إستبداد الكراهية !!!
حمير العزكي
كان ومايزال الاستبداد بكل أنواعه الوسيلة الأكثر استخداما في حكم الطواغيت للشعوب واستحواذهم على خيراتها وكل مواردها بمافيها الانسان جسدا وروحا وثقافة وفكرا ، ثم الوصول به الى مرحلة القابلية للاستعباد ثم التمسك به ثم الدفاع عنه بإعتباره سلوكا منتظما يخلق الاستقرار ولو في أدنى نسبة يمكن العيش في ظله ويمكن به تبريى استمراء الذل والمهانة الملازمة للاستعباد و السمة الابرز للاستبداد . ويعتبر استبداد الكراهية الذي مارسته منظومة الحكم الفاسدة لليمن في الفترة الاخيرة أسوء وأقبح أوجه الاستبداد و وأفظع وأبشع وسائله ، ولك بحسب نتائجه الوخيمة و الكارثية التي تتجاوز آثارها واقع الشعوب والافراد الى مستقبلهم الذي تنعدم فيه فرص التعايش مع الاخرين والقبول بهم والتسليم بالتحولات السياسية وتداول السلطة وانتقالها الى غير أولئك الطواغيت . إن حجم الكراهية التي خلقها النظام الطغياني البائد في نفسيات وعقليات اليمنيين خلال العقود الماضية ضد كل من خالفه الرأي او عارضه في الحكم او نافسه فيه ، ضد الكل بلا استثناء الى درجة لايمكن تصورها ولا يبقى معها أي فرصة حتى لعذر تلك المكونات او الاستماع لدفاعها عن نفسها او حتى منحها الحق في المشاركة في الوطن وحقوق و واجبات المواطنة ، وبصورة مريعة جدا تستبد بتفكير البسطاء وتهيج أفكار المنتفعين والباحثين عن المنفعة ، إبتداءا بالشائعات المنفرة ثم بالاتهامات الباطلة ثم بالتأكيد على ذلك بإعتباره حقيقة دامغة تمنح الطغاة الحق في تصفية تلك المكونات دون أدنى رحمة او تعاطف ممن استبدت بهم الكراهية . مارس النظام البائد هذا النوع من الاستبداد – الكراهية – في وجه من حكموا قبله كالملكيين والناصريين بتشوييهم ورميهم بكل زور وبهتان من خلال الضخ الاعلامي المكثف والمتواصل ، ثم انتقل لممارسة ذات الوسيلة – زراعة الكراهية – ضد كل من حكموا معه وشاركوه الحكم ابتداءا بالاشتراكيين الذين صورهم للشعب في أقبح صورة ، ملحدين ، متحررين لدرجة الانحلال اخلاقيا ، مدمنين للخمور ، كسالى اتكاليين ، مستمرا في ذلك حتى خلق الكراهية العمياء التي دفعت بالجميع الى الاصطفاف معه ضدهم ومباركة استئصالهم وحتى شرعنة القضاء عليهم !!! ولم يطل به الوقت بعد شراكة مع الاصلاح