النباء اليقين

اليمن وفلسطين وما بينهما

رغم الفروق الظاهرية بين القضية الفلسطينية والقضية اليمنية، الا ان هناك مشتركات من المفترض ان تجعل من قضية اليمن قضية مركزية مضافة للقضية الفلسطينية، وذلك لوحدة الجوهر بعيدا عما يتم تصديره، ولوحدة العدوان والذي يتم التعمية عليه.

والفروق الظاهرية هنا نعني بها ان القضية الفلسطينية تتمثل في جريمة استعمار استيطاني وتشريد شعب واحتلال اراضي بالقوة تجاوزا لكافة القوانين والاعراف.

بينما العدوان على اليمن يبدو وكأنه مجرد تدخل عسكري لفرض حكومة تحت ذريعة الشرعية.

الا ان المشتركات بين القضيتين كثيرة وللتوضيح نورد ما يلي كنماذج لهذه المشتركات:

1- هناك مظلومية شعبية تكمن في حصار اقتصادي وعدوان عسكري نتج عنه خسائر في الارواح والممتلكات وتردي في منظومة الخدمات وانتشار للامراض والاوبئة، قد يكون الوضع اليمني به اسوأ من الوضع الفلسطيني.

2- هناك تواطؤ وصمت دولي وتجاهل لكل مبادئ ومواد القانون الدولي، اضافة الى التواطؤ العربي في القضيتين.

3- هناك استخدام للاسلحة المحرمة وكذب وخداع في التصريحات من قبل معسكر العدوان واسلوب مشابه لاسلوب الصهاينة في لي الحقائق واخفاء الخسائر وهو ما يؤكد تورط الصهاينة والتشابه البنيوي بل والتنسيق معهم.

4 مشتركات من حيث الاهداف الجيوستراتيجية بسيطرة المعسكر الصهيوامريكي على المضائق وممرات الطاقة والتجارة العالمية ومحاربة قوى التحرر الوطني والمقاومة.

لا شك ان الهدف الحقيقي للعدوان على اليمن يكمن في عدم السماح بوجود يمن مقاوم ومنتمي لمحور المقاومة وخاصة في هذا الموقع الاستراتيجي الحساس وضمان وجود نظام موالي او على الاقل مهادن لا يشكل خطرا على المصالح الصهيونية والامريكية، وتشكل ما تسمى بدول التحالف واجهة لهذا المشروع الصهيو امريكي.

هنا يجب ان تتخذ القضية اليمنية بعدا اخر غير البعد المخادع الذي يحاول العدوان تكريسه باعتبارها قضية شرعية او حتى امن قومي سعودي وخليجي.

هنا يجب ان تسمى الاشياء بمسمياتها وانها قضية امن قومي اسرائيلي.

ليس مصادفة ان تحافظ المقاومة اليمنية على الثوابت وتخرج جماهيرها معبرة عن التضامن مع القضية الفلسطينية، وان يكون جزء من شعارها متعلقا بالموت لاسرائيل.

وليس مصادفة ان تكون دول العدوان مفرطة وتسعى للتطبيع وتخدم اهداف العدو الاسرائيلي ويجلس ممثل الحكومة (الشرعية) التي يحاول العدوان فرضها بجوار نتنياهو!

الخطاب هنا لشرفاء العرب والمتمسكين بثوابتهم، ونوجه لهم هذا السؤال:

هل من فارق بين القضية الفلسطينية وقضية اليمن؟

كل من يتمسك بالثوابت وبنصرة فلسطين وبالعداء للصهاينة ولم يعلن دعمه للمقاومة اليمنية فهو مطالب بالمراجعة، وهم كثر ومتواجدين بكافة التيارات ولكن لاعتبارات ايدلوجية متهافتة لا يتضامنون مع اليمن! 

 تحت دعوى ان المقاومة جزء من الاسلام السياسي او انها موالية لايران، بتخلى الكثير من القوميين العرب ومن حركات اليسار عن نصرة اليمن في مقاومتها للعدوان، بينما يعلن اخرون دغمهم للسعودية والامارات تحت بند النفاق والارتزاق وبسبئون للافتاتهم اليسارية والقومية.

وما نود قوله دون مناقشة طبيعة المقاومة او حقيقة موالاتها لاحد، ودون الدخول في هذا الجدال، ان هناك مقاومة للمشروع الصهيوني في اليمن، ولينظر كل الى اصطفافه ومعسكره.