“القاعة الكبرى”.. ما بعد المجزرة ليس كما قبلها
محمد علاء الدين
مجزرة جديدة ترتكبها طائرات العدوان السعودي(والمتحالفين معه برعاية أمريكية) في حق الشعب اليمني باستهداف مراسم عزاء في العاصمة صنعاء، ليستشهد أكثر من 600 مواطن إلى جانب عدد كبير من الجرحى المصابين، لتكشف وتؤكد مجزرة القاعة الكبرى أن السعودية تستهدف المدنيين العزل بشكل عمدي وممنهج.
فالنظام السعودي ذو الميول الفاشستية الذي لا يعرف الأخلاق والشرف وقيم الإنسانية يحاول تعويض فشله في هزيمة الشعب اليمني المقاوم الصامد أمام العدوان ومخططاته يحاول اصطناع أي نصر له حتى ولو كان على حساب دماء الأبرياء، ليروج بعد جريمته القذرة من خلال عملائه أن العزاء كان يضم شخصيات عسكرية و” حوثية” لذلك تم استهدافه، لتظهر حقارتهم وسفالة أفعالهم وينفضحوا أكثر ويلعنهم كل صاحب ضمير، فيخترعون أكاذيب جديدة وهذه المرة عبر أبواق الإمارات أن داعش هي التي ارتكبت تلك الجريمة!، في محاولة خبيثة لابعاد الأنظار عن السعودية وتحالفها العدواني الذين يحاول كذبا وزورا نفي قيامه بالمجزرة.
ورغم محاولات التكتيم الإعلامي عن حجم المجزرة إلا أن الجريمة واضحة وضوح الشمس لا يستطيع تجاهلها أحد، لكن كعادة جامعة الدول العربية لن تصدر موقفا من ما حدث خوفا من الغضب الخليجي، والأغلبية العظمى من الذين يتحدثون دائما دفاعا عن حقوق الإنسان عبر قنوات البترودولار كالجزيرة والعربية وسكاي نيوز وغيرها انخرست ألسنتهم عن إدانة مجزرة القاعة الكبرى والتضامن مع شهدائها ومصابيها.
ما بعد مجزرة القاعة الكبرى ليس ما قبلها، فالسلام الذي كان يوجد إمكانية لتحقيقه أصبح الأن من المستحيل أن يتم دون القصاص من القتلة المجرمين من طرف السعودية، فملكهم سلمان ونجله لا يمكن التعامل معهم إلا من خلال تصنيفهم كمجرمي حرب لا يختلفون عن السفاح شارون وغيره من قيادات الكيان الصهيوني، وأما العناصر التخريبية في الداخل اليمني لا يمكن التسامح معهم وقبولهم إلا بعد محاكمتهم على خيانتهم لوطنهم واستدعائهم لقوى خارجية عدوانية والتبرير لمجازرها وجرائمها في حق الوطن والمواطن اليمني، فالاختلاف الأن ليس سياسي مرحلي سيتم تجاوزه عبر التوافق بل الخيار أصبح وحيد، الانحياز للاستقلال الوطني والكرامة الإنسانية ورفض المجازر المستمرة التي ترتكبها طائرات العدوان أو اختيار خندق العدوان والموافقة على مجازره والمشاركة في سفك دماء المدنيين العزل.
وفي النهاية نعم نحزن على ضحايا المجزرة، لكن علينا تسخير هذا الحزن في الثأر لهم، ودعم صمود وصبر أهل اليمن الذي يتجاهل العالم مظلوميته، واتذكر ما كتبه الشهيد الفلسطيني فتحي الشقاقي في رثاء الشهيد العراقي محمد باقر الصدر: “أيها المسكونون بالعار، أيها المدججون بالسلاح، الساعات القادمة لي أنا المدجج بالغضب والانفجار، المسكون بجدل المرحلة.. بالفرح والشهادة”.