النباء اليقين

الخلاف السعودي-الأمريكي حول الشرق الأوسط

نشر موقع “المونيتور” تقرير قالت فيها الكاتبة إن “الرئيس أوباما سيقابل قيادة سعودية غارقة في “جرعة أمل” عندما يزور الرياض”، مشددة على أن “هذه القيادة مصممة على عدم مشاركة الشرق الأوسط كما كان يأمل أوباما بعد إبرام الاتفاق النووي مع إيران وكما تحدث في مقالة الصحفي “جيفري غولدبيرغ”.
ورأت أن “السعودية تريد أن تصبح زعيمة المنطقة بلا منازع، وبالتالي فإن الحلم الأميركي يقابله حلم سعودي”.
وبرأي الكاتبة فإن “التصادم بين الرؤيتين السعودية والأميركية تتركز على قضية واحدة، إذ أن حلم أوباما للشرق الأوسط يصور المنطقة على أساس وجود مراكز قوة إقليمية متعددة، تكون جميعها على علاقة ودية بالولايات المتحدة دون أن يقوم أي طرف محدد بفرض إرادته على الآخرين”.
وأضافت إن “اوباما قد نأى بنفسه عن المزاعم المتنازعة للهيمنة والسيطرة وسعى وراء تحقيق المصلحة القومية الاميركية التي كانت تقتضي وفي ظل الفوضى الذي عم المنطقة (بحسب الكاتبة) أن تصبح أميركا مصدر دعم بعيد ولكن منخرط بنفس الوقت للذين هم مستعدون للالتزام بقوانين اللعبة الجديدة”.
الكاتبة قالت إن “السعوديين ومنذ انتخاب أوباما عام 2008، سعوا إلى تحقيق حلمهم بأن يصبحوا القوة الاقليمية الوحيدة من دون المظلة الأميركية التي اعتادوا عليها منذ الثمانينات”.
وأضافت إنه “تم تسريع وتيرة المساعي السعودية لتحقيق هذا الحلم نتيجة الثورات العربية التي هددت طبيعة الحكم الموجود في السعودية”، مشيرة إلى أن “الرياض تنظر إلى اوباما على أنه الرئيس الأميركي الوحيد الذي هز حلمهم وأيقظهم إلى حقيقة مرة بينما سعى إلى المصالحة مع إيران”.
عليه، اعتبرت الكاتبة أن “حالة “الصدع” هذه بين الولايات المتحدة والسعودية أجبرت أوباما على الذهاب إلى الرياض في هذا الوقت المتأخر من رئاسته”، ورأت أن “هدف الزيارة هو اقناع السعوديين ودول أخرى بمجلس التعاون الخليجي بأنهم لا زالوا حلفاء أساسيين لأميركا، على الرغم من ضرورة بذلهم جهوداً أكبر فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب الذي تمارسه “داعش” وغيرها من الجماعات الإرهابية”.
كذلك أعربت الكاتبة عن اعتقادها بأن السعوديين “يستغلون الخلافات الحالية بين الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، من القاهرة إلى أنقرة”، مضيفة أن “السعوديين ذهبوا أبعد من ذلك حتى عندما كثفوا الاتصالات مع “إسرائيل””، مشيرة إلى “الخلافات التي سادت بين أوباما والقيادة الإسرائيلية خلال فترة رئاسته”.
ورأت أنه من “الواضح أن السعوديين يبحثون عن تحالفات أكثر قوة مع حلفاء أميركا الساخطين في الشرق الأوسط”.
كما رأت الكاتبة أن “زيارة أوباما إلى الرياض لا يمكن اعتبارها سوى محاولة لحقن جرعة من مظاهر الدعم في اللحظة الأخيرة لمصلحة الرئيس الأميركي المستقبلي”، معتبرةً أن “كلًّا من أوباما والسعوديين غير مستعد للتخلي عن حلميهما المتناقضين”-مذكرة بأن حلم أوباما يستند على تعددية الأقطاب في المنطقة بينما لا يقبل الحلم السعودي إلا بالهيمنة الكاملة.
الكاتبة توقعت استمرار “التحول نحو التقييم النقدي للتحالف الأميركي السعودية وكذلك الشكوك التي يعبر عنها داخل أميركا حول هذا التحالف”. وقالت إن “العديد في الولايات المتحدة يشككون بالمزاعم السعودية بأن الرياض قادرة على أن تصبح الزعيم الأوحد ليس فقط بين العرب وإنما للمسلمين السنة عموماً”، مضيفة أن “مثل هذه الأوهام مصيرها المزيد من النزاعات في الشرق الأوسط وخارجه.”

 

الكاتبة: مضاوي الرشيد

المصدر: موقع المونيتور

http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2016/04/saudi-arabia-dream-dominance-obama-visit-riyadh.html