النباء اليقين

خيار المقاومة .. بين الممانعة والاعتدال

بقلم / حمير العزكي

صنفت الولايات المتحدة الامريكية الدول العربية في الفترة التي سبقت ما يسمى بالربيع العربي الى محورين محور الممانعة ومحور الإعتدال وذلك حسب علاقة الدول العربية مع الكيان الصهيوني وحسب رؤية الانظمة للقضية الفلسطينة ومستقبل الصراع مع الكيان المحتل.

ولكنها وبعد نجاح الربيع المزعوم والمدعوم منها في رمي بذور الفتن الطائفية والعرقية تركت ذلك التصنيف واستبدلته بتصنيف طائفي ومذهبي جديد هو المحور السني والمحور الشيعي وبحسب العلاقة والرؤية السابقة ذاتها والمتأمل في خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني ووزير خارجية السعودية في ميونخ يجد التأكيد على هذا التصنيف الجديد بإعتباره حجر الزاوية في بناء العلاقات ورسم السياسات المستقبلية للمنطقة عموما وللقضية الفلسطينية خصوصا.

ومن جهة أخرى انعقد في طهران المؤتمر الدولي السادس لدعم القضية الفلسطينية برعاية أعلى سلطةرسمية وروحية في إيران سماحة المرشدالأعلى للثورة الاسلامية وبحضور حركات المقاومة الاسلامية والوطنية والدول الداعمة للمقاومة وللقضية الفلسطينية وغياب – للاسف الشديد – بعض الحركات المقاومة ذات التاريخ النضالي التي اختارت الرضوخ لضغوط الدول التي قاطعت المؤتمر والتي مازلنا نسميها بدول الاعتدال وان صارت تسمي نفسها الدول السنية إنقيادا للمشروع الامريكي الصهيوني الطائفي الجديد السني – الشيعي وفي الوقت الذي كانت قنوات الاعلام في محور الممانعة تشدد وتؤكد على خيار المقاومة بإعتباره الحل الوحيد للقضية الفلسطينية وتنظر لصواب مرجعيات هذا الخيار وتفاخر وتشيد بإنجازاته وماتحقق للامة العربية والاسلامية من انجازات وانتصارات على يد الابطال والاحرار من رجال المقاومة .. فؤجئت بل صدمت بإعلام محور الاعتدال وهو ذاته إعلام عدوان التحالف على اليمن يؤسس لمرحلة جديدة من الصراع لاصراع فيها مع الكيان الصهيوني ولاجدوى فيهامن استمرار حالة العداء مع الصهاينة فلامجال للمقارنة مع مايملكه من امكانات وقدرات وبالتالي فإن خيار المقاومة خيار فاشل أثبت فشله في نظرهم خلال العقود الماضية.

وللاسف الشديد فإن الحركات التي اختارت الغياب عن مؤتمر طهران لم تتمكن من الحضور حتى على شاشات وبرامج الاعلام في المحور الذي انحازت عليه ولم تتح لها الفرصة للدفاع عن خيارها في المقاومة واثبات فعاليته ونفي فشله وبالتالي فشلها فمابالك بأن تروج وتحث على تبنيه ودعمه وهنا بات من الواضح الجلي أن من يقف ضد خيار المقاومة واستمرارها في مواجهة الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا هو ذاته من يقف الى صف العدوان على اليمن وأن من يقتل ويدمر ويشرد الشعب الفلسطيني هو ذاته من يقتل ويدمر ويشرد الشعب اليمني …. وأن المقاومة خيارنا الوحيد جميعا