النباء اليقين

نصر الله: اليمنيون لم يتخلوا عن فلسطين وهذا فشل ذريع لآل سعود

كد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله أن إحدى أهم الأسباب لما يجري اليوم في هذه المنطقة من حروب واضطرابات هو “الوصول وتهيئة المناخات على مختلف الصعد السياسية والرسمية والشعبية إلى إنهاء القضية الفلسطينية وفرض تسوية لمصلحة العدو الاسرائيلي وبشروطه على حساب الشعب الفلسطيني”.

وقال نصر الله، في كلمة له يوم الجمعة 23 يونيو/حزيران 2017، خلال الاحتفال الذي أقامه “حزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة يوم القدس العالمي، قال إن محور المقاومة عمل وما زال يعمل “لإفشال هذا الهدف الكبير الذي يتم العمل له”، مشيراً إلى أن “هدف إنهاء القضية الفلسطينية هو هدف قديم ولكن في كل مرحلة يكون له أدواته وأساليبه وطرقه”.

وذكر إن “النظام السعودي يشكل رأس حربة بمواجهة محور المقاومة ويتأمر عليه وعلى شعوب المنطقة على مختلف الصعد والجبهات”، مردفاً بالقول: “هذا النظام يقدم الأثمان إلى إسرائيل من عبء كما يفتح الباب أمامها للتطبيع وإقامة العلاقات”.

وقال: “في يوم القدس على كل الشعوب الإسلامية والأنظمة أن تطالب النظام السعودي بوقف الحرب على اليمن ووقف التدخل بالبحرين والعراق وسوريا وإيران ووقف تصدير الفكر الوهابي إلى العالم وعدم فتح الأبواب أمام إسرائيل للدخول إلى العالم العربي”، مؤكدا أن “هذا واجب ومسؤولية”.

وأشار إلى أنه “لم نشهد وحشية كما التي تمثلها “داعش” التي أطلقتها اميركا والسعودية”، قائلاً: “سنكون حيث يجب أن نكون ونحن نصل بفضل دماء الشهداء والتضحيات الى النصر المحتوم”.

وأشار السيد نصر الله إلى أن “إيران أيضاً يتم الضغط عليها كداعم اساسي لفلسطين وللمقاومة في المنطقة وتفرض عليها عقوبات سياسية واقتصادية”، موضحاً “اليوم تنسج محاولة جديدة لمحاصرة ايران وعزلها وهذا ما تم تقريره في قمة الرياض الاخيرة والعمل لنقل الحرب إلى داخل إيران بواسطة الجماعات التكفيرية الوهابية التكفيرية وهذا ما اعلنه ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) قبل تعيينه بفترة وتحويل العداء من إسرائيل إلى إيران”، مشدداً على أن “النظام السعودي أضعف من أن يشن حربا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، وشدد على أن “إيران لم تهزم وصمدت وأصبحت أقوى حضوراً في الإقليم وأشد تأثيراً في معادلات المنطقة”.

وأكد نصر الله أن “الحرب على اليمن هي محاولة لاستئصال القوى والتيارات والقيادات التي تؤمن بالوقوف إلى جانب فلسطين”، وشدد على أن “العراق أظهر إرادة سياسية واضحة أنه لن يكون جزءا من الإرادة الأميركية لتصفية القضية الفلسطيني”، لافتاً المظر إلى أن “الإسرائيليين أجمعوا في مؤتمر هرتسيليا على رفض عودة لاجئ فلسطيني واحد إلى فلسطين”. وأضاف “ما تطالب به إسرائيل اليوم هو علاقات ديبلوماسية واقتصادية كاملة مع الدول العربية وهذا تطور خطير جداً في المنطقة”.

وقال: “إذا اردتم أن تعرفوا موقف الشعب اليمني من فلسطين يكفي مشاهدة المسيرة التي خرجت في صنعاء لنصرة القدس”، مبيناً أن “الشعب اليمني العظيم يقول نحن لن نتخلى عن فلسطين وهذا فشل ذريع لآل سعود”. وكشف أن إسرائيل “تشارك في القصف الجوي في اليمن تحت عنوان “التحالف العربي” ولكن لا يتم الإعلان عن ذلك”، مؤكداً أنه “أصبح للمقاومة اليوم قوة شعبية جهادية ثابتة ومجهزة وقوية في اليمن”.

ونبه إلى أن “حركات المقاومة في لبنان وفلسطين يتم تهديدهم بشكل دائم بالحرب والاغتيالات والاتهام بالإرهاب وتشويه السمعة”، مشيراً إلى أن “إيران كداعم اساسي لفلسطين ولحركات المقاومة في المنطقة تتعرض لعقوبات اقتصادية وضغوط سياسية ومحاولات لعزلها ونقل الحرب إلى داخلها بواسطة الجماعات التكفيرية”، مشدداً على أن “ايران لم تعزل وصمدت أمام العقوبات واعتمدت على نفسها وطورت نفسها”، مبيناً أن “النظام السعودي أضعف وأجبن من أن يشن حرباً على الجمهورية الإسلامية في إيران”.

واذ رأى السيد نصر الله أن “سوريا هي جزء أساس في محور المقاومة وداعم أساس لحركات المقاومة وهي عقبة كبيرة أمام أي تسوية عربية إسرائيلية شاملة”، أشار إلى أن “الهدف من الحرب على سوريا هو إسقاطها والإتيان بقيادات ضعيفة للسيطرة على هذا البلد”.

وفيما ذكّر السيد نصر الله بأن “العراق كان مستهدفاً لأنه لم يرض بأن يكون جزءاً من العملية الاميركية”، لفت النظر إلى أن “العراق أظهر إرادة سياسية واضحة أنه لن يكون جزءاً من الإرادة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية”.

وشدد السيد نصر الله على أن “كل المخططات التي حيكت لهذه المنطقة فشلت على مختلف الصعد العسكرية والسياسية والإعلامية وأن من واجه وقدم الدم سيواصل العمل لتغيير كل المخططات”، قائلاً: “كل الانظمة الرسمية باتت مكشوفة اليوم”. وذكّر بما أعلنه الامام المغيب السيد موسى الصدر حيث قال إن شرف القدس يأبى أن تتحرر إلا على أيدي المؤمنين، واليوم الوجوه أصبحت عارية ولعبة النفاق انتهت وكذلك اللعب فوق الطاولة أو تحتها مع إسرائيل انتهى”. وتابع قائلاً: “ما يجري بين بعض الدول العربية وإسرائيل هو دليل خير لأنه عندما يخرج المنافقون من صفوفكم هذا يعني أننا نقترب من الانتصار فالقدس تتحرر على ايدي المؤمنين وهذا مؤشر خير وهذا الفرز هو مؤشر ممتاز جداً وينقل المعركة إلى مرحلة جديدة ومتقدمة”.

وقال السيد نصر الله “أيا تكن التطورات على اميركا وإسرائيل فإن الشعب الفلسطيني وشعوب أمتنا لن تعترف بإسرائيل ولن تطبع معها وهذا الدليل عبر الشعب المصري والشعب الأردني”. وأضاف “إسرائيل سوف تبقى غريبة عن هذه المنطقة وسيأتي الزمان الذي سيقتلع فيه هذا الارهاب من أرض فلسطين”، مؤكداً أنه “على الأنظمة المتآمرة على محور المقاومة أن تعلم أنها لن تنتصر في هذه المعركة مهما حاولت ومهما فعلت”.