النباء اليقين

صمود ونصر واستبسال

أحياء عند ربهم يرزقون
أحياء عند ربهم يرزقون

قلم/ نصر الرويشان

في العام 1988م أبصر هذا البطل النور في مدينة ذمار، مدينة العلم والعلماء، مدينة ذمار مدينة تاريخية ينتشر في ربوعها الفكر الزيدي الثائر والمقاوم، وقد أنجبت العديد من الأبطال كشهيدنا البطل إبراهيم .

درس الابتدائية والإعدادية حتى الصف الثامن في هذه المدينة التاريخية، ولم يكتفِ بالدراسة في المدارس الحكومية بل انطلق واَلتحق في مراكز الأنوار المحمدية التي كانت تقام أثناء الصيف .

نظرا لاِنتقال عمل والد الشهيد إلى محافظة البيضاء للعمل هناك، حيث كان محامياً، ولديه قضايا عدة في محكمة البيضاء، انتقل ومع أسرته التي كان إبراهيم أحد أفرادها، وهناك اِلتحق بمدرسة العاقل ليكمل دراسة الصف التاسع واَستمر حتى نال شهادة الثانوية العامة في عام 2010 اِنتقل الشهيد للعاصمة وعمل في شركة النفط اليمنية بفرع العاصمة كمتعاقد، وتنقل في عدة أعمال وكان من المثابرين المتحملين لمسؤولياتهم الوظيفية وأحبه رؤساؤه وزملاؤه في الشركة .

المتحملين لمسؤولياتهم الوظيفية وأحبه رؤساؤه وزملاؤه في الشركة

انطلق في ثورة 2011م وكان من السابقين فيها، وحينما اطلت ثورة ال 21 من سبتمبر عام 2014م هب مسرعاً وشارك في مسيراتها وندواتها ومكث في ساحات الثورة، ولم يكتفِ بذلك بل كان ضمن الأبطال الذي دكوا أوكار الإرهاب في الفرقة الأولى مدرع .كيف نال استحقاق الشهادة ؟

لندعُ أخاه رضوان يحكي لنا عنه : منذ بداية العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ومرتزقتها في الجنوب

كان من أوائل المقاتلين ضمن اللجان الشعبية والجيش وقد ترك عمله في شركة النفط وأجل مشروع زواجه وحياة الرغد والاستقرار، وفضل الانتصار للمستضعفين ضد أمريكا وإسرائيل والسعودية وعملائها ومرتزقتها في الداخل من القاعدة و داعش بكل شجاعة وقوة وصبر وإيمان؛ حتى يأتي النصر من الله أو تحقيق حلمه وأمنيته التي طالما كان يحلم بها ويدعو من الله أن يكون ممن يفوز بالحصول عليها؛ وهي الشهادة في سبيل الله حتى استجاب الله لدعواته وأمنيته، ومنّ عليه بالاستشهاد في مدينة تعز بتاريخ 14/8 2015مأثناء تصديه لزحف كبير من الأعداء وهو في مترسه واستمر في التنكيل بأعداء الله

كما عُهِد منه وكما عرف عنه الدواعش وغيرهم من بأس وشجاعة وقتال الأبطال حتى صعد إلى ربه شهيداً بعد أن حمى بقيهَ زملائه الذين قاموا بإخراج أحد الجرحى وقتل هو من المرتزقة ثلاثة عشر شخصاً ما قبل أن يصاب برصاصة قناص في الرأس، ارتقى بها إلى ضيافة الله مع الشهداء والأنبياء أصاب أهله وزملاءه وأسرته بحزن بالغ لفراقه لما كان مشهوداً له من أخلاق نبيلة، وعالية وبشاشة وجه وطاعة لوالديه والذي يقابله سعادتهم بما ناله من الأجر والمرتبة عند المولى “عز وجل” .

هكذا كان الشهيد ( إبراهيم علي الديلمي ) من أسرة مجاهدة ومضحية، دروس نتعلمها من عظماء المسيرة القرآنية، هم شهداء لقنوا أعداء الله والوطن دروساً قوية وتعلمنا منهم حب التضحية وعظيم الصمود والاستبسال والفداء فهنياً لك إبراهيم فضل ربك ورضوانه .ابراهيم 1