النباء اليقين

أما نحن فسنخرج في يوم القدس

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي…

في الوقت الذي كان الفلسطينيون في الأردن لم ينتهوا من لملمة جراحهم جرّاء مذبحة (أيلول الأسود) على يد إخوانهم العرب في مطلع سبيعينيات القرن الماضي و كانت إسرائيل تستعد للإنقضاض عليهم في لبنان بتجاهلٍ و صمتٍ عربيٍ رسمى، كانت هنالك الثورة الإسلامية في إيران قد تمكنت من إسقاط نظام الشاة العميل لأمريكا و إسرائيل و الحليف الأكبر لدول ما يُعرف اليوم بدول الخليج و إستبدلت الممثلية الإسرائيلية في طهران بعد طردهم بممثلية منظمة التحرير الفلسطينية و أعلن الأمام الخميني عبر دعوةٍ له لعامة المسلمين يوم آخر جمعةٍ من شهر رمضان كل عام يوماً عالمياً للقدس يتم فيه خروج الشارع الإسلامي للتعبير أمام العالم عن رفضهم لإستمرار إحتلال و تهويد مدينة القدس .

و في الوقت الذي كان و مايزال النظام الإسلامي في إيران يمد المقاومة الفلسطينية و اللبنانية بالسلاح و تكنولوجيا صناعة الصواريخ، كان العرب و مايزالون يحاصرون غزة و يهدمون الأنفاق و يغرقونها بمياة المجاري و يستنكرون إطلاق الصواريخ (العبثية) حد وصفهم على دولة الإحتلال الصهيوني و يصفون ما تقوم به المقاومة اللبنانية بالعمليات الطائشة و المغامرة .

هذا بعض ما قدمه من تصفونهم دائماً بالروافض و المجوس لفلسطين عموماً و للقدس على وجه الخصوص، فمالذي قدمتمونه أنتم أيها المتصهينون العرب غير المزيد من التفريط و تضييع الحقوق خاصةً و أن من أضاع فلسطين و القدس ليست إيران (المجوسية) كما تصفونها و إنما أنتم من أضاعها و فرط بها ؟!! أنا لست هنا بصدد الدفاع عن إيران أو غيرها بقدر ما أنا كمواطنٍ عربيٍ معنيٍ بدرجةٍ أساسية بالدفاع عن القدس و فلسطين و عن كل دعوةٍ تدعونا لإستنهاض الهمم و إحياء روح الرفض فينا لبقاء أولى القبلتين و مسرى الرسول (ص) أسيرةً في يد الصهاينة حتى و لو كان مصدرها (نتنياهو) نفسه، و مستنكراً في الوقت نفسه هذا التجاهل العربي المتعمد لبعض الأنظمة الدائرة في الفلك الصهيوأمريكي لكل ما من شأنه أن يذكرنا بفلسطين و القدس الشريف .

أيها المتصهينون العرب لماذا تخافون من هكذا مناسبةٍ، بل و تألبّون الناس عليها عن طريق التشكيك و التجريح في نوايا المحتفلين بها ؟!! إذا كنتم لا تريدوننا نحن العرب أن نحتفل بيوم القدس لأن مصدرها كما تدعون إيران، فهل تجرأون على تخصيص يومٍ من أيام العام حتى لو كان يوم جلوس أحدكم على العرش و تدعون الناس للإحتفال فيه بفلسطين و القدس، و سنتبِّعكم إن فعلتم ذلك ؟!! و كيف تجرأون أيها الخانعون على مجرد التفكير بذلك و قد أتت علينا مناسبة يوم القدس العالمي هذا العام و أنتم في أوج إحتفالاتكم بوصول علاقاتكم بدولة الكيان الصهيوني إلى أحسن حالاتها و أفضل مراحلها خاصةً بعد أن إنتقلتم بها بلا حرجٍ من حالة السرية إلى حالة العلن ؟!! أيها الجاثمون على صدور أمتنا حكاماً عليها .. لا تقلقوا، فلن نعكر عليكم بخروجنا و إحتفالنا بيوم القدس صفو أفراحكم و إبتهاجكم بضيوفكم و زواركم من قادة الصهاينة الكبار و لن نلومكم بعد اليوم إن أنتم أخرجتم من أمراءكم أو صباياكم ما أخرجتم لإستقبال (بيريز) أو (نتنياهو) لأننا ببساطةٍ شديدةٍ لم و لن نعوِّل عليكم في أمر فلسطين و القدس شيئا، فمن أضاعهما و فرط بهما لا يمكن أن يأتينا بشئٍ منهما إلا كما أعاد أجداده من قبل بلاد الأندلس بعد أن أضاعوها و فرطوا بها !! #معركة_القواصم