النباء اليقين

الى اين تأخذ الامارات جنوب اليمن وما هي الابعاد من ذلك؟!

هناك احتمالات كثيره بدأت تلقي بظلالها على ما يحصل بالجنوب اليمني خصوصا في ظل سياسات الامارات الحاليه ، فمنها ما يقول بان الامارات تعمل على تحضير الجنوب اليمني كي يكون امارة ثامنه لها ومنها ما يقول بانها تسعى لتمزيق الجنوب ديمغرافيا وفقا لما يلاءم مصالحها الشخصيه !!.ولكن الحقيقه الكامنه وراء كل الاحداث بالجنوب منذ سقوطه بيد التحالف السعودي عموما حتى سقوطه بيد الامارات خصوصا هي ان 《الجنوب اليمني بدأ يتجه نحو دائرة الاستعمار الفعلي والتقسيم الممنهج لمناطقه وفق مخطط امريكي اماراتي سعودي مكتمل الاركان 》.
وبما ان امريكا تعتبر الامارات وكيلها الحصري في ادارة الملف باليمن فهذا يفسر خلفيات وابعاد توسع نطاق سيطرة الامارات دون السعوديه على المناطق ذات الاهميه الحيويه والاستراتيجيه 《ابتداءا بالسيطره على السواحل الجنوبيه وباب المندب والجزر كي تكون تحت ارادتها وسلطتها المباشره بعد ازاحه قوات هادي المواليه للسعوديه منها .
وبالتالي فما تسعى له الامارات بالجنوب اليمني هو ناتج عن مخطط متفق عليه وان ظهور ها اليوم على واجهة الصراع المحتتم مع قوات الجيش اليمني واللجان الشعبيه في بعض محاور القتال سيما جبهات الساحل الغربي هو ايضا نابع عن اندفاع الامارات لتحقيق باقي هذا المخطط الموكل اليها الهادف الى بسط السيطرة على السواحل الغربيه من رأس مضيق المندب الى ميناء الحديده وما يرافقها من الجزر بحث يكون هذا عملا يصب في تأمين الامن الملاحي الدولي والاقليمي على مياة البحر الاحمر ومضيق باب المندب وهذا ما <<تتطلع له امريكا باعتبار ان الاخير ستستفيد بان تكون مصالحها آمنه ومستقره من اي تهديدات من قبل الحوثيين عندما تخضع هذه المناطق تحت سلطة ابو ظبي اما من ناحيه اخرى فهذا سحقق للامارات احلامها في تطوير موانئها نتيجة الاهميه الاستراتيجيه للتلك السواحل والجزر >>وبالتالي فان هذا يعتبر احد اوجه هذا المخطط ****
اما من جانب اخر فالامارات التي تسود سلطها اغلب المناطق الجنوبيه تسعى بان تمهد الاخير لان تكون حاضنه اساسيه لها ولقواتها ولو كان ذلك على حساب قطع رقاب الخصوم 《حيث رأيناها تعمل على تصفيه خصومها المحليين ومن يعارضون سياساتها وتوجهاتها سواء كانوا جنوبيين او شماليين من حزب الاصلاح كما حصل ويحصل حاليا في عدن من موجه اغتيالات ممنهجه تطال القيادات البيروقراطيه والسياسيه والدينيه حتى على مستوى خطباء المساجد الذي يتم تصفيتهم اسبوعيا من قبل جماعات مسلحه تعمل تحت المظله الاماراتيه وبالتالي فان هذا المسار لايدع مجالا للشك بان الامارات وبايعاز امريكي تريد ان تروض المجتمع الجنوبي على التقبل بها في حين تتيح هامشا للاقتتالات البينيه بين اوساط المكونات والقوى الجنوبيه مستفيدة من مظله حلفاءها ومن قبة ما يعرف بالمجلس الانتقالي الذي سيكفل لها تنفيذ فكرة الاطاحه بالجنوب الموحد والذي بدوره  سيحدث تداعياته الخاصه ليخلق جنوبا ضعيفا فارغا من اي محتوى قد يشكل خطرا على التواجد الاماراتي حاضرا ومستقبلا .

 وعلى هذا الصعيد يمكن القول بان مستقبل الجنوب في ظل هذه المقاصد والمغازي الاماراتيه سيكون ذاهبا نحو التفتيت والتقسيم وهو ما تم الاعتراف به دوليا على ضوء التقارير الامميه الصادره مؤخرا، .
لذا على الشعب الجنوبي ان يأخذ حذره وان يفوق من سباته هذا قبل يقع الفأس بالراس فلاشرعيه هادي كانت حقيقه ولا قضية الجنوب التي تضمن احلام ومستقبل كل جنوبي تم انجازها……

*زين العابدين عثمان
.