في رحاب السبعين سنصلي غداً سويَّاً صلاة النصر الأكبر
بقلم/ الشيخ عبدالمنان السنبلي
أنا في الحقيقة لا أعني هنا النصر بمعناه التقليدي الآني، فقد إنتصرنا فعلياً منذ ان قررنا في اليوم الأول للعدوان مواجهته و عدم الركوع أو الإنحناء أمامه، و إنما أعني هنا النصر بمفهومه الأبلغ أثراً و الأبعد مدىً و الذي لا يمكن أن يولد إلا من رحم المعاناة و الصمود .
ذلك هو أن تتجاوز الجرح و الألم و تخرج من تحت أنقاضهما و أنت تعانق أخاك و تصافحه لتكملا معاً مسيرة التحدي و الصمود و هذا ما ينطبق قولاً و فعلاً على ما سيحصل غداً في ميدان السبعين .
فغداً ستتشكل اللوحة الأجمل التي قد طالما إشتقنا لرؤيتها بعد سنواتٍ عجافً من التشاحن و التباغض المفتعل و المندس في صفوف مشاعر الإخوّة الفطرية بين الأخوة و الأشقاء .
و غداً سيلتقي الإصلاحيون، نعم سيلتقي الإصلاحيون بأنصار الله و المؤتمريين، و سيعانق الإشتراكيون البعثيين و الناصريين، و سيحتشد الضالعي و العدني و التعزي و الصعدي و الحضرمي و الذماري و الماربي و الصنعاني و كل أبناء اليمن من كل المناطق و المحافظات اليمنية مُظلَلين ليس بالغمام وحده و إنما برايات العز و الصمود و الوحدة ؛ أعلام الجمهورية اليمنية و مرددين جميعاً بصوتٍ واحد : لن ترى الدنيا على أرضي وصيّا .
و غداً سنُلقِّن العدو درساً في الصمود و الشموخ لم يشهد له مثيلا و قد راهن بثلثي أموال الدنيا و جُل إمكانيات و قدرات العالم أجمع على غير ذلك، فهل سيعتقد بعد درس الغد هذا أنه يمكن أن يكسب الرهان ؟!! و غداً سيعلم العالم بأسره أن أيادي أبناء سبأ مهما تفرقت و تباعدت، فإنها حين يجل الأمر و يفدح الخطب تعود حتماً مرةً أخرى لتشد بعضها بعضا .
و غداً سيجتمع اليمنيون على مختلف توجهاتهم و إنتماءتهم في رحاب ميدان السبعين ليصلوا جميعاً صلاة النصر الأكبر إيذاناً ببدء موسم الحصاد لثمار الصبر و الصمود في إحتفاليةٍ كرنفاليةٍ عظيمةٍ لم يشهد لها التاريخ مثيلا .. و غداً سيجتمع الشعب و الوطن حتى تضيق الساحات بضيوفها و زائريها لكثرة الحشود و عظمتها لولا أن القلوب قد إتسعت و إتسعت حتى غدت بحجم و عظمة الوطن، فلنكن جميعاً هنالك… #معركة_القواصم