النباء اليقين

من خطر”الهلال الهاشمي” إلى خطر”الهلال الشيعي”..  بن سعود للزوال بالصرخة الثالثة وشهقة الموت الأخيرة

جميل أنعم العبسي
عقدة تاريخية ومزمنة لبني سعود، عقدة من بني هاشم عامة وشيعة آل البيت الكرام خاصة، حتى ولو كانوا جميعاً تحت المظلة البريطانية والأمريكية، وهي كذلك للصهاينة اليهود ولقوى الظلم والإستكبار العالمي بريطانيا وأمريكا، ولن تظلوا بعدي أبداً ما أن تمسكتم به “كتاب الله وعترتي آل بيتي”.”حديث شريف”.
وبن سعود يصرخ من خطر “الهلال الهاشمي” ولاحقاً يتحالف مع “الخطر الهاشمي”، وبن سعود يتحالف مع شيعة إيران محمد رضا بهلوي، ولاحقاً يصرخ من الخطر الشيعي الإيراني ومن الخطر الصفوي الفارسي ومن الخطر المجوسي الكافر.
وبعد الحرب العالمية الثانية وفي عام 1945م تأسست الجامعة العربية وبن سعود يشترط للإنضمام إليها الحفاظ وحدة أراضي واستقلال سوريا ووحدة أراضي واستقلال لبنان معتبراً سوريا ولبنان معادلاً للأسرة الهاشمية في الأردن والعراق حسب سياسة فرق تسد الإنجليزية، حيث يعتبر آل سعود بني هاشم من ألد الخصوم للسعودية، وبن سعود يصرخ بني هاشم خطر على السعودية.
وفي عام 1947م دعا أمير إمارة شرق الأردن الأمير عبد الله بن الشريف حسين إلى إقامة دولة إتحادية تضم العراق وإمارة شرق الأردن وسوريا وفلسطين ولبنان، وبن سعود يصرخ من خطر “الهلال الهاشمي” الذي يهدد العرش السعودي، ولاحقاً أمير الأردن يدعو إلى قيام “سوريا الكبرى” شرق الأردن وسوريا وفلسطين ولبنان، وبن سعود يصرخ من الخطر الهاشمي الذي يهدد السعودية.
والأمم المتحدة وفي مايو 1947م تصدر قرار التقسيم لفلسطين بين الصهاينة اليهود والعرب الفلسطينيين، وبن سعود يدس رأسه في التراب، ومش شاهد ولا شاف حاجة، وفي مايو 1948م يُعْلَن عن قيام الكيان الصهيوني دولة إسرائيل، وبن سعود يبتلع لسانه ولم يصرخ من الخطر الصهيوني، ولاحقاً الوهابية التكفيرية تقول قتل الصهاينة اليهود المحتلين لفلسطين حرام حرام، وقتل اليمني العربي المسلم في بلاده حلال حلال.
وبعد إحتلال فلسطين الغربية، أمير الأردن يدعو إلى ضم شرق فلسطين وشرق القدس إلى الأردن بالوصاية الهاشمية لشرق القدس الشريف، ولمحاصرة الخطر الهاشمي بن سعود يتحالف مع ملك مصر الملك فاروق وتجري محاولات لطرد إمارة شرق الأردن من الجامعة العربية. 
وفي عام 1954م يعلن عن قيام حلف بغداد بين إيران الشيعية الملكية محمد رضا بهلوي والعراق الملكية الهاشمية وبن سعود يصرخ الخطر الشيعي والهاشمي يستهدف السعودية، والغليان الثوري اليساري الوطني والقومي والأممي يتصاعد في الوطن العربي ويهدد الأنظمة الملكية الموالية للغرب، والملك حسين ملك الأردن يقيل حكومة النابلسي اليسارية ويتحالف مع السعودية التي تدعمه بالمال وبلوائين عسكريين.
وامريكا في عام 1957م تقترح إتحاد بين الملوك الثلاثة السعودي والأردني والعراقي، وبن سعود يعارض وبشدة ويعتبر ذلك محاولة لإحياء “الهلال الهاشمي”، وفي فبراير 1958م يعلن عن قيام الوحدة بين مصر وسوريا، وبن سعود يصرخ هذا خطر على العرش السعودي، والثورات الوطنية والقومية والتقدمية المعادية للاستعمار والصهيونية والرجعية بأنظمة جمهورية تتوالى من العراق والجزائر وليبيا واليمن شمالاً وجنوباً، وبن سعود يصرخ الإسلام في خطر من المد الثوري المصري والسوري.
وتتحالف الأنظمة الملكية الهاشمية من الأردن والمغرب والنظام الملكي الشيعي الإيراني مع المملكة العربية السعودية لمواجهة ومحاربة المد الثوري السوري والمصري والذي يهدد الإسلام، والإسلام في خطر، وخطر الهلال الهاشمي لم يعد خطر وهلال وهاشمي، بل حليف للسعودية، وشيعة إيران مسلمين وحلفاء للسعودية.
وإسرائيل من عام 67م تفعل فعلها بالوطن العربي والأمن القومي والمقدسات من إحتلال سيناء والجولان والضفة وغزة والقدس والمسجد الأقصى وتحرق المسجد الأقصى وتغزو لبنان حتى بيروت و مجزرة صبرا وشاتيلا، وامام كل ذلك بن سعود يقدم مبادرات سلام وسلام مع إسرائيل، واسرائيل تعتبر المبادرات لاتساوي قيمة الحبر الذي كتبت به.
اليوم 2017م بن سلمان يشن حروب ويرتكب مجازر ويحاصر، وكيدهم يرتد إلى نحرهم، طريق بري مقاوم من طهران وبغداد ودمشق وبيروت حتى فلسطين المحتلة، ويوازيه طريق بري وبحري من اليمن حتى إيلات وصحراء النقب فلسطين المحتلة بالقرآن الكريم والعترة شيعة آل البيت الكرام وحلفائهم الأحرار، وبن سلمان يصرخ أهل السنة في خطر من “الهلال الشيعي” المزدوج. 
وصرخة بن سلمان هي ترجمة سريعة لخطة العجوز الصهيوني “هنري كيسنجر” مهندس اتفاقية كامب ديفيد واخراج مصر من الصراع العربي الصهيوني، وخطة كيسنجر إسعافية لإنقاذ إسرائيل من الإنهيار والزوال بعد فشل مؤامرة الشرق الأوسط الكبير، إسرائيل الكبرى وفصولها الدموية الطويلة والمدمرة، حيث ذهب كيسنجر وعلى العكاز إلى البيت الأبيض وطلب من الرئيس ترامب قبل زيارته للرياض مايو 2017م بإلزام دول الخليج وخاصة السعودية والإمارات بالإعتراف بإسرائيل وتشكيل حلف عسكري اقتصادي أمني يضم إسرائيل ودول الخليج والأردن والمغرب لمواجهة محور المقاومة ايران وسوريا ولبنان واليمن.. والسودان ومصر وسلطة محمود عباس غير بعيدة عن هذا الحلف، وشعار أهل السنة في خطر من “الهلال الشيعي” هو مبرر للحرب على إيران ومحور المقاومة، أهل السنة في خطر من الهلال الشيعي وكأن أهل السنة هم السعودية والوهابية وحتى الإخوان، والأصح والصواب أن بني سعود والوهابية والاخوان هم جماعات التكفير والقتل المتوحش ولا يمثلون السنة ولا الإسلام.
وأهل السنة هم الماتردية والاشاعرة وامتدادهم هو الأزهر الشريف والمذاهب الأربعة والصوفية والأشراف والسادة من بني هاشم كما عرفهم مؤتمر أهل السنة والجماعة الذي عقد في الشيشان عام 2016م واخرج الوهابية من قوام أهل السنة والجماعة الذين لم يصرخوا من خطر الهلال الشيعي، بل كل المسلمين والعالم يصرخون من خطر الوهابية التكفيرية الارهابية المتوحشة.
في الماضي صرخ بني سعود صرختين من خطر”الهلال الهاشمي” ومن خطر “المد الثوري” الذين هددوا العرش السعودي والإسلام في خطر، وكان لبني سعود ما أرادو، واليوم بن سلمان يصرخ الصرخة الثالثة والأخيرة، صرخة ملطخة بدماء العرب والمسلمين من فلسطين ومصر وسوريا والأردن ولبنان وأفغانستان والعراق وليبيا واليمن، بن سلمان يصرخ كالمسعور لسفك المزيد من الدماء.
وجيد بل وممتاز أن تكتمل فرحة وبهجة الإحتفال بمولد النبي العربي الهاشمي، صل الله عليه وعلى آله وسلم، هذا العام 1439هـ، بصراخ بني سعود ومن خلفهم الصهاينة، وهي صرخة الشهقة الأخيرة قبل الموت والزوال هو وتؤامه الكيان الصهيوني، وكلا ولن تفيد وتنفع الخطط الإسعافية قبل سكرات الموت، فالمستور انكشف وهناك حدث ما قد يكون من الساحل الغربي اليمني أو من سوريا أو لبنان أو من شعب الحجاز ونجد أو حتى من عدن الثورة المتجددة وربما الجميع والكل، حدث ما يطيح وبلمح البصر بكل الأوهام للأعداء كل الأعداء، حدث ما بطولي وشجاع يتبعه أحداث دراماتيكية في ساعات وأيام تنتهي بالقوم أيتام في لندن وواشنطن، وتل أبيب ستعود تل الربيع، ربيع العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء.