النباء اليقين

الحجُّ شعيرة إلهية لا تخضع لأهواء آل سعود

بقلم: محمود عبد الهادي نجف ..

ومن الثابت لجميع ابناء الأمة الاسلامية في المشارق والمغارب، ان آل سعود والوهابية، يفتقدون هذا النفس البتة. والدليل على ذلك الحرب الضروس التي ما زالوا يشنونها منذ اكثر من عام على الشعب اليمني المستضعف بأخطر اسلحة الفتك والتدمير والترويع.

كما ان تبنيهم للحروب والصراعات الطائفية الدامية والجماعات التكفيرية الإرهابية والمراكز الدينية المتشددة والمفرِّخة للدواعش وأمثالهم في العالم باسره عموما وفي المنطقة العربية خصوصا ولاسيما في العراق وسوريا ولبنان واليمن ونيجيريا، هو مؤشر حقيقي على الفطرة الخبيثة والماهية اللادينية لعائلة آل سعود ومرتزقتهم من علماء السوء والضلالة الوهابية في موطن الوحي الإلهي.

وفي ظل هذا الطابع الفاسد للعقلية السعودية فقد تحول موسم الحج للعام الماضي 1436 هجري الى مشهد دموي صارخ، حيث أن الحجاج الكرام الذين شاهدوا بأعينهم سقوط الآلاف من شهداء مجزرتي الرافعة ومشعر منى جثامين بائسة، وأطلعوا أيضا على أعمال الخطف والملاحقة والاعتقال التي قام بها افراد الامن والشرطة والمدارس الوهابية بحق البعض من ضيوف الرحمن، قد عادوا الى بلدانهم بذكريات أليمة جدا ومناظر مروعة للغاية خاصة وانهم حملوها معهم في كاميرات الهواتف النقالة وأجهزة التصوير، وهي شواهد حية دامغة ولايمكن ان ينكرها أحد ألا من كان له نصيب من المال الحرام لآل سعود.

وهذا ما انعكس وتجلى بوضوح في الصمت المطبق للمؤسسات الدينية والحكومية والأهلية المرموقة في العالم الاسلامي حيال الظلم الفظيع الذي حل بساحة الحجاج في الحادثتين المشهورتين، حيث لم نر من هذه المؤسسات ولاسيما من علماء الامة من ينبري لمحاسبة آل سعود او أن يطلق كلمة حق أمام جور هؤلاء الحكام المتعجرفين الأجلاف.

ومن السهل في ضوء ما مضى فهم الزوبعة السياسية والإعلامية والدعائية المغرضة التي اثارتها “الرياض” في أعقاب التظاهرات الشعبية الغاضبة أمام المقرين الدبلوماسي والقنصلي السعوديين في مدينتي طهران ومشهد، وما تخلل ذلك من بعض الخروقات التي ادينت على أعلى المستويات الرسمية الإيرانية.

فالتظاهرات تلك جاءت احتجاجا على جريمة إعدام زعيم الشيعة الكبير في الأحساء بالمنطقة الشرقية لبلاد الحرمين الشريفين، المجاهد بالكلمة والموقف والمعارض الصريح للظلم والطائفية السعودية الوهابية سماحة آية الله العلامة الشيخ نمر باقر النمر (قدس سره الشريف).

لقد كشفت هذه الجريمة اللاإنسانية حجم الحقد الضخم الذي يعتمل في صدور حكام السعودية تجاه شيعة آل النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مثلما أظهرت أيضا فظاظة تعاملهم القاسي والإرهابي والإجرامي مع عالم دين لم يكن لديه اي سلاح سوى كلمة الحق في مواجهة سلطان آل سعود الجائر الذي كان وما برح بعيدا عن روح التسامح الاسلامي والتواضع الأخلاقي والعدالة الاجتماعية، ويمارس التمييز بين المواطنين طائفيا وقبليا ومناطقيا، فضلا عن هدره أموال الشعب في الترويج للتطرف والتكفير والأعمال الإرهابية الدموية هنا وهناك وفي اوروبا وامريكا وغيرهما، تحقيقا لأغراضه الدنيئة، ناهيك عن الأموال الهائلة الأخرى التي يبذرها امراء الجنس والإنحراف والشذوذ والإدمان والمخدرات السعوديين في المواخير وعلب الليل واندية السكر والقمار في اوروبا واميركا والدول الاخرى.

وبالعودة الى كارثة شهداء (مشعر منى) و(رافعة الحرم المكي) والإنطباعات المريرة والمروعة التي سادت العالم الاسلامي وانصار الانسانية في انحاء الأرض ، فقد ظن  آل سعود ـ عبثا ـ  انهم وجدوا ضالتهم في تلك الخروقات المدانة اصلا من قبل الجمهورية الاسلامية، والتي طاولت مبنى السفارة والقنصلية  السعودية، لتحويل الأنظار عن ما اقترفت ايديهم من ظلم فاحش بحق الحجيج الآمنين الضحايا ، وذلك عبر استنفارهم مؤسسات هزيلة ومشتراة بالمال السعودي الحرام، مثل “جامعة الدول العربية” و”منظمة التعاون الإسلامي” فضلا عن “مجلس التعاون الخليجي”، لتضخيم الخروقات ابتغاء التغطية على جريمة العصر في مكة المكرمة، وسقوط  ذلك العدد الهائل من الحجيج ضيوف الرحمن ضحايا جاؤوا لتأدية واجب إلهي في مكان مقدس جعله الله تعالى آمنا، بيد أنه تبدل الى مقبرة لهم بفعل الأطباع والسرائر الشريرة والعدوانية لآل سعود والوهابية التكفيرية الذين “حمّلوا رب العالمين” والعياذ بالله الذي هو رؤوف بعباده، مسؤولية موت هؤلاء بأبشع صورة، في ما برّاوا أنفسهم من أية مسؤولية ولو طفيفة. ثم راحوا يهنئون بعضهم بعضا على مستوى البلاد  وحلفائهم ومرتزقتهم من ذوي المرتبات والمكافآت المسيلة للعاب في البلدان الأخرى بمناسبة ما ادعوه “استكمال موسم الحج بنجاح باهر”.

ومع كل هذه الانتهاكات السعودية المفضوحة والتي لا تغتفر شرعا وقانونا وانسانيا وأخلاقيا، ها هم حكام التطرف والتكفير والحروب والصراعات الدامية في المنطقة العربية والعالم الاسلامي، قد وضعوا الشروط التعجيزية والاستفزازية في نفس الوقت، للحيلولة دون ذهاب الحجاج الإيرانيين هذا العام الى منازل الوحي الإلهي وتعظيم شعائر الله، في موقف يؤكد حاجة المسلمين الملحة الى اتخاذ وقفة عالمية شاملة وصارمة في سبيل وضع حدّ نهائي لتحكم زمرة جاهلية منحرفة وعميلة للصهيونية العالمية بالحرمين الشريفين، وهي تستخف وقتما تشاء بأمر الهي أكيد وارد في محكم آيات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 المصدر :وكالة فارس