النباء اليقين

السعودية.. عندما تشعل هيئة الترفيه غضب النشطاء

أعلن المغرد الشهير على تويتر “مجتهد”، أن مجموعة من النشطاء السعوديين وجهوا رسالة شديدة اللهجة تحتوي على كلمات قاسية الى ما يسمى “هيئة كبار العلماء” أعلى هيئة دينية في السعودية، إثر حفل أقامته هيئة الترفيه تحت مسمى حفل “إم دي أل بيست”. الرسالة تهاجم هيئة الترفيه وأهدافها بشكل عام.

 

قال حساب “مجتهد” على “تويتر”، إن “هيئة كبار العلماء” في السعودية تلقت رسالة مطولة شديدة اللهجة من مجموعة من النشطاء بعد حفل” إم دي أل بيست” ونحن نستميح المتصفحين عذرا من نشر مقتطفات من الرسالة لما تحمل من عبارات تخدش الحياء.

وأورد الحساب مقتفطات من الرسالة التي جاء فيها “إن الحكم صار بيد مجموعة من “القوّادين” سخروا إمكانات الدولة من جهاز أمني ومال وإعلام لنشر الدعارة والشذوذ والمخدرات والخمر، واستخدام إمكانات الدولة لإبعاد الناس عن الدين، واستخدام إمكانات الدولة لقمع القائلين بالحق والمدافعين عنه”.

وتضيف الرسالة: “دعونا نقولها علنا، بعد حفل المدل بيست، الذي أعلن تركي آل الشيخ أنه سيعيده في جدة، لم يعد شك أنكم أيها العلماء تعطون ولاية الأمر لقوّادين يجاهرون بأنهم يريدون تحويل البلد لبيت دعارة ويستخدمونكم لحماية الدعارة والانحطاط. والفتوى بطاعة القوّادين خيانة ما بعدها خيانة”.

وتوجه الرسالة نفسها للعاملين في الجهاز الأمني والعسكري بالقول: فأنتم والله ثم والله تحمون مجموعة من القوّادين وتحرسون الدعارة، وتحاربون أهل الخير ودعاة الحق. ولا تحاولون إنكار ذلك، فلم يعد شك بعد حفل المدل بيست أن هذا هو الواقع، وأنكم حماة للدعارة والشذوذ في أقبح صورها”.

ثم رسالة لعامة الشعب: “كيف يقبل أن يقوده عصابة من القوّادين؟ كيف يقبل أن تتحول بلاد الحرمين إلى وكر دعارة؟ كيف يقبل أن يصبح أبناؤه رجال أمن في حماية القوّادين وبيوت الدعارة؟ كيف يقبل أن يسكت عن قمع العلماء وشيوخ قبائل وأعيان خوفا من قوادين؟”

وأضاف الحساب أنه سينشر الرسالة كاملة بعد أن يأخذ الإذن من النشطاء.

السعودية.. عندما تشعل هيئة الترفيه غضب النشطاء
السعودية.. عندما تشعل هيئة الترفيه غضب النشطاء
السعودية.. عندما تشعل هيئة الترفيه غضب النشطاء
السعودية.. عندما تشعل هيئة الترفيه غضب النشطاء

ولا تزال السلطات السعودية تواصل اعتقال وملاحقة أي منتقد لفعاليات هيئة الترفيه، التي يرى الكثيرون أنها لا تتماشى مع العادات والتقاليد المحافظة للمملكة، وملاحقة كل من ينتقد رئيس الهيئة تركي آل الشيخ.

حيث شهدت السعودية في العامين الماضيين، اعتقال مئات من الدعاة والشيوخ والنشطاء والحقوقيين، الذين حاولوا لتعبير عن رأيهم ومعارضة ما تشهده السعودية من تغييرات، وسط مطالبات حقوقية بالكشف عن مصيرهم وتوفير العدالة لهم.

وكان حساب “معتقلي الرأي”، قد كشف في تغريدة على تويتر (في 19 من أكتوبر الماضي)، عن حملة تشنها السلطات السعودية ضد المغردين الذين يوجهون انتقادات لهيئة الترفيه التي يديرها تركي آل الشيخ.

وغرد الحساب آنذاك “اللجان الإلكترونية بدأت بشن حملة “تهديدات” مكثفة ضد المغردين الذين يعبرون عن رأيهم وينتقدون ممارسات رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ”.

السعودية.. عندما تشعل هيئة الترفيه غضب النشطاء

وتمنع السلطات السعودية بشدة أي انتقادات موجهة لهيئة الترفيه برئاسة تركي آل الشيخ، حيث سبق للسلطات أن قامت باعتقال “الشيخ عمر المقبل” وهو أستاذ في كلية الشريعة بجامعة القصيم، وناشط على الإنترنت بعد انتشار مقطع فيديو له في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ينتقد هيئة الترفيه ونشاطاتها مما ألهب حماس بعض المغردين المنتمين للتيارات “المحافظة” في البلاد لانتقاد الهيئة نتيجة ما وصفوه بالخروج عن العادات والتقاليد وصرف الكثير من الأموال.

وكذلك كشف حساب “معتقلي الرأي”، أن المملكة أوقفت داعية سعودياً اشتهر بفتاويه المثيرة للجدل، عن الخطابة وإلقاء المحاضرات الدينية.

وقال الحساب على صفحته بـ”تويتر”: “تأكد لنا منع “عبد العزيز الريس” من الخطابة ومن جميع المناشط الدعوية، على خلفية مقطع قديم يعود لعام 2017، انتشر حديثاً، وكان ينتقد فيه هيئة الترفيه”.

وأيضا قال حساب “معتقلي الرأي”، في تغريدة : “اعتقلت شاعر قبيلة الشرارات عايد رغيان الشراري” موضحا أنه “مسن تجاوز الثمانين من عمره”. وأشار الحساب إلى أن اعتقال عايد جاء على “خلفية تغريدة تتضمن أبياتا شعرية عبر فيها الشيخ عن رأيه بهيئة الترفيه”.

وأضاف “معتقلي رأي”: “نؤكد رفضنا لجميع حملات الاعتقال المتواصلة ضد كل من ينتقد تركي آل الشيخ وهيئة الترفيه، فالتعبير عن الرأي ليس جريمة، وعلى السلطات وقف هذه المهزلة التي باتت تطال الجميع بلا استثناء لمجرد التغريد أو الكلام”. كما أشار الحساب، الثلاثاء الماضي إلى “إيقاف شيخ قبيلة عتيبة، فيصل بن سلطان بن جهجاه، إثر تغريدات انتقد فيها سياسات رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ”.

وكذلك الحال بالنسبة لكثير من الدعاة والنشطاء الذين انتقدوا هيئة الترفيه وبرامجها المثيرة للجدل، ولا يسع المجال ذكر جميعهم.

ويواجه رئيس هيئة الترفيه السعودية، انتقادات مستخدمي وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، في ظل ما يُحدثه من ثورة على تقاليد المجتمع السعودي المحافظ وعاداته وأعرافه.

ويعمل “آل الشيخ” على قدم وساق وبكل ما أوتي من جهد لتغيير هوية المملكة المحافظة، وجعلها نسخة مكررة مما يحدث في الإمارات، خاصةً أبوظبي ودبي، متذرعاً بورقة جعل البلاد “قِبلة ووجهة سياحية عالمية جاذبة” على حد زعمه.

وهدد تركي آل الشيخ علنا، في 11 نوفمبر الماضي، بقمع رأي كل مواطن سعودي ينتقد هيئته أو يشتكي من سلوكها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء تهديد آل الشيخ، رداً على تغريدة للإعلامية السعودية البارزة، “منى أبو سليمان”، انتقدت فيها تعامل الهيئة “المهين” مع إحدى معارفها خلال مناسبة للهيئة.

وكتبت “أبو سليمان” تغريدة عبر حسابها بتويتر قالت فيها: “ترددت بكتابة التغريدة بسبب إعجابي بدعم معرض أنا عربية للجمعيات الخيرية والمصمامات العربيات والسعوديات المميزات، لكن لا يقبل تعدي المسؤولة المنظمة على أختي بيدها وتلفظها عليها بكلام جارح البارحة عند الدخول”، متسائلة أهكذا يعامل ضيوف الهيئة الداعمين للخير؟

ولم يتأخر آل الشيخ في مهاجمة “أبو سليمان” من خلال تغريدة عبر حسابه، هدد فيها باتخاذ الإجراءات القانونية بحق من “يتجاوز أو يشتكي” في وسائل التواصل هيئة الترفيه، أو يحاول تشويه عملها.

السعودية.. عندما تشعل هيئة الترفيه غضب النشطاء

وينتقد النشطاء إقامة الحفلات والسهرات في الوقت الذي تتواصل فيه “الحملات التعسفية ضد أصحاب الرأي” والناشطين المنتقدين لآراء ابن سلمان.

وتعد هيئة الترفيه من صميم رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد، محمد بن سلمان، لذا يرى مغردون أن الحملات المستمرة ضد المنتقدين لأنشطة الهيئة تتعارض مع التوجه الذي تخطوه المملكة. وأشار نشطاء إلى أن حملات الاعتقال هذه لم تقتصر على رموز التيار الديني المحافظ، بل شملت مثقفين ودعاة معتدلين، وهو ما يقرأ فيه البعض دليلا على “زيف” الإصلاحات التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

واعتبر بعض النشطاء أن السلطات تراهن على الضجة الإعلامية التي تحدثها نشاطات الهيئة في التغطية على انتهاكات حقوقية داخل المملكة. وقال مغرد: “وحشية بن سلمان وزمرته في التعامل مع كل من ينتقد هيئة الترفيه تثبت أن تلك المؤسسة ليست مجرد شركة تنظيم حفلات، بل أنها باتت تمثل وجه السياسة السعودية الجديدة وتكشف توجهات بن سلمان. تغيير هوية المجتمع وإلهاء الشعب ونشر كل ما يستنكره العقل الجمعي، هذا هو الهدف من نشاطات الهيئة”.

 

 

العالم