إليهِ بهِ سبحانهُ أتوسلُ..للشاعر الكبير عبدالرحيم البرعي
| إليهِ بهِ سبحانهُ أتوسلُ | و أرجو الذي يرجى لديهِ وأسألُ |
| و أحسنُ قصدي في خضوعي وذلتي | لهُ وعليهِ وحدهُ أتوكلُ |
| وأصحبَ آمالي إلى فضلِ جودهِ | و أنزلُ حاجاتي بمنْ ليسَ يبخلُ |
| فسبحانهُ منْ أولٍ هوَ آخرٌ | و سبحانهُ منْ آخرٍهوَ أولُ |
| وسبحانَ منْ تعنو الوجوهُ لوجههِ | و منْ كلُّ ذي عزٍ لهُ يتذ للُ |
| و منْ هوَ فردٌ لا نظيرَ لهُ ولاَ | شبيهٌ ولاَ مثلٌ بهِ يتمثلُ |
| ومنْ كلتِ الأفهامُ عنْ وصفِ ذاتهِ | فليسَ لها في الكيفِ والأينِ مدخلُ |
| تكفلَ فضلاً لا وجوباً برزقه | على الخلقِ فهوَ الرازقُ المتكفلُ |
| و لمْ يأخذْ العبدَ المسيىء َ بذنبهِ | و لكنهُ يرجى لأمرٍ ويمهلُ |
| حليمٌ عظيمٌ راحمٌ متكرمٌ | رءوفٌ رحيمٌ واهبٌ متطولُ |
| جوادٌ مجيدٌ مشفقٌ متعطفٌ | جليلٌ جميلٌ منعمٌ متفضلُ |
| لهُ الراسياتُ الشمُ تهبطُ خشية ً | و تنشقُّ عن ماء يسج ويخضلُ |
| و انشأَ منْ لا شيءَ سحباً هواطلاً | يسبحُ فيها رعدها ويهللُ |
| و أحيا نواحي الأرضِ منْ بعدِ موتها | بمنسجمٍ غيثاً منَ السحبِ يهملُ |
| و أجرى بلا نفخٍ رياحاً لواقحاً | تسيرُ بلا شخصٍ يحاطُ ويعقلُ |
| فسبحانَ مجري الريحِ في كلِّ موضع ٍ | لتبلغَ كلَّ العالمينَ وتشملُ |
| على أنهُ في عزِّ سلطانهِ يرى | و يسمعُ منا ما نجدُّ ونهزلُ |
| يحيطُ بما تخفي الضمائرُ علمهُ | و يدري دبيبَ النملِ والليلُ أليلُ |
| و يحصى عديدَ القطرِ والرملِ والحصى َ | و ما هوَ أدنى منهُ عداً وأكملُ |
| و يعلمُ ما قدرُ الجبالِ ووزنها | مثاقيلُ ذرٍ أو أخفُّ وأثقلُ |
| حنانيكَ يا منْ فضلهُ الجمُّ فائضٌ | و منْ جودهُ الموجودُ للخلقِ يشملُ |
| و يا غافرَ الزلاتِ وهي عظيمة ٌ | و يا نافذَ التدبيرِ ما شاءَ يفعلُ |
| و يا فالقَ الإصباحِ والحبِّ والنوى | و يا باعثَ الأشباحِ في الحشرِ تنسلُ |
| أجبْ دعوتي يا سيدي واقضِ حاجتي | سريعاً فشأنُ العبدِ يدعو ويعجلُ |
| فما حاجتي إلا التي قدْ علمتها | و إنْ عظمتْ عنديفعندكَتسهلُ |
| تولَّ ابنَ يحيى َ الشارقيَّ محمداً | وأبلغهُ في الدارينِ ما كانَ يأملُ |
| وأسبلْ علينا السترَ منْ كلَِّ نكبة ٍ | فستركَ مسدولٌ على الخلقِ مسبلُ |
| وأكرمهُ بالقرآنِ واجعلهُ حجة ً | لهُ شافعاً إذْ لا شفاعة َ تقبلُ |
| فيا طولَ ما يتلوهُ يرجو بضاعة ً | مضاعفة ً يومَ الجزا ليسَ تهملُ |
| ولاطفهُ وارحمْ منْ يليهِ رحامة ً | وصحباً فإنَّ البعضَ للبعضِ يحملُ |
| أجرهمْ منَ الدنيا ومنْ نكباتها | وَ لا تخزهمْ يومَ العشارِ تعطلُ |
| و قائلها فاغفرْ خطاياهُ إنهُ | أسيرٌ بأثقالِ الذنوبِ مكبلُ |
| أتاكَ ولا قلبٌ سليمٌ مطهرٌ | و لا عملٌ ترضى بهِ كانَ يفعلُ |
| وَ لاَ يرتجي منْ عندِ غيركَ رحمة ً | و لاَ يبتغي فضلاً لمنْ يتفضلُ |
| بلى جاءَ مسكيناً مقراً بذنبهِ | ذنوبٌ وأوزارٌ على َ الظهرِ تحملُ |
| فحققْ رجائي فيكَ يا غاية َ المنى | فأنتَ لمنْ يرجوكَ حصنٌ وموئلُ |
| وقلْ أنتَ يا عبدَ الرحيمِ لرحمتي | خلقتتَ ومنْ يعنيكَ فهوَ مجملُ |
| سأغرقكمْ في بحرِ جودي كرامة ً | وأؤمنكمْ يومَ المراضعُ تذهلُ |
| وإنْ فتحتْ جناتُ عدنٍ لداخلٍ | فقلْ يا عبادي هذهِ الجنة ُ ادخلوا |
| فجودكَ يا ذا الكبرياءِ مؤملٌ | وحبلكَ للراجينَ بالخيرِ يوصل |
| وصلِّ وسلمْ كلَّ لمحة ِ ناظرٍ | على أحمدٍ ما حنَّ رعدٌ مجلجلُ |
| صلاة ً تحاكي الشمسَ نوراً ورفعة ً | وتفضحُ أزهارَ الرياضِ وتخجلُ |
| تخصُّ حبيبَ الزائرينَ وتنثني | على آلهِ إذْ همْ أعزُّ وأفضلُ |