أحد أبرز أبواب الأقصى)، في محاولة منها لإغلاق الباب نهائيًّا، قبل أن يدخل المقدسيون في اعتصام ومعركة انتهت بفتحه، وفتح مصلى الرحمة (أحمد مصليات الأقصى)، ظهر اليوم الجمعة.

يشار إلى أن قوات الاحتلال حولت القدس -اليوم- إلى ثكنة عسكرية بفعل انتشارها المكثف والواسع في المدينة وبلدتها القديمة ومحيطها ومحيط الأقصى المبارك، إلا أن ذلك لم يمنع عشرات آلاف المواطنين من الوصول إلى مسجدهم والصلاة في رحابه الطاهرة.

هكذا حقق الفلسطينيون انتصاراً جديداً في القدس

ما حدث اليوم في المسجد الأقصى، أعاد إلى الأذهان معركة البوابات الإلكترونية التي جرت في المسجد الأقصى، في تموز/ يوليو 2017، يوم أن انتصر الوعي الفلسطيني على مكائد التهويد الإسرائيلي الذي يتربص بالمسجد الأسير، نتذكر المعركة التي أراد نتنياهو خلالها أن يفرض واقعًا جديدا في المسجد الأقصى عبر مرور المصلين من خلال تلك البوابات.

يومَ أن منعت “إسرائيل” لأول مرة منذ احتلال المسجد الأقصى في عام 1967م، الصلاة في رحابه الطاهرة، ومنع دخول الرجال للمسجد، وعليه دخل المقدسيون والفلسطينيون في اعتصام تاريخي أجبروا خلاله “إسرائيل” على إزالة البوابات الإلكترونية، وذلك بتاريخ 25 تموز/يوليو 2017.

واحتفى المصلون بعد صلاة الجمعة، اليوم، بإعادة فتح مصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية من الأقصى بتظاهرات احتفالية حاشدة في المنطقة، وصدحت حناجرهم بهتافات التكبير وبهتافات “بالروح بالدم نفديك يا أقصى” و”هدا المسجد مسجدنا”، وغيرها، في حين أمّ الأقصى المبارك أكثر من ستين ألف مواطن من القدس والداخل الفلسطيني رغم كل إجراءات الاحتلال المشددة في القدس.

وكان المصلون -يتقدمهم رئيس وأعضاء مجلس الأوقاف الإسلامية ومشايخ القدس- فتحوا باب مبنى ومصلى باب الرحمة قبل صلاة الجمعة، وأدوا الصلاة في المبنى الذي أغلقه الاحتلال منذ العام 2003، ورفع مصلون العلم الفلسطيني على سطح المصلى.

وهنات الفصائل الفلسطينية هذا الانتصار الكبير الذي تم تحقيقه في مدينة القدس المحتلة معتبرا ذلك تمهيدا لمرحله جديدة في مسيرة الدفاع عن هذه المدينة المقدسة ومواجهه تهويدها.

وفي هذا السياق أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن المقدسيين كتبوا فصلا جديدا في مسيرة الدفاع عن المسجد الأقصى وحماية الوقف الاسلامي في القدس، وأن المسيرات والمواجهات في القدس والخليل وغزة هي دليل على وحدة الموقف الوطني والشعبي الفلسطيني على قاعدة حماية الارض والمقدسات ورفض الوجود الاستيطاني وإسقاط “صفقة القرن“.

واضافت :” إن الشعب الفلسطيني يدشن اليوم مرحلة جديدة في مواجهة المشروع الصهيوني ، وهي: أن المقدسات خط أحمر ولن نسمح أن تكون مادة انتخابية للمتطرفين والمستوطنين.

وأضافت أن هذه المواجهة التي يقف الشباب الثائر في طليعتها هي أبلغ رسالة في الرد على محاولات اليمين الاستعماري الصهيوني توظيف تهافت بعض الأنظمة المتهافتة للتطبيع، لتنفيذ مشروع التهويد العدواني في القدس.

هكذا حقق الفلسطينيون انتصاراً جديداً في القدس

هذا و أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان، ان انتصار المقدسيين في باب الرحمة صفعة للتطبيع العربي ورافعة للحق الفلسطيني أمام “وارسو” والقبح “الدولي” في انحيازه لباطل الاحتلال.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي مخاطبا الشعب الفلسطيني، “لقد نجحتم وحدكم وانتصرتم وحدكم على حقد العدو وجبروته، وأسرجتم للأقصى زيتا لا ينطفئ بإذن الله رغم السواد الذي يلف صهاينة العرب”.

وأكد مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني، أن الإنجاز بفتح باب الرحمة بعد 16 عاماً تحقق بسواعد المرابطين والمقدسيين سيتم المحافظة عليه حتى لو حاول الاحتلال إعادة اغلاقه.

ومن جهتها دعت حركة حماس الجمعة، الاحتلال الإسرائيلي أن يُدرك جيدًا “رسالة الجماهير الهادرة المدافعة عن قدسها ومقدساتها، بوقف عدوانه، والكف عن العبث بهويتها الإسلامية والعربية، فكل محاولاته ستنكسر على صخرة صمود شعبنا وتضحياته، وهذا ما أثبته وشهد عليه التاريخ.

وقال الحركة في بيان إن شعبنا الفلسطيني يسطر اليوم نموذجا عظيما بإصراره على الزحف إلى القدس للدفاع عن الأقصى، رغم كل العقبات التي وضعها الاحتلال من تهديدات واعتقالات، مؤكدا بذلك أن الأقصى خط أحمر لا يمكن للاحتلال تعديه أو تنفيذ مخططاته بتغيير واقعه والسيطرة عليه.

وأضاف أن تضحيات شعبنا العظيمة في الدفاع عن المسجد الأقصى تدلل على أنه قلعة شامخة لا يرهبها بطش الاحتلال، وأننا شعب متمسك بمقاومته في كل الساحات وبكافة الوسائل، ولا يوجد في قاموسنا معنى الرضوخ للعدوان.

هكذا حقق الفلسطينيون انتصاراً جديداً في القدس

وفي نفس السياق، شدد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، في خطبة الجمعة، على أن مصلى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وطالب سلطات الاحتلال برفع يدها عنه وحمّلها مسؤولية عبثها وتدخلها بشؤون المسجد المبارك، وأكد أن المسجد الأقصى لا يخضع لمحاكم وقرارات الاحتلال، وهو مسجد إسلامي خالص بكل مساحته الـ144 دونما، والتي تشمل مصليات المسجد وأروقته، وباحاته، وما فوقه وأسفله، وهو جزء من عقيدة كل المسلمين في العالم.

وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يقبل أي تغيير أو فرض أمر واقع في المسجد الأقصى، مؤكدا أن مجزرة المسجد الإبراهيمي لن تتكرر في المسجد الأقصى.

واثبت الشعب الفلسطيني من خلال هذا الانجاز الكبير الذي حققه بصموده وعزمه وتمسكه بثوابته الوطنية والاسلامية مرة اخرى بانه سيدافع عن مدينة القدس المقدسة ومسجد الاقصى مهما كلف ذلك ولن يسمح للعدو المحتل بان يتنفذ مخططاته ضد التواجد الفلسطيني في هذه المدينة ومقدساتها الاسلاميه.