النباء اليقين

نصرالله: في معركة الارهاب نقوم بواجبنا ولا نتوقع الشكر والتقدير من احد

الهدهدنت/أخبار

بدا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمته بتوجيه التحية والاجلال والاكبار الى المقدسيين المرابطين في القدس والضفة وكل الفلسطينيين الذين تدفقوا الى المدينة القديمة دفاعا عن الاقصى ليفرضوا انتصارا جديدا، ويرغموا العدو على ازالة الاجراءات الجديدة التي تريد فرض سيادتها، من خلال حضورهم وصلاوتهم وقبضاتهم وصدورهم التي تواجه الرصاص، ليصنعوا هذا النصر، واصفا هذه التجربة بانها تجربة جديدة من تجارب المقاومة.

كما توجيه السيد حسن نصر الله بالشكر الى القائد عبد الملك الحوثي الذي أعلن بوضوح وقوفه وجميع المجاهدين والمقاومين في اليمن الى جانب لبنان وسوريا وفلسطين، في حين نحن مشغولون بما يجري في عرسال، الامر الذي حال دون القيام بأي مسيرات داعمة للقدس، داعيا في نفس الوقت الى اعادة النظر فيما يجري باليمن.
وفيما نوه الى ان هذه ألايام هي الذكرى السنوية لحرب تموز والانتصار العظيم، قال انه سيترك الكلام في هذه المناسبة الى الاحتفال بمناسبة 14 آب.
الجيش شريك وعمدة المعادلة الذهبية
واشار الى انه سيحل بعد ايام (1 آب) عيد الجيش اللبناني مضيفا القول: بهذه المناسبة، الجيش شريك وعمدة المعادلة الذهبية وأتوجه الى قيادة الجيش والشباط والرتباء والجنود والاسرى والشهداء بالمباركة بهذا العيد، وهو عيد وطني للجيش العربي السوري الذي أتوجه ايضا الى قيادته بالتبريك.
لن ارد على تصريحات ترامب الان لعدم احراج الوفد الحكومي
واكد السيد نصر الله انه ليس في وارد الرد على تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب وتصريحات الادارة الاميركية فيما يتعلق بحزب الله تسهيلا للوفد الحكومي ولعدم احراجه متابعا القول : لا أريد أن أدخل في سجال أو نقاش عميق مع أحد، سأعرض القضايا بشكل ايجابي وهادئ ومسؤول، نحن لسنا في معركة “فش خلق” بل في معركة مسؤولية تحصل فيها تضحيات ويصنع مصير بلد.
هدف معركة عرسال اخرج الارهابيين من كامل الارض
وتطرق السيد نصر الله الى معركة تحرير الجرود حيث قال : الموضوع الاساسي المعركة في جرود عرسال وفليطة. العنوان الاول: هدف المعركة، وهو اخراج المسلحين من المنطقة التي تسيطر عليها النصرة سواء في جرود فليطة أو جرود عرسال. هذه معركة محقة وهذا حق واضح مشرق لا لبس ولا ريب فيه. من يشكك يذهب الى المناطق التي سقط فيها شهداء والتي كان يحضر لاستهدافها بعمليات انتحارية ويسألهم لماذا يجب أن نخرج لتحقيق هدفنا.
نحن اتخذنا قرار معركة عرسال وليس اي جهة اخرى
ثانيا: في توقيت المعركة: اساس هذه العملية مؤجلة منذ عام 2015، في ذلك العام استعدنا جزء كبير من الجرود. الذي أكد على هذا التوقيت هو ما انكشف في الاشهر الماضية أن الجرود تتحول الى قواعد تأوي انتحاريين ويعتمد عليها في السيارات المفخخة، بعد أن ضبطت الخلايا التي شكلت في الداخل. نحن اتخذنا القرار، وبالنسبة للبعض هذا موضوع اشكالي ولكنه ليس قرارا ايرانيا ولا سوريا، نحن اتصلنا بالقيادة السورية وطلبنا مساعدتهم، وكنا نعد للمعركة منذ الشتاء الماضي، ومع بداية الربيع بدأ الاستطلاع والتحضير اللوجستي والبشري، وكنا أمام خيارين اما قبل رمضان أو بعده. الذي لديه ادنى معرفة بالامور العسكرية يعرف أن القرار لا يمكن أن يأخذ قبل كم يوم بل يحتاج الى تحضير أِشهر وهي ليست مرتبطة بأي تطورات سياسية.
قلنا أن الميدان سيتحدث عن نفسه
ثالثا: في مجريات المعركة، نحن قلنا أن الميدان سيتحدث عن نفسه. في ميدان المعركة الجغرافي الجميع شاهد على الشاشات المنطقة التي دارت فيها المعركة، مساحتها ما يقارب 100 كلم مربع، هي الارض التي كانت تسيطر عليها النصرة، هذه المنطقة جبلية تصل فيها بعض الجبال الى 2500 متر، فيها جبال وتلال ووديان جرداء، والقتال في هذه المنطقة من اصعب أنواع القتال.
حققنا انتصارا عسكريا وميدانيا كبيرا ومفاجئا بأقل كلفة ممكنة
واستطرد القول : في هذه الجبال والوديان والتلال هناك عدو في وضعية دفاع ومحصن، وبالتالي له نوع من الارجحية خصوصا أ لديهم كهوف وانفاق ومتاريس طبيعية، ولا مشكلة لديهم لا بالعديد ولا بالوضع المعنوي والنفسي، ولديهم سلاح وذخيرة ومواد غذائية. أخواننا في مواقع الهجوم مكشوفين ومستهدفين، والمنطقة صعبة، ويمشون في الوديان والجبال، وهذه من الصعوبات التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار، ولا عامل مفاجأة لأننا منذ اشهر نعرض تسويات لانهاء وجود المسلحين وتضمن حقوق النازحين، ولكن بفضل الله ومجموعة عوامل منها الخطة والالتزام بها، والقيادة العسكرية والميدانية التي لها تجربة وحكمة وهدوء وشجاعة المقاتلين ومعنوياتهم العالية وببركة التضحيات تمكنا حتى هذه اللحظة، أن نحقق انتصارا عسكريا وميدانيا كبيرا ومفاجئا بأقل كلفة ممكنة على مستوى الجرحى والشهداء.
لم يعد هناك اي وجود للنصرة في جرود فليطة السورية
واضاف : اما في جرود فليطة فالمعركة كانت مشتركة، نحن والجيش السوري، قاتلنا كتفا الى كتف وسقط لنا ولهم شهداء وجرحى وتم تحرير كامل جرود فليطة، وفي الاراضي السورية لم يعد هناك أي وجود للنصرة. في الاراضي اللبنانية، ما قام به الجيش اللبناني، ايضا في محيط عرسال وجرودها على خط التماس كان اساسيا في صنع هذا الانجاز. الجيش أعلن أنه ضرب أهدافا للمسلحين في المنطقة، لذلك شعر المسلحون أنهم ليسوا في امان، الحماية التي قدمها الجيش لعرسال والبلدات على خط التماس، بالتالي تطمئن أهلها، وعملية العلاقات العامة داخل البلدة جعلت هناك جوا من الاطمئنان وحيدت البلدة عن الاشتباك وهذا الامر قطع الطريق أمام مثيري الفتن، فيما قام الجيش بحماية النازحين وحتى المخيمات، وجود الجيش منع المسلحين من الاقتراب لمخيمات النازحين .
مخيمات النازحين لا ولن تمس
ولفت الى السلوك العقلاني والمسؤول لسرايا أهل الشام، الذي انسحبوا من المعركة الى المخيمات بعد مشاركتهم فيها باليوم حين ادركزا بأن المعركة لا افق لها، وان الباب مفتوح أمام تسوية حقنا للدماء ليتحملوا مسؤولية حماية عائلاتهم في المخيمات بعد ان سهلنا لهم هذا الانسحاب مشددا بالقول : أن المخيمات لا ولن تمس، هذه المخيمات هي خارج نطاق سيطرة الجيش.
قادة النصرة تصرفوا بعنجهية ورأوا نتائجها
وانتقد عدم اصغاء قادة النصرة للنداءات وقال : قادة النصرة لم يصغوا الى النداءات، نحن لا ينقصنا انتصارات وتضحيات، الشباب وأرواحهم أغلى من اين اعتبار، لكنهم تصرفوا بعنجهية وروح غير مسؤولة واعتبروا أن ما يحصل حرب نفسية. حتى عندما بدأت المعركة هم راهنوا، عدم الاستجابة للنداءات كان قرارا خاطئا، خسروا أغلب المنطقة في جرود عرسال واصبحوا في مكان ضيق.
لم تكن عرسال ولا اهلها مستهدفة اطلاقا ولا يوم من بداية الاحداث
واستطرد القول : رغم صعوبة المعركة، بقيت بلدة عرسال في مأمن بفضل الجيش، كان هناك سعي لان لا يرتكب أي خطأ، لم تكن عرسال ولا اهلها مستهدفة اطلاقا ولا يوم من بداية الاحداث منذ سنوات، البعض حاول اثارة الفتنة ولكن كل ذلك ظلم. حزب الله لا يريد لعرسال واهلها الا الخير والامن والسلامة والكرامة، وعندما تنتهي المعركة نحن جاهزون اذا طلبت قيادة الجيش أن تستلم كل المواقع وكل الارض، حتى يتاح لاحقا لاهالي عرسال أن يعودوا لبساتينهم ومقالعهم، ولن نسمح لاحد ان يتقرب من مخيمات النازحين، لاننا نخشى من دخول أحد على الخط واستهداف النازحين وتحويل الموضوع في وجه المقاومة والجيش.
الوضع الحالي جاري على خطين الاول في الميدان والثاني في المفاوضات
واشار الى ان الوضع الحالي جاري على خطين الاول في الميدان والثاني في المفاوضات موضحا بالقول: في الميدان التقدم مستمر وقد طلبت منهم التقدم بشكل مدروس وعدم العجلة، ما بقي من النصرة محصورين في مساحة ضيقة قريبة من مخيمات النازحين ويحاولون الالتجاء اليها، بالتالي العمل يجب أن يكون دقيقا جدا، والاحتياط يجب أن يكون شديد لاننا لا نريد وقوع اي خطأ. المجاهدون أنجزوا انتصارا كبيرا باقل خسائر ممكنة، ونحن نحرص على مجاهدينا ما أمكن.
ندعو وسائل الاعلام والمحبين والمؤيدين الى عدم وضع سقف زمني للمعركة
ودعا الامين العام لحزب الله وسائل الاعلام والمحبين والمؤيدين الى عدم وضع سقف زمني، رغم ان العملية شارفت على نهايتها وقال: وقتنا معنا ولا يجب أن نعجل وحتى اعطاء فرصة للتوصل الى تسوية من خلال مفاوضات تقضي بخروج المسلحين ضمن شروط معينة.  اذا ذهبنا الى خط المفاوضات، استطيع أن أقول أمس بدأت مفاوضات جدية، قبلها كلام لا علاقة له بالارض والميدان، وتتولى المفاوضات جهة رسمية لبنان تتصل بنا وبمسؤولي النصرة في عرسال وتقود مفاوضات ونقاشات. هناك جدية افضل من أي وقت مضى، وشيء من التقدم لكن يوجد بعد عن الواقع. قيادة النصرة في عرسال أو ادلب يجب ان تعرف أن الوضع الميداني لا يضعها في موقع فرض الشروط، الفرصة متاحة الان والوقت ضيق بالتالي هم مدعوون الى جدية أعلى، التفاوض يجب أن يستمر مع الجهة الرسمية. هذا الذي يجري الان وما نحن ذاهبون اليه، وماضون نحو تحقيق الهدف وهناك طريقان، الميدان والمفاوضات الان الطريقان سالكان ونحاول المراعاة للوصول الى النتيجة المطلوبة.

نحن الان أمام انتصار كبير ومنجز
واكد السيد حسن نصر الله قائلا : نحن الان أمام انتصار كبير ومنجز، وسيكتمل ان شاء الله، بقيت خطوات اخيرة والمسار مسار اكتمال اما بالميدان واما بالتفاوض وستعود كل هذه الارض الى أهلها. وسيأمن الناس جميعا من الهرمل الى بعلبك وبريتال والنبي شيث وزحلة، الى كل الارض اللبنانية، وستطوى الصفحة العسكرية النهائية لجبهة النصرة في لبنان، التهديد الامني سيبقى قائما لكن الصفحة العسكرية ستطوى وهذا النصر المحقق والمنجز يهديه مجاهدونا وجرحانا وعوائل شهداؤنا الى كل اللبنانيين وكل شعوب المنطقة التي عانت وتعاني من الارهاب والارعاب والوحشية التكفيرية. الى المسيحيين والمسلمين، نهدي الانتصار، وأذكر أن من المسلمين الذي عانوا من الارهاب التكفيري هم أهل السنة في العراق أو سوريا او افغانستان وباكستان، يفجرون المساجد. في معركة الارهاب نقوم بواجبنا ولا نتوقع الشكر والتقدير من أحد، نقوم بواجبنا أمام شعبنا.
وعن مرحلة ما بعد الانتهاء من ملف النصرة، فيما يرتبط ببقية الجرود ورأس بعبلبك والقاع قال الامين العام لحزب الله، سأدع الكلام الى حينه قريبا عندما ننتهي من ملف النصرة، ويجب التوقف عند المستوى العالي والواسع من التاييد الذي حظيت به المعركة من القادة والسياسيين والاحزاب ووسائل الاعلام والنخب الاعلامية والفنية شعبيا وجماهيريا، من شبكات التواصل الى التبرع بالدم والبيانات والمواقف، لكل من أيد وساعد ودعم بكلمة أو خط يد أو دعاء أو هزة رأس أو ابتسامة لكل هؤلاء كل الشكر والتقدير.
الى المضحين جميعا والشهداء وأرواحهم وعائلاتهم
وختم السيد نصر الله كلمته بالقول : اخيرا، الى المضحين جميعا والشهداء وأرواحهم وعائلاتهم والجرحى وعائلاتهم والمقاتلين في كل الميادين، “بأبي أنتم وامي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم وبكم أخرجنا الله من الذل وفرج عنا غمرات القلوب وانقذنا من الهلكات وانتم ورثة الائمة والسائرون على نهجهم في كل امرأة وسيدة تسكن روح زينب. في رجالكم ايثار العباس الذي رفض أن يشرب الماء، وفيكم روح أبا عبد الله الحسين عليه السلام الذي عندما حاصره العالم قال كلمته للتاريخ “هيهات منا الذلة”، وأنا اقول لكم بأبي انتم وامي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم اللسان عاجز عن مدحكم، بأي كلمات وجمل وادبيات يمكن أن اصف ما انتم عليه، وانتم النجباء الطيبون الكرام ما بخلتم لا بدم ولا بفلذة كبد ولا مال ولا بصبر ولا بتأييد، واحصي جميل بلائكم، الامتحانات التي مررتم بها منذ البداية، وفوزكم في الامتحانات والصعاب، وبكم أخرجنا الله من الذل، من ذل الاحتلال بالمقاومة من ذل الهوان والضعف والخوف من ذل الهزيمة والاحتقار ومن كل ذل. وفرج عنا الهموم بكم، هذا الشعب كان مهددا بالاحتلال والتكفير والهم والاذلال والقتل والذبح والسبي، لكن بكم كشف الله عنا غمرات الكروب وأنقذنا من الهلكات فبات شعبنا يعيش أمنا على امتداد هذه الارض عزيزا كريما واثقا قادرا على مواجهة الصعاب ولا يخاف تهديد أحد.