النباء اليقين

كيفية معالجة الأنانية عند الأطفال

هناك كثير من السلوكيات النفسية التي تتكون داخل الطفل نتيجة أحتكاكه بالمجتمع الذي حوله الذي يؤثر فيه بالسلب أو الإيجاب  ، فالمجتمع هو يعتبر القلم الذي يكتب على الورقة البيضاء الذي يمثلها الطفل والمجتمع هنا الذي نقصده هو الأسرة المحيطة بالطفل أو المدرسة أو أقرانه من من حوله عندما يتعامل الطفل مع من حوله قد ينتج سلوكيات جيدة يجب أن ننميها أو سلبية يجب علاجها وتقويمها حتي لا يثأثر الطفل بعد ذلك بهذه السلوكيات في الكبر فالسلوك النفسي يكون أشد ضرر أحيانا من المرض العضوي ، إذا تحول إلى عادة من عادات الطفل ، ومن أكثر العادات التى يعاني منها الأباء والأمهات مع أبنائهم هو سلوك الأنانية التي يكون بداخل الطفل وينمو يوم بعد يوم ، ورغم عدم رضا الأسرة بهذا السلوك لكنهم في نفس الوقت قد يكونوا مساعدين في تنمية هذا المرض النفسي ، فالأنانية لها أسباب ولها عدة طرق معالجة أو عدة نصائح سوف نقوم بعرضها من خلال الأسطر التالية .

في البداية يجب أن نصف بطريقة مبسطة ما هو مصطلح الأنانية :
هو حب التملك والأستحواذ على كل ما هو حوله دون أن يشارك أي شخص أخر فيما يملك ، ولكن لماذا يكون عند الطفل هذا الشعور بطريقة عالية ، لأنه ببساطة عندما يبدأ الطفل في النمو في أول سنتين من عمره يعتبر نفسه في هذا العالم وحيدا وأن كل ما يراه فهو ملكه دون مشاركة من أي شخص ينمو ، هذا الشعور تدريجيا حتى سن الرابعة ، ويبدأ الطفل في سن الثامنة بأدراك أن يجب أن يكون مشاركة الأخرين دور فيما يمتلكه الطفل ، فالأنانية مرض وسلوك سئ حيث أنه من الممكن أن يكبر هذا الشعور مع الوقت عند الطفل مع الكبر ويكون لا يشارك الأخرين في أي شئ فيكون شحيحاً غير سوي لا يفيد المجتمع بشئ ولا يفيد الأ نفسه .

أسباب نمو السلوك الأناني لدى الأطفال :
– في المقام الأول ينمو هذا السلوك من خلال الأسرة حيث يرى الطفل أن ما حوله كلاً له حياته وممتلكاته فيرى أن هذا هو الطبيعي الذي من المفترض أن يحدث .
– عندما يرى الطفل أنه مهمل ممن حوله يقوم بعمل عالم خاص به من خلال ما يمتلكه حتى يتم تعويضه من الأهمال الذي يراه.
– في بعض الأحيان عندما يكون الطفل عاجزا أو قليل الثقه بالنفس ينطوي على نفسه ويصنع له عالم خاص من خلال الحصول على ممتلكات أكثر حتى يعوضه مما يفقده .

– الدلع والتدليل الذائد عن الحد من قبل الأب والأم فالطفل المدلل يكون أكثر أنانية وهذا بسبب أن كل ما يطلبه الطفل يجاب له على الفور فهذا ينمي بداخله سهولة أمتلاكه لأي شئ ويترجم هذا من خلال البكاء الدائم حتى يجاب له طلباته فعندما يجاب هذا فيسبب أتساع الفجوه بينه وبين من حوله وعزوفه عن أشراك الأخرين فيما يمتلكه .

كيفية علاج الأنانية لدى الأطفال:
– يجب على الأب والأم تنمية روح المشاركة لمن حوله وجلعه دائما ينخرط في ألعاب جماعية فيعرف أن لكل شخص دور في اللعبة فيؤدي هذا إلى أنطباع شخصي أن مثل ما كان له دور صغير من اللعبة سيكون أيضا له دور في المجتمع والأسرة التي حوله .

– محاولة تنمية الثقة بالنفس للطفل من خلال تشجعية والثناء على أفعاله الجيدة والتحدث دائما معه وتقديم النصيحة له وأعطاء له بعض المساحة من توضيح رايه في بعض المسائل التي تواجهه تحت أشراف الأب والأم .

– يجب الحرص على توضيح الأثار الأيجابية للمشاركة الفعالة مع من حوله وحثه دائما أن يكون عطاء و أن لا يبخل على الأخرين بشئ ، وفضل التصدق والمشاركة بين أفراد المجتمع وتوضيح أن هذا ما يأمر بيه ديننا الحنيف.

– يجب أن نتوقف عن التدليل الزائد للطفل وتميزه من بين أخواته أو أصحابة .
– يجب أن تراعي الأم طفلها وأن لا تهمله فالأهمال كما أشرنا من مسببات تنمية السلوك الأناني للطفل فكلما تم الأهتمام المعتدل بالطفل أبتعد عن هذا الشعور السئ .

في النهاية يجب أن نوضح أن للأطفال مشاعر بريئة ولكن مع أختلاط الطفل بالعالم الخارجي قد تتحول هذه المشاعر البريئة إلى مشاعر أخرى مكروهة فيجب أن نتعلم أن لكل فعل سيكون له رد فعل على الطفل ربما يكون رد الفعل هذا سلبي رغم أن الفعل أيجابي ، فإن تلبية طلبات الطفل هو فعل إيجابي وكل مردوده هو سلبي على الطفل في أحيان كثيرة فالأسرة في المقام الأول هي بداية تكوين مشاعر الأطفال الحقيقة التي سوف يعيش بها طول العمر .