النباء اليقين

كيف يؤثر التلفاز على أطفالنا؟وماهي الحلول؟

التلفاز جزءا من حياة الطفل اليومية، فما كاد يفتح عينيه في الصباح حتى يتوجه لتشغيل هذا الجهاز الذي يعد بالنسبة له “خبزا”.
وتعد مشاهدة التلفاز أول نشاط يمارسه الطفل عند استيقاظه وحتى خلوده للنوم.
في هذا الشأن يبين الخبراء أن برامج الأطفال تؤثر إلى حد كبير في تنشئة الطفل، لأنه يبدأ بمشاهدة التلفاز قبل تعلم القراءة والكتابة،فبل التحاقه بالمدرسة، وأغلب الأطفال يقضون ساعات طويلة في مشاهدته.
تقول هناء القاسم، وهي أم لطفلين، إن صغيريها متعلقان كثيرا ببرامج الأطفال، وخصوصا بالقنوات التي تقدم الأغاني والأناشيد والبرامج التربوية التي تعنى بتعيلم الأخلاق.
التربويون يؤكدون  أن تأثير التلفزيون على الأطفال “أقوى” من تأثير أي وسيلة إعلامية أخرى على عقولهم وسلوكياتهم، وذلك لارتباط الصورة بالصوت وعدم الحاجة إلى الكتابة والقراءة.
اختصاصي علم النفس د. محمد مصالحة ينوه إلى أن الأطفال الصغار عند مشاهدتهم  للمحطات التلفزيونية يبدأون بالاستمتاع بإيقاع الصور، لأنهم لا يفهمون الكلمات ودلالاتها، ثم يحاولون التركيز على حركة الصور السريعة التي يتعذر على دماغ الطفل، بحكم سرعتها الفائقة، استيعابها وتخزينها. وهذا ما يجعل الأطفال يفرطون في التقرب من الشاشة حتى يستوعبوا حركات الأطفال ورقصاتهم على الشاشة.
وهنا يلفت مصالحة إلى أن هناك العديد من الأهالي الذين اضطروا لمراجعة الأطباء النفسيين بسبب تراجع النطق عند صغارهم، الناتج عن المتابعة الطويلة لهذه البرامج، والتركيز المباشر على الشاشة، وهو ما يؤدي أيضا إلى تشتت انتباه الأطفال، واضطراب الحركة عندهم، مع ما يصاحبها من صرخات مفاجئة أحيانا، ومن انعزال الأطفال عن محيطهم.
ويلفت إلى أن هناك قنوات ذات طابع تربوي وأخلاقي، لكنها تفرط في تقديم الأغاني والمرح، فتكون الإشكالية هنا في “تكريس وقت طويل لثقافة الغناء والمرح، فلا تغذي هذه الثقافة الطفل، تعليميا ومعرفيا”،
بل ومن البرامج ما يسيء إلى التعاليم الدينية، كالتذمر من القدر، والاعتراض على تدبير الله، وتمجيد السحر، وإلى المبادئ الأخلاقية، كالبخل، وقلة النظافة، وحتى الكلام البذيئ أحيانا.
ناهيك عن تأثير هذه القنوات من الناحية الاقتصادية، وما تزرعه من عادات استهلاكية، وذلك بما تعرضه هذه القنوات أثناء تقديم برامجها من دعايات وإعلانات عن مختلف المنتجات الاستهلاكية، فيتأثر الأطفال بذلك، بل ويحفظون مضمونها عن ظهر قلب، فتتولد عندهم رغبة ملحة في اقتناء تلك المنتجات، بصرف النظر عن قيمتها المالية والغذائية، وعادة ما يوافقهم الآباء على ذلك تحت الإلحاح والإصرار.
يضاف إلى كل ذلك تأثير الجلوس الطويل أمام هذه القنوات على أجسام الأطفال وصحتهم. ولذلك ننصح  الأهالي، بأن يدرسوا ما تقدمه هذه القنوات لأطفالهم، وأن يخططوا لهم ما يناسبهم من أوقات للمشاهدة التي لا تتعدى ساعة واحدة، أو أقل.