النباء اليقين

القيادي الفلسطيني خالد البطش: نثق في السيد عبدالملك الحوثي ونرحب بدعوته لدعم المقاومة بالمال والسلاح

الهدهد / أخبار محلية

رحب القيادي في المقاومة الفلسطينية خالد البطش بدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى دعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح ، معربا عن أمله في تحقيق النصر الموعود حين تلتقي طلائع الفاتحين من اليمن وفلسطين.

وقال البطش في حوار خاص مع صحيفة الثورة “نحن بالتأكيد نرحب بدعوة السيد عبدالملك الحوثي بدعم المقاومة بالمال والسلاح، ونحن نثق بهذا المجاهد الكبير السيد عبدالملك الحوثي، ونثق به ثقة كبيرة يعلم الله سبحانه وتعالى، وإن شاء الله نحن وإياه على موعد مع الجهاد عندما تلتقي طلائع الفاتحين من اليمن، وطلائع المجاهدين في فلسطين، في ساحات الجهاد والرباط على أرض فلسطين المباركة.

وأشاد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خالد البطش بالمظاهرات التي وصفها بالمليونية التي شهدتها صنعاء والحديدة الجمعة قبل الفائتة ، وقال “ما رأيناه يوم الجمعة من مظاهرات مليونية في صنعاء والحديدة لم نره حتى الآن في أي عاصمة عربية أو إسلامية” وأضاف “اليمن كان سباقاً في دعم القضية، جماهير الشعب اليمني كانت سباقة في رفض صفقة القرن، جماهير الشعب اليمني كانت أكثر صدقاً وشعوراً وإحساساً بمعاناة الشعب الفلسطيني”.

وحول مواجهة صفقة القرن أشار البطش إلى أن تشارك العدو الأمريكي والصهيوني في المؤامرة ، يفرض على جميع الامة الوحدة في مواجهتهم ، وقال “نحن نؤكد على وحدة المعركة، وعلى أهمية تقاطع البنادق، المقاومة الفلسطينية واليمنية واللبنانية والسورية والعراقية والمصرية وكل بنادق الأمة على أرض فلسطين من أجل تطهيرها من دنس الصهاينة، لا خيار أمامنا سوى توحيد المعركة، وسوى توحيد الموقف من أجل استعادة فلسطين وتحريرها، وأيضاً مواجهة كل الأخطار الأمريكية، وعملاء الأمريكان في المنطقة الذين يتاجرون بقضايا الأمة والشعوب.

البطش أشار إلى أن “الزيارات واللقاء الصهيونية مع بعض “الزعماء والرؤساء” والتي كان آخرها في أوغندا تأتي في إطار تشريع الوجود “الإسرائيلي” في المنطقة ، وأضاف بأن مهمة الغرب الصليبي والحاقد في القرن العشرين كانت هي إيجاد العدو الإسرائيلي في المنطقة ، وأن المهمة تحولت اليوم في القرن الواحد والعشرين إلى تشريع وجود “إسرائيلي” في المنطقة وحماية أمنها والاعتراف بها ، واعتبر تشكيل الأحلاف الصهيونية وإنشاء التحالفات المشبوهة في المنطقة ، مقدمات يجب مواجهتها بمقدمات مختلفة لتوحيد عمل المقاومة كمحور قاعدته فلسطين.

وحذر البطش في حواره الخاص مع الثورة من أن التطبيع الذي تهرول نحوه أنظمة وحكومات كثر ستجعل المنطقة ساحة مفتوحة للعدو الصهيوني ، مشيرا إلى أن أمريكا تفرض على هذه الأنظمة التي وصفها بأنه ضعيفة، وخائفة من نفسها، وخائفة من شعوبها، وتخاف على كرسي الحكم، تسهيل وتشريع وجود إسرائيل في المنطقة ، مع أن ذلك يشكل خطورة أمنية واقتصادية عليها.

وفيما يخص العدوان على اليمن ، اعتبره البطش حرب أمريكية صهيونية ، وقال إن تدمير اليمن مصلحة إسرائيلية خالصة، تدمير اليمن مصلحة أمريكية خالصة، تدمير اليمن لا يخدم قضية فلسطين، إنما يخدم العدو الصهيوني ، وأضاف “الطائرات التي تقصف اليمن هي طائرات أمريكية، والطائرات التي تقصف غزة أيضاً هي طائرات أمريكية، بمعنى أن الحرب هي للأمريكان والصهاينة”

ودعا البطش إلى وحدة الموقف الجهادي المقاوم في المنطقة العربية كلها في مواجهة صفقة القرن ، مختتما حواره بتوجيه التحية للشعب اليمني ولقيادته وقال “رسالتنا للشعب اليمني ، أنتم تاج رؤوسنا في اليمن، أنتم أصل الأمة، أنتم أصل العرب كما يقولون، وبالتالي نحن نوجه لكم التحية على صبركم وجهادكم، على مواقفكم المشرفة، على ما تقدمونه من دعم معنوي ومادي رغم وضعكم الصعب للقضية الفلسطينية، نقول للشعب اليمني: نحن نثق بكم، ونثق بقدراتكم على العطاء، وإن شاء الله، إن شاء الله عما قريب نلتقي بكم في ساحات المواجهة على أرض فلسطين ، شعب اليمن، شعب أصيل، وله تاريخ، شعب صادق، نحن نُكنُّ له كل الاحترام والتقدير.

 

وفيما يلي نص الحوار:-

 

بداية.. في موضوع “صفقة القرن” وهي خطر وجودي على فلسطين والمقدسات.. ما الذي أوصل قضية المسلمين والعرب الأولى إلى هذا المستوى الخطير من التهديد؟

– برأيي أن هناك عوامل عدة أوصلت الأمة في القضية الفلسطينية إلى ما هي عليه الآن، وطرح الأمريكان بما يسمى “صفقة القرن” ربما ساهم فيه البيئة العربية والإسلامية التي تتميز اليوم بالتمزق والانقسام، وكان أول عوامل ضعف الأمة هو اعتراف دولة كبيرة بإسرائيل، وتوقيع اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، ومصر تعتبر من أهم الدول العربية ، وبالتالي فتحت الطريق للاعتراف المتبادل، ثم لحقت بها الأردن ومنظمة التحرير ، ثم ما يسمى بـ”الربيع العربي”، وما أشعلته في الأمة من سيل للدم في ساحات مختلفة، في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الدول العربية، كل ذلك أضعف الأمة، وعلى المستوى السياسي في دروب 2002م قدمت الدول العربية مبادرة السلام العربية، ثم أتبعوها بقمة البحر الميت التي تحدث فيها الرسميون العرب عن السلام التاريخي مع إسرائيل، وكلها كانت مقدمات استفاد منها الأمريكي لكي يقدم لاحقاً صفقة القرن التي تُنهي فلسطين، وتُعيد بناء إسرائيل جديدة، على أساس تحقيق مصالحها الأمنية والاقتصادية، والتطبيع في المنطقة مع العدو، وأيضاً تشريع وجودها في المنطقة العربية.

 

فلسطينياً، ما هي الخيارات المتاحة لمواجهة وإسقاط المؤامرة اليهودية؟

– على المستوى الفلسطيني الخيارات المتاحة أمامنا لمواجهة صفقة القرن، أولاً على المستوى الجماهيري: المواجهة الشعبية المفتوحة مع المحتل في كل الساحات، وفي كل نقاط التماس الفلسطينية، الصفقة ستشمل بقية فلسطين والأردن والعراق والسعودية ومصر وسوريا ولبنان والمنطقة العربية بأكملها، وبالتالي كما قلنا سابقاً سيعيد رسم المنطقة مجدداً وفقاً لهذه الصفقة المشؤومة، لذا علينا كفلسطينيين أن نتحرك جماهيرياً في الشوارع، وفي كل نقاط التماس بالضفة الغربية للتعبير عن رفضنا لهذه الصفقة ومجرياتها، ثم النقطة الأخرى يجب أن نعلن رفضنا.. طبعاً هذا يتزامن مع الرفض الوطني المطلق لصفقة القرن، وعدم التماهي معها، وعدم إرسال رسائل ،منظمة التحرير الفلسطينية، وبرعاية أمريكية وعربية ودولية اعترفت لإسرائيل بأكثر من (87%) من أرض فلسطين، مقابل الاعتراف بمنظمة التحرير ممثلاً للشعب الفلسطيني، ولاحقاً يتم التفاوض على دولة فلسطين في العام 67م، أما وأن الأمريكي اليوم قد ألغى كل شيء، فينبغي على السلطة وعلى منظمة التحرير أن ترد بخطوات مشابهة أولها: سحب الاعتراف بإسرائيل، ومن ثم إلغاء اتفاق أوسلو، ثالثها: استعادة الوحدة الوطنية، وإعادة البيت الفلسطيني، وتشكيل القيادة الوطنية الفلسطينية من خلال إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، أي كمرجعية للقرار الوطني، وهذا يستدعي منا إعادة الاعتبار للمشروع الوطني، باعتبار أننا شعب تحت الاحتلال يقاتل ويناضل هذا العدو حتى ينال حريته، ويستعيد حقوقه المشروعة، وليس البقاء في مربع أوسلو، وفي خانة الاعتراف بإسرائيل، والتريث في اتخاذ مثل هذه القرارات.

 

ما الذي يفترض بالعرب والمسلمين فعله لمواجهة مخططات العدو الصهيوني وبالطبع إسقاط المؤامرة الأمريكية المسماة صفقة القرن؟

– أنا برأيي أن العرب يجب أن يعودوا إلى عقولهم، وإلى فهمهم الطبيعي الأصيل، الصفقة كما قلنا لا تستهدف فقط فلسطين، هذه الصفقة السياسية ستشمل كل المنطقة العربية، وبالتالي يجب أن يشاركوا ولو بالرفض، واجب أن يدعموا صمود الشعب الفلسطيني، وأن ينشروا كل أنواع الدعم المادي والعسكري والمعنوي والسياسي للشعب الفلسطيني، وعليهم أيضاً حتى يحموا بلدانهم أن يوقفوا كل أشكال التطبيع مع هذا العدو، وأن يسحبوا كل ما من شأنه أن يعطي رسالة سلبية على الاعتراف بإسرائيل، وهذا يستدعي منهم إلغاء ما سُمي بــ”مبادرة السلام العربية”، وأيضاً إلغاء الاتفاقيات السياسية مع هذا الكيان، كما ينبغي كذلك احتجاجاً أن يتم سحب السفراء العرب والمسلمين من واشنطن التي أقرت باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ويجب أن تتوقف كل الصفقات الأمنية والتجارية والاقتصادية مع أمريكا، أمريكا هي العدو الذي يحمي عدونا، وهي العدو الأهم في مواجهة الشعب الفلسطيني، لذلك مطلوب من العرب اليوم دعم صمود الناس، وحماية مقدسات المسلمين، إذا كان العرب اليوم غير قادرين على إرسال جيوش لاستعادة فلسطين التي أضاعوها في حرب 48، وفي حرب 67م، فعلى الأقل أن يرفضوا التطبيع، وأن يرفضوا الصفقة، وأن يقدموا الدعم المادي والمعنوي والعسكري للشعب الفلسطيني ومقاومته حتى يبقى في حالة اشتباك مع هذا العدو الصهيوني، وعليهم أن يعززوا صمود الناس في القدس والضفة والداخل، وقطاع غزة، وأن يبدأوا خطوة أولى برفض الحصار الظالم على قطاع غزة.

 

تتولى الكيانات الخليجية دوراً بارزاً في سياق المؤامرة الصهيوأمريكية على فلسطين.. هي في نفس الوقت تخوض حربا بلا هوادة على اليمن، هل لهذا التوازي دلالات اصطفافية؟

– حول تورط دول الخليجي العربي في مسار التطبيع مع إسرائيل، وأيضاً الحرب المفروضة على اليمن، أو أن المعركة ما زالت والعدوان على اليمن مستمراً، أعتقد أن العرب أخطأوا كثيراً في حق الشعب اليمني، وأخطأوا كثيراً في حق الشعب الفلسطيني، وحق العرب، وأيضاً في حق شعوبهم، وفي حق أنفسهم، يعني عندما تدمر مقدرات الأمة، وعندما يتم إضعاف روافع الأمة، وهي المقاومة والمجاهدون في فلسطين، أو في اليمن، أو في لبنان، أو في سوريا أو في كل مكان، وعندما يتخلى العرب عن دور الدفاع عن فلسطين، تصبح هذه الساحات مفتوحة أمام إسرائيل، الذين فتحوا عواصمهم للأسف الشديد للتطبيع مع الكيان الصهيوني هم آثمون، وهم قلقون، بلادهم منهوبة لإسرائيل، وهم يشاركون في مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية، أعتقد أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 13 عاماً، والحرب المفروضة على الشعب اليمني، والمعارك في اليمن تستدعي من الأمة إعادة النظر، أنا أدعو كل الذين يقاتلون أو يقصفون اليمن، أو يضربون بالطائرات، وأدعو كل الأطراف العربية إلى وقف هذه الحرب المجنونة في اليمن، تدمير اليمن مصلحة إسرائيلية خالصة، تدمير اليمن مصلحة أمريكية خالصة، تدمير اليمن لا يخدم فضية فلسطين، إنما يخدم العدو الصهيوني ، نحن دعاة وحدة، وأدعو جميع الأطراف إلى إعادة النظر ، ووقف سيل الدماء هناك، فاستنزاف اليمن، وبقاء الحرب عليه، ومقتل آلاف من أبنائه الأبرياء الطيبين، يضر بنا، ويلحق الأذى بقضيتنا، الطائرات التي تقصف اليمن هي طائرات أمريكية، والطائرات التي تقصف غزة أيضاً هي طائرات أمريكية، بمعنى أن الحرب هي للأمريكان والصهاينة.

 

تسارع الأنظمة والحكومات العربية إلى نسج علاقات مشبوهة مع العدو اليهودي.. تعتقد أن فرص بقائها مرهون بعلاقاتها المشبوهة مع اليهود.. بماذا يمكن مواجهة حالة التصهين السائدة؟ وعلام الرهان الآن إذن؟

– حول فتح بعض الأنظمة والحكومات العربية باب التطبيع، ونسج علاقات مشبوهة مع العدو، أنا أعتقد أن هذه الأنظمة ضعيفة، وهي خائفة من نفسها، وخائفة من شعوبها، وتخاف على كرسي الحكم، وبالتالي هي مأمورة أمريكياً بتسهيل وتشريع وجود إسرائيل في المنطقة، هم لا ينتبهون إلى أن هذا التطبيع أول أضراره أن يشرع وجود العدو في فلسطين، ويشرع احتلال بيت المقدس، هذا أولاً، أما على الصعيد الخاص ببلدانهم، فهم بداية لنهب الثروات، وبداية لخلق الفتن والمآزق في بلدانهم، وأيضاً بداية مشروع السطوة، أو الانتشار الصهيوني في المنطقة، واتساع نفوذهم، نفوذ الكيان في بلدانهم، هذا كله ليس لصالحهم، لذلك المطلوب اليوم من هذه الدول أن توقف التطبيع، لأن التطبيع مصلحة صهيونية بامتياز، لن يستفيد العرب، ما الذي ينقصهم حتى يذهبوا باتجاه التطبيع مع إسرائيل؟، ما الذي ينقص هذه الدول، هل ينقصهم، نفط، بترول، موانئ، طائرات، مطارات، أموال، لديهم كل المقومات، العدو هو الذي يحتاجهم، العدو يحتاج منهم للاعتراف به، يحتاج منهم تعزيز شرعيته، يحتاج منهم مده بالمال والسلاح، وهو سيعمل على إنشاء أحلاف أمنية وعسكرية معهم، للأسف الشديد العدو الافتراضي الجديد هو “الجمهورية الإسلامية في إيران”، فبدلاً أن تواجه هذه الدول وجيوشها ومقدراتها وإمكانياتها إسرائيل كعدو محتل للقدس وفلسطين، تصبح المواجهة أقرب مع أخ شقيق وكبير لهم في المنطقة، أظن أن الشعوب العربية والإسلامية التي تفتح علاقات مع إسرائيل عليها أن تعيد باب الدخول لهذا الموضوع، وأن تقفل التطبيع، التطبيع أداة لنهب الثروات العربية، وهو لن يكون إلا في صالح إسرائيل، لذلك ننصح الجميع، نحن في قلب الحدث، ونحن تحت الاحتلال، هذا الكيان لا يشتغل بالنيات، ولا يشتغل أعمالاً خيرية، ولا يشتغل على أنه صاحب خُلق رفيع، هو يعمل لمصلحته، يعمل لتنفيذ بقائه مهيمناً في المنطقة، أقول لإخواني العرب أن العدو يسعى بكل الطاقات لنهب ثرواتكم، وإغراقكم في الفتن وفي المشاكل الداخلية، تحت عناوين متعددة وزائفة، والنتيجة وجود إسرائيل بينكم، من خلال الصراع المذهبي، والصراع الطائفي، والصراع العرقي، غداً ستسمعون عن الصراع العرقي في الخليج العربي، بين القبائل، وبين الأعراق، وبين المذاهب الإسلامية، والمذاهب الفكرية، وستُحيى في الخليج غداً وربما في السنوات القادمة، يعني ثارات قديمة بين عائلات وقبائل، وبين مشاريع ومشايخ؛ لأن العدو يعرف أن الطريق لبقائه هناك، هو خلق حالة من الخلاف بين دول الخليج على الحدود والثروات، وحتى بين العائلات نفسها الحاكمة، والعشائر الكبيرة.

 

كيف تقيمِّون موقف الشعب اليمني والقيادة اليمنية أيضاً الرافض للصفقة.. وما أعلنه السيد عبدالملك الحوثي سابقا أنه على استعداد لأن يشارك المقاومة الفلسطينية في المقاومة المسلحة؟ هل ترى بأن توحيد المعركة ضد العدو اليهودي ضروري لتحرير فلسطين وأيضا لتحرير بقية شعوب المنطقة من الهيمنة اليهودية والأمريكية؟

– لا بد هنا من الإشادة بالشعب اليمني الشقيق، وبقياداته، وبمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، وما رأيناه يوم الجمعة من مظاهرات مليونية في صنعاء والحديدة لم نره حتى الآن في أي عاصمة عربية أو إسلامية، وبالتالي اليمن كان سباقاً في دعم القضية، جماهير الشعب اليمني كانت سباقة في رفض صفقة القرن، جماهير الشعب اليمني كانت أكثر صدقاً وشعوراً وإحساساً بمعاناة الشعب الفلسطيني، خرجوا بالملايين رغم معاناتهم، رغم فقرهم، رغم جوعهم، ورغم العدوان، ورغم الحرب، ورغم انشغالهم بمائة ملف، ومائة قضية، لكن شعب اليمن الذي وصفه النبي بأنه شعب الإيمان والحكمة، لا يخاف، ولا يتراجع، ولا يتردد، نحن بالتأكيد نرحب بدعوة السيد عبدالملك الحوثي بدعم المقاومة بالمال والسلاح، ونحن نثق بهذا المجاهد الكبير السيد عبدالملك الحوثي، ونثق به ثقة كبيرة يعلم الله سبحانه وتعالى، وإن شاء الله نحن وإياه على موعد مع الجهاد عندما تلتقي طلائع الفاتحين من اليمن، وطلائع المجاهدين في فلسطين، في ساحات الجهاد والرباط على أرض فلسطين المباركة.

وحدة العدو الأمريكي والصهيوني يفرض علينا جميعاً وحدة المعركة في مواجهتهم، هم متوحدون في محاربتنا والعدوان علينا، هم يقاتلون معاً، فلماذا لا نقاتلهم سوية؟، نحن نؤكد على وحدة المعركة، وعلى أهمية تقاطع البنادق، المقاومة الفلسطينية واليمنية واللبنانية والسورية والعراقية والمصرية وكل بنادق الأمة على أرض فلسطين من أجل تطهيرها من دنس الصهاينة، لا خيار أمامنا سوى توحيد المعركة، وسوى توحيد الموقف من أجل استعادة فلسطين وتحريرها، وأيضاً مواجهة كل الأخطار الأمريكية، وعملاء الأمريكان في المنطقة الذين يتاجرون بقضايا الأمة والشعوب.

 

برزت مؤخراً عدد من الزيارات واللقاءات الصهيونية العربية.. آخرها بين نتنياهو وبرهان، هل من رابط يجمع كل هذه المشبوهات، علماً بأن نوعاً من الحكام مدعومين من ممالك الخليج هم من عقدوا تلك اللقاءات؟

– الزيارات واللقاءات الصهيونية العربية والتي آخرها في أوغندا هي كما قلنا تأتي في إطار تشريع الوجود الإسرائيلي، مهمة الغرب الصليبي والحاقد في القرن العشرين كانت هي إيجاد إسرائيل في المنطقة تحولت المهمة اليوم في القرن الواحد والعشرين إلى تشريع وجود إسرائيلي في المنطقة وحماية أمنها والاعتراف بها، وبالتالي يتطلب هذا التطبيع فتح كل قنوات التطبيع مع العرب، وهذا ما يتم اليوم مع دول الخليج عندما تتحدث اليوم إسرائيل عن قطار السلام من قلب فلسطين إلى قلب الخليج، عندما يتحدثون اليوم عن قناة البحرين التي ينبغي أن تكون بديلاً حقيقياً عن قناة السويس المصرية لكي تربط بين الخليج وبين البحر المتوسط وغيره، عندما يتحدثون اليوم عن أحلاف أمنية وعسكرية بين إسرائيل ودول الخليج في مواجهة إيران أو في مواجهة محور المقاومة، كل هذه المقدمات يجب أن تواجهها مقدمات مختلقة لتوحيد عملنا كمحور مقاومة قاعدته فلسطين، لكن نرى مؤخراً لقاءات متزايدة وتصريحات، وحضور بعض سفراء الدول لإعلان صفقة القرن، ثم يأتون في اليوم الثاني لكي يجتمعوا في الجامعة العربية ليقولوا: نحن مع فلسطين، عم يتحدثون؟ هذا نفاق سياسي وازدواجية مواقف وازدواجية رجولة، هذا افتقار للصدق في الموقف السياسي، الممالك والرؤساء العرب، النظام العربي الرسمي حتى اللحظة يمارس النفاق السياسي، والكذب السياسي يعطي فلسطين موقفاً جيداً مجاملاً ثم يذهب لواشنطن ليقول لهم: لا تقلقوا ورأينا ذلك بوضوح عندما رأينا معظم وزراء خارجية الدول العربية يتحدثون نفس التصريح وكأنه تعميم كتبته الخارجية الأمريكية وأرسل إلى دول الملوك والامراء ثم قرأه كل وزير خارجية بطريقته، بمعنى أن أمريكا هي من حددت لهم ما الذي يفعلونه، وبالتالي جاء اللقاء في أوغندا بعد كل هذا الضجيج عن رفض العرب للصفقة ليؤكد كذب هذه الأنظمة وانحيازها وولاءها للمشروع الأمريكي.

 

خيارات المقاومة الفلسطينية.. على المستوى المحلي، وأيضا مع الحركات والقوى الجهادية في المنطقة، ما هي رسالتكم للشعب اليمني عبر صحيفة الثورة الرسمية؟

– خيارات الشعب الفلسطيني ومقاومته واضحة ومعروفة ومحددة أيضاً، وهي كما قلنا: التصدي لهذه الصفقة، عبر التصدي للمحتلين الصهاينة من خلال التحرك الميداني على الأرض، ومن خلال موقف سياسي، ورفض الصفقة، وسحب الاعتراف بإسرائيل، والخروج من أوسلو، واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وبناء مرجعية القرار، وهذا يدعونا مجدداً إلى أن ندعو الإخوة في منظمة التحرير على رأسهم الأخ أبومازن السيد محمود عباس لممارسة هذا الموقف، لسحب الاعتراف بإسرائيل، والخروج من أوسلو، ودعوة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية إلى اللقاء في القاهرة، في بيروت، وفي غزة لكي يتخذوا قراراً واضحاً بكيفية التصدي لصفقة القرن، دون ذلك نحن نضيع الوقت، أما حول محاور حركات المقاومة والقوى الجهادية في المنطقة نؤكد أن هذا الأمر هو خطوة ثانية إن شاء الله، عندما تتطور الأمور بلا شك، لا بد من وحدة الموقف الجهادي والمقاوم في المنطقة العربية كلها في مواجهة الصفقة، وهذا أمر مطلوب بالتنسيق بين قادة المقاومة ومحور المقاومة.

 

ما هي رسالتكم للشعب اليمني عبر صحيفة الثورة الرسمية؟

– رسالتنا للشعب اليمني الشقيق، أولاً: رسالة المحبة والود والإخاء، ورسالة الإيمان والوعي، رسالة الإيمان والحكمة التي تكلم عنها النبي صلى الله عليه وسلم، أنتم تاج رؤوسنا في اليمن، أنتم أصل الأمة، أنتم أصل العرب كما يقولون، وبالتالي نحن نوجه لكم التحية على صبركم وجهادكم، على مواقفكم المشرفة، على ما تقدمونه من دعم معنوي ومادي رغم وضعكم الصعب للقضية الفلسطينية، ونحن نثق بكم، ونثق بقدراتكم على العطاء، وإن شاء الله، إن شاء الله عما قريب نلتقي بكم في ساحات المواجهة على أرض فلسطين.

كما لا يفوتني أن أقدم التحية لشعب اليمن الشقيق، كل الشعب اليمني الشقيق، وأسأل الله سبحانه وتعالى العلي القدير أن يحقن دماءكم، وأن ييسر لكم أمر رشد وبركة وخير، وأن تقف هذه الحرب، وأن يقف سفك الدماء ، شعب اليمن، شعب أصيل، وله تاريخ، شعب صادق، نحن نُكنُّ له كل الاحترام والتقدير.. تحية لكم ولشعبكم ولقادتكم والسلام عليكم.