النباء اليقين

اللواء الركن زكريا الشامي في حوار ساخن: إذا فكرت قوى العدوان بأن يخنقوا شعبنا اليمني “التفاصيل”

الهدهدنت/متابعات

قال بكل ثقة ووضوح: اذا فكر المعتدون استهداف ميناء الحديدة وضربه لخنق الشعب اليمني سوف يألمون أكثر مما نألم.. وسوف تكون موانئهم محل رد القوات المسلحة واللجان الشعبية.. وأضاف ان خيارات العسكريين مفتوحة فموانئهم لن تكون بمنأى عن الضربات الموجعة المدمرة.. هذه لمحة من حوار شفاف مع اللواء الركن زكريا يحيى الشامي وزير النقل.. دعونا نتابع هذا الحوار:

حاوره: نائب رئيس التحرير- محمد عبدالعزيز

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..

أولا.. الميناء.. وهو الميناء المتبقي.. ميناء الحديدة الذي يعتبر متنفسا طبيعيا وتجاريا وحياتيا لعشرين مليون نسمة.. وعن طريق ميناء الحديدة تدخل المواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية وبعض المستلزمات الأخرى.

وقد دأب تحالف العدوان على إقفال هذا الميناء بشتى الطرق والأساليب وبدأت أولى محاولات إقفاله بضربه واستهدافه بضربات طيرانه المعادي في العام 2015م واخرج الميناء عن جاهزيته العملية من خلال ضرب الكرينات والرافعات ومخازن قطع الغيار في رصيف الميناء وهناجر التخزين والمنشآت والأرصفة في هذا الميناء حيث اخرج الميناء من جاهزيته بحوالي 80% ولكن مع ذلك استطاع الإنسان اليمني المقاوم الصامد ان يعيد تشغيل ميناء الحديدة بنفس الكفاءة من خلال استخدام الأيدي العاملة، عوضا عن الآلات والرافعات التي دمرها العدوان.

وعندما أعيدت جاهزية ميناء الحديدة بواسطة الأيدي اليمنية وبالعمل المباشر جن جنون العدوان الذي تضاعفت الهستيرية فاستهدف حتى موظفي الميناء واستشهد موظفون وعاملون في ميناء الحديدة جراء الضربات العدوانية الغادرة.. وحاول العدوان إدخال الرعب والخوف لدى العاملين والموظفين والإداريين في هذا الميناء حتى لا يمارسوا أعمالهم ومهامهم.

> ألا يعتبر ذلك خارجا عن نطاق الأعمال العسكرية وأخلاق الحرب؟

>> الموانئ والمطارات بموجب المواثيق والقوانين الدولية تعتبر مناطق محرمة دوليا المساس بها، كونها منافذ إنسانية وغذائية، ولكن هذا العدوان الطاغي المتجاوز لكل القيم الإنسانية والدينية.. لأنه عدوان استباح دماء البشر واستباح الشجر والحجر ولم يراعوا حرمة ولا إلاً ولا ذمة، وهو عدوان مدان إنسانيا وأخلاقيا وتاريخيا.

> أمام هذا العدوان وتصرفاته.. أنتم كوزارة معنية.. أين وقفتم وماذا عن استنهاض إنسانية المنظمات الدولية؟

>> بالنسبة للمنظمات الدولية نحن عقدنا عدة اجتماعات مهمة معهم وأطلعناهم على كل خروقات العدوان وعلى سبيل المثال منظمة الإغاثة التي تتبع الأمم المتحدة عندما رأت الوضع المأساوي لميناء الحديدة تبرعت بأربع رافعات للحاويات لميناء الحديدة وهي رافعات متوسطة لكي يستمر العمل في الميناء، وبعد أن رصدت الموازنة واشترت الأمم المتحدة هذه الرافعات عبر منظمة “الاوتشا” منظمة الإغاثة العالمية، وصلت الرافعات إلى ميناء دبي وظلت لمدة شهرين في ميناء دبي حتى حصلت على ترخيص شحنها إلى ميناء الحديدة من سلطات تحالف العدوان.. ومن ثم نقلت على سفينة حتى وصلت إلى قبالة السواحل اليمنية.. ولكنها منعت من الدخول وأعيدت وأفرغت الشحنة في ميناء جيبوتي..

> مع أنها شحنة من الأمم المتحدة وهي ليست شحنة أسلحة أو غيرها؟

>> المنظمة الدولية “الاوتشا” هي التي تبرعت بها وأرادت إيصالها إلى ميناء الحديدة.. ولكن السطوة العالمية “لجارة السوء” يدل على تجاوزها لكل القوانين الدولية، ما حدث من المسرحية الهزلية في إسقاطها من قائمة العار وما حدث في أروقة الأمم المتحدة من مغالطات وتراجع أمين عام الأمم المتحدة عن تصريحه وموقفه المعلن الذي كشف عن حقيقة التواطؤ مع العدوان السعودي ضد شعب اليمن المعتدى عليه.

والعجيب أن هناك دولتين أو كيانين يتنصلان عن مواقفهما العدائية والتجاوزية للقوانين الدولية هما: الكيان الصهيوني.. والكيان السعودي..

فمثلا عندما صدر قرار دولي وضمت جارة السوء وجارة العدوان السعودية إلى قائمة العار لقتل الأطفال اليمنيين نعرف ما حصل.. والضغط الذي مورس على الأمم المتحدة.. مما جعل الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون يسحب تصريحه ويعترف انه تعرض لضغوط.. وتسقط جارة السوء من قائمة العار!!

مثلما حدث وأسقط التقرير الذي صدر من إحدى منظمات الأمم المتحدة الذي اعتبر إسرائيل تقوم بأعمال عنصرية وأعمال منافية للقوانين الدولية وجرى الضغط حتى استقالت ممثلة هذه المنظمة الدولية، لكي لا تدان إسرائيل.

> الأخ الوزير.. نعود إلى ميناء الحديدة وما يتعرض له وما بعد من عدوان محتمل عليه.. ألم تصدر أية منظمة عربية أو دولية إدانة أو استنكار ضد عنجهية العدوان؟

>> الأمم المتحدة أصدرت عدة بيانات بخصوص استهداف العدوان لميناء الحديدة.. واعتبرته ميناء إنسانيا ومرفأ ضروريا لاستقبال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني المعتدى عليه.. وأكدت انه يحرم استهدافه كما أصدرت عدة منظمات دولية وأممية معنية بهذا المجال بيانات حذرت فيها من استمرار استهداف وإقفال ميناء الحديدة لكن لا حياة لمن تنادي.

> الآن.. العدوان يحشد على أبواب ميناء الحديدة لعدوان مباشر على ميناء الحديدة.. يقال ان تحالف العدوان يستعين بالقدرات العسكرية الصهيونية من زوارق وسفن وغيرها؟

>> إسرائيل هي مساهمة في العدوان على اليمن بشكل مباشر من لحظة بدء العدوان وحتى الآن ووصول طائرات إسرائيلية صهيونية إلى مطار خميس مشيط.. ووصول خبراء عسكريين إسرائيليين.. أيضا القنابل التي ألقيت على مناطق معينة في العاصمة صنعاء هي قنابل تجريبية إسرائيلية ودفعت أثمانها وتكلفتها مملكة آل سلول والصهاينة يجربون مدى تدميرية تلك القنابل المحرمة على رؤوس أطفال ونساء الشعب اليمني بحيث أصبح الشعب اليمني وأحياءه السكنية حقل تجارب للأسلحة التدميرية الصهيونية الإسرائيلية.. طبعا ميناء الحديدة واستهدافه وضرب قدراته ساهم الطيارون الصهاينة في توجيه ضرباتهم العدوانية ومظلتهم مملكة آل سلول حتى الطائرات الاباتشي التي يستخدمها العدوان على الحديدة وعلى مدن الساحل الغربي اليمني وصلتنا معلومات مؤكدة ان الكيان الصهيوني قد استأجر عددا من الجزر في البحر الأحمر ويستخدمها كمطارات لطائرات الاباتشي وكمناطق انطلاق لمختلف طائراتها التي تشن حربا عدوانية غاشمة وظالمة ضد الشعب اليمني كما أنها تستخدم هذه الجزر كدعم لوجستي وكمرافئ لسفنها وفرقاطاتها وزوارقها المختلفة التي تساهم جنبا إلى جنب مع آل سلول في عدوانها المستمر وحصارها المطبق على اليمن واليمنيين عامة وتحالف العدوان ضم دولا عدة وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.

> خاصة بعد أن أعطت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب الضوء الأخضر لمواصلة العدوان على اليمن؟

>> في الأساس العدوان على اليمن هو عدوان أمريكي إسرائيلي بأداة سعودية لأن العدو الأمريكي أذكى وأخبث من العدوان السعودي لأنه لا يريد أن يخسر مالا او رجالا ولا يحسب عليه موقف مباشر بالرغم أنها محسوبة عليه بعد اعترافهم أنهم يقدمون الدعم اللوجستي والاستخباراتي والعملياتي لدول تحالف العدوان رغم انه جزء أساسي من هذا العدوان.

وكل هذه الدول العدوانية تكالبت في إقفال مساحة صغيرة او موانئ يمنية في سعي متعمد لخنق الشعب اليمني.. والذي يجب ان يدركه الجميع ان كل السفن التي تدخل ميناء الحديدة تخضع للتفتيش عدة مرات ولا تدخل إلا بتصريح وترخيص من قبل العدوان ويفيدون أنها فتشت واستكملت كل الإجراءات وتسير إلى ميناء الحديدة في ظل مراقبة راداراتهم حتى وصولها ويحسبون الفترة الزمنية لتفريغ حمولتها وشحناتها، ثم يحسبون فترة عودتها ويرصدونها عبر الأقمار الصناعية والطائرات الاستطلاعية التجسسية على مدار الساعة.

> إذاً.. هي حسابات الرغبة في السيطرة على باب المندب؟

>> هؤلاء المعتدون هدفهم هو تجويع الشعب اليمني.. ولو أردنا أن نعي ذلك فلننظر إلى معاناة الشعب العراقي، كم ملايين من الأطفال العراقيين لاقوا حتفهم جراء العدوان والحصار الأمريكي في تلك الفترة.

هؤلاء المعتدون هدفهم هو تجويع الشعب اليمني، وهم يمارسون نفس السياسة ونفس الأساليب الآن هناك تقارير تؤكد انه كل سبع دقائق يموت طفل يمني من سوء التغذية وعدم توفر العلاج الكافي وتحذر تلك التقارير أن 17 مليون نسمة لن يصل إليهم الغذاء.. هذه إحصائيات وتقارير الأمم المتحدة..

ثلاث منظمات من منظمات الأمم المتحدة دقت وتدق ناقوس الخطر في اليمن وتقول ان الجوع تفشى في اليمن وان اليمن تفشى بين السكان في اليمن.. وقالت ان هناك أمراضا قد اختفت وقضي عليها عادت للظهور بين أوساط السكان في اليمن الكوليرا وغيرها من الأمراض التي لم تصرح بها منظمات الامم المتحدة.

الحصار والعدوان والقتل البطيء لأطفال اليمن وأبنائها هو عمل عدواني ممنهج أولا لتركيع الشعب اليمني ولنشر المجاعة فيه ولتوسيع الأمراض والأوبئة.. لماذا لأن الشعب اليمني يعتبر الخزان البشري المتدفق والكبير في المنطقة وهؤلاء المعتدين ومن يقف خلفهم يرون في هذا تهديدا لكل خططهم وحساباتهم المستقبلية هم يركزون على أي مخزون بشري عربي ويحاولون بشتى الأساليب القضاء على مثل هذا المخزون البشري لحسابات استراتيجية صهيونية في تفكيك المفكك وتجزيء المجزأ.

الصهاينة يدركون انه سوف يقضي على دولتهم انطلاقا من اليمن كما قامت الجيوش اليمنية بالفتح الإسلامي إلى أن وصلت إلى أواسط أوروبا والى حدود الهند والى أواسط آسيا وكان مصدر انطلاقاتها من اليمن.. هم يعرفون أن التاريخ سوف يعيد نفسه وان القدس سوف تتحرر على الأيدي اليمانية ولهذا يريدون القضاء على الشعب اليمني قبل ان يتم لأن الصهاينة ضمنوا صمت وولاء جميع من حولهم بالاتفاقيات المذلة المهينة لكل من حولهم، ومن العجيب أن يجتمع ما يسمى زعماء العرب وحكامهم ورؤسائه ويطالبون بتحرير اليمن ومن أهله وهم مجتمعون في منطقة العقبة على شواطئ البحر الميت في جزء مغتصب من الأردن نفسه، يتناسون أن يطالبوا بتحرير أرضهم من الكيان الصهيوني ولكنهم يطالبون بتحرير اليمن من أهلها وهذه مفارقة عجيبة جدا أمام هؤلاء العربان!!

> ما الذي ستعملونه إذا تجرأ العدوان وهاجم ميناء الحديدة؟

>> بالنسبة للجانب العسكري لديه خياراته المفتوحة ولسوف يألمون اكثر مما نألم إذا فكروا بإقفال ميناء الحديدة واستهدافه بعدوان مباشر في محاولتهم لخنق الشعب اليمني.. فمثلما تستهدف موانئنا سوف تستهدف موانئهم ومثلما يخنقونا سوف يخنقون.. فهناك خيارات مفتوحة!!

اما موانئنا سوف تستمر في تقديم واداء عملها الخدمي والانساني حتى آخر لحظة من عملهم المعتاد وبأعلى مستوى بإذن الله.

الجزء الاول

+المصدر صحيفة 26 سبتمبر