خبير عسكري سوري: تدمير جسور دير الزور استعراض وعنجهية أميركية مقيتة
صرح الخبير العسكري السوري اللواء المتقاعد علي مقصود أن استهداف الطيران الأميركي لجسور دير الزور وتدميرها خلال العدوان الذي قامت به منذ أيام على المحافظة بذريعة محاربة داعش وقطع الطرق أمامه لفصل عناصره في دير الزور عن عناصره في الرقة غرباً بغية حصارهم يدخل في إطار المراوغة والكذب الأميركي من جهة، والاستعراض والعنجهية المقيتة من جهة أخرى.
وأضاف مقصود في حديث لوكالة أنباء “فارس” أنه ومع اقتراب معركة الحسم في الموصل العراقية ودير الزور والرقة السورية، بالتزامن مع انهيار وتعثر المشروع الأميركي في المنطقة الذي استهدفها تقسيماً، وحرق كل الأوراق التي رمت بها لتغيير معادلة الميدان، وجدت الإدارة الأميركية أنه في تدمير جسور دير الزور إمكانية لإعاقة تلاقي المحور الممتد من إيران مروراً بالعراق إلى سوريا، خشية تلاقي الجيشين العراقي والسوري معاً لما يشكله هذا التلاقي من قوة للبلدين تسهم في حسم حقيقي لوجود الإرهاب على أراضيهما، وقطع دابر داعش وأخواتها في المنطقة، الأمر الذي يقطع الأمل الأميركي في استمرار اللعب على وتر تمرير وقت ضائع يخدم مصالحه في سرقة المزيد من ثروات المنطقة.
كما لفت مقصود إلى أن معركة الحسم في الموصل العراقية من شأنها أن تؤمن الحدود السورية العراقية وتفتح الطريق التجارية بين البلدين ما يخفف الضغط عن الاقتصاد السوري ويسهل دخول الشحنات بريا، منوها الى أن العراق تعد عقدة وصل بين سوريا وإيران جغرافياً وفي حال تمت إزالة داعش من الموصل العراقية ودير الزور في الرقة، سيكون هناك ازدهار اقتصادي وتجاري وتعاون حقيقي بين البلدان الثلاثة دون عراقيل ما يقض مضجع الإدارة الأميركية لأنه يقضي على حلمها في السيطرة على المنطقة الذي يوسع نفوذها ويزيد ثقلها الدولي .
وأشار مقصود إلى أن الإدارة الأميركية لطالما استخدمت سياسة اللعب على الحبلين وازدواجية المعايير، حيث حققت هدفها في عرقلة تلاقي دول محور المقاومة من جهة، وأظهرت نفسها أمام المجتمع الدولي تعمل على محاربة الإرهاب، وذلك لقناعتها بأن الحسم قريب في تلك المنطقة، لذلك سارعت الى حجز مقعد لها بين المنتصرين أو مسببي النصر على الإرهاب في تلك المعركة عبر قصف جسور دير الزور ، مستغلة نتائج المعركة كرصيد للحزب الديمقراطي لصالح مرشحته هيلاري كلينتون إلى الانتخابات الرئاسية القادمة أمام الرأي العام الأميركي.
وختم مقصود مؤكداً أن الإدارة الأميركية وصلت إلى قناعة بأن مشروعها في المنطقة قد انهار لذا تعمل على تدمير كل ما تستطيع تدميره لزيادة الأعباء على الدولة السورية وتأخير عودة انتعاش الاقتصاد فيها قدر الإمكان وإهدار وقتها في الإعمار والإصلاحات قدر المستطاع، وإشغال حلفائها في مساعدتها في ذلك لأطول وقت ممكن.