النباء اليقين

أرى ملامح انقلابٍ في الأفق، فمن سينقلب على الآخر أولاً ؛ الإصلاح أم السعودية ؟!

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي

 

أنا بصراحة لا أتمنى أن يُغدَر بإخواننا الإصلاحيين المتواجدين هناك في السعودية . ما أتمناه لهم هو أن يعودوا إلى الوطن للتصالح مع إخوانهم هنا وإعادة لملمة وترميم البيت اليمني في إطار البيت اليمني الواحد .
في الحقيقة يخطئ كل من يظن أن الأخوة الإصلاحيين لا يفكرون في المأزق الذي أوقعتهم فيه الأزمة الخليجية القطرية سواءً في علاقاتهم مع قطر من جهة أو السعودية من جهةٍ أخرى والذي جعلهم يبدون في وضعٍ حرجٍ لا يحسدون عليه وسيزداد حرجاً بالطبع عندما يُطلَب منهم قريباً تحديد موقفهم من هذه الأزمة .
لاشك ان الاخوة الإصلاحيين قد وجدوا في موقف هادي الذي سارع وأكد فيه وقوفه وحكومته مع السعودية وقطع علاقته مع قطر، وجدوا فيه متنفساً آنياً لهم أبعدهم قليلاً عن الحرج والمواجهة، فلاهم أعلنوا تضامناً مع قطر ولا أعلنوا دعماً للسعودية، إلا ان هذا الامر بالتاكيد لن يطول وسيطلب منهم بالتأكيد تحديد موقفٍ واضح !
السعودية من جهةٍ أخرى وإن كانت تعلم أن وجود الإصلاحيين لديها اليوم في ظل عدوانها الغاشم على اليمن يُعتبر أمرٌ ضروريٌ بالنسبة لها وذلك لاستكمال خطط تحالف العدوان إلا انها تعي جيداً أنهم الإصلاحيين داخلون ضمن دائرة الاستهداف الموجه اليوم ضد قطر وأنها السعودية حتى وإن رغبت بشكل استثنائي في إرجاء موضوع الإصلاح قليلاً على إعتبار أن قياداتهم موجودون في الرياض وتحت عنايتها ونظرها، إلا أنها لن تستطيع مقاومة الضغوط الإماراتية والمصرية طويلاً في الانقلاب عليهم، وبالتالي فهي أيضاً في الوقت الحالي وإلى حدٍ ما تقف في وضعٍ حرجٍ تحديداً في هذه النقطة، إلا ان هذا لن يثنيها بالطبع عن استكمال دورها واستراتيجيتها في استهداف وضرب الإخوان بشكلٍ عام .
عموماً من خلال كل تلك المعطيات يبدو أن عنصر الثقة بين السعودية والإصلاح لم يعد في حقيقته متوفراً وأن كل طرف أصبح يتوجس من الآخر خيفةً وينتظر منه موقفاً وشيكاً ضده، فمن يا تُرى سيبادر بالإنقضاض على الآخر ؟!
لاشك أن هذا الأمر يعتمد كلياً على تطورات الأزمة الخليجية القطرية مداً أو جزراً، إلا أن ما أتمناه كما ذكرت في البداية هو أن يأخذ إخواننا الإصلاحيون زمام المبادرة ويتغدوا بالسعوديين ومن وراءهم قبل أن يتعشى السعوديون بهم أو كما يقولون، فطريق العودة إلى الوطن مازال مفتوحاً لهم، وإني لهم لمن الناصحين !