تعرف على نيازك النظام الشمسي
إن التعريف الرسمي الحالي الذي وضعه الإتحاد الفلكي الدولي لمصطلح النيزك يوضح أنه جسم صلب يسبح في الفضاء بين الكواكب السيارة الأخرى، وقد يكون حجمه أصغر إلى حد كبير من حجم الكويكب (قطر نحو 250 متر)ولكنه أكبر إلى حد كبير أيضًا من حجم الذرة. ولقد قدمت الجمعية الملكية للفلك تعريفًا جديدًا تصف فيه النيزك بأن عرضه يتراوح ما بين 100 ميكروجرام و10 ميكروجرام. والتعريف الجديد يدخل في هذا التصنيف أجسام أكبر حجمًا قد يصل قطرها إلى 50 متر.
الأجسام الأقل حجماً يتم تصنيفها على انها النيازك الدقيقة أو تصنف كـغبار كوني.
تتحرك النيازك حول الشمس في مجموعة متنوعة من المدارات كما أنها تدور بسرعات مختلفة. وأسرع هذه النيازك يتحرك بسرعة ما يقرب من 26 ميل في الثانية (42 كيلومتر في الثانية). أما الأرض فتدور بسرعة ما يقرب من 18 ميل في الثانية (29 كيلومتر في الثانية). لذا، عندما تدخل النيازك في الغلاف الجوي للأرض رأسيًا، فإن السرعة المشتركة لها جميعًا تصل إلى ما يقرب من 44 ميل في الثانية (71 كيلومتر في الثانية).
وفي وقت قريب تمكن فريق من العلماء من العثور في قشرة الأرض على تركيز من مادة الإيريديوم الموجودة عادة في المواد الفضائية، وتشكل دليلا على آثار مذنبات أو نيازك. وهذا الاكتشاف يعزز فرضية اصطدام لمذنب أو نيزك منذ مائتي مليون سنة تلاها بسرعة نسبيا ظهور الديناصورات في الحقبة الجوراسية على حساب أصناف أخرى انقرضت أو ضعفت واكتشف العلماء أن الديناصورات العملاقة بدأت تحتل مكانة كبيرة بعد بدء الحقبة الجوراسية منذ حوالي 250 مليون سنة والانتقال بين آثار ديناصورات من الحقبتين الترياسية والجوراسية تم في فترة قصيرة نسبيا تمتد حوالي خمسين ألف سنة، وتتسم بانقراض أصناف أخرى بأعداد كبيرة. وتتسم هذه الحقبة بكثرة مادة الإيريديوم، وهذا ما يشير إلى تأثير من الفضاء.
مكونات النيازك
1- النيازك الحديدية Iron Meteorites : ومتكونة من أكثر من 98% من الحديد والنيكل.
2- النيازك الحديدية الحجرية Stony-Iron Meteorites : نصفها مكوّن تقريباً من الحديد والنيكل والنصف الآخر من نوع الصخر المعروف باسم الـ “أوليفين”.
3- النيازك الحجرية Stony Meteorites : التي تشمل على حجارة، وتقسم حجارتها إلى عدة أنواع.
يمكن تحديد مكونات النيازك عندما تمر من الغلاف الجوي للأرض، وذلك عن طريق المسار المنحني الذي تسلكه والطيف الضوئي للشهب الناتجة. ويساعد تأثير هذه الظواهر على الموجات اللاسلكية في توفير المعلومات التي تكون مفيدة بشكل خاص في حالة الشهب التي تحدث بالنهار والتي يكون من الصعب ملاحظتها إذا لم يحدث ذلك. فمن خلال قياس المسارات المنحنية، تم اكتشاف أن النيازك لها العديد من المدارات المختلفة، فبعضها يتجمع في شكل سيل (انظر : وابل شهبي Meteor shower ) عادة ما يكون مصحوبًا بالمذنب الأم، ولكن هناك نيازك أخرى تظهر وحيدة بشكل واضح. إن الطيف الضوئي بجانب القياسات الخاصة بكل من المسار المنحني الذي تسلكه النيازك ومنحنى الضوء، كل هذا يزودنا بمعلومات عن التركيبات والكثافات المختلفة والتي تتراوح ما بين أجسام هشة مثل كرات الثلج وتصل كثافتها إلى ربع كثافة الثلج وبين صخور أخرى كثيفة وغنية بحديد النيكل.
هناك عدد صغير نسبيًا من النيازك تستطيع أن تخترق الغلاف الجوي للأرض ثم تخرج منه مرة أخرى ويطلق على هذه النيازك مصطلح Earth-grazing fireball ( مثال ذلك : الكرات النارية الهائلة التي تساقطت في وضح النهار عام 1972) . وجدير بالذكر أن الملايين من الشهب تنشأ يوميًا في الغلاف الجوي للأرض. والملاحظ أن معظم النيازك المسئولة عن تكون الشهب يبلغ حجمها حجم الحصاة. وتصبح هذه الشهب مرئية عندما تكون على بعد ما يقرب من 40 إلى 75 ميل (65 إلى 120 كيلومتر) فوق سطح الأرض. ولكن تتحطم هذه الشهب عندما تكون على ارتفاع 30 إلى 60 ميل (50 إلى 95 كيلومتر).
مصادر النيازك
1) حزام الكويكبات: وهو يعتبر من أهم مصادر النيازك التي قد تصل إلى الأرض، ويوجد ما بين مداري المريخ والمشتري مسافة شاسعة تحتوي العديد من الكتل الصخرية التي تكون أحجامها ما بين حجم الحصى إلى عدة مئات من الأميال عرضاً، وكتلة جميع هذه الصخور لا تزيد عن 5% من كتلة القمر، ويسمى الكبير منها بـ [ الكويكبات ]، ومن حين لآخر تنطلق بعض الكتل الصخرية من مدارها وتدخل جو الأرض.
2) حزام كيوبر: ويضم عدداً كبيراً من الأجسام، ولكن خطرها أقل نظراً لوجود كوكب المشتري ذي الجاذبية الرهيبة، والذي يقلل من احتمال وصولها إلينا، ويقع حزام كيوبر بعد مدار كوكب نبتون.
3) الأجرام الناتجة عن اصطدام جسم ما بأحد الكواكب، وهذه الأجسام تسبح بشكل متواصل في المجموعة الشمسية، ويمكن أن تشكل خطراً عند اصطدامها بكوكب الارض.
الحجر النيزكي
يعد الحجر النيزكي جزءًا من النيزك أو الكويكب الذي نجح في مواصلة رحلته خلال الغلاف الجوي حتى اصطدم بسطح الأرض دون أن يتدمر. إن الأحجار النيزكية قد تكون أحيانًا وليس دائمًا مصحوبة بفوهات صدمية (فوهة صدمية) ذات سرعة فائقة، فأثناء التصادم القوي، يمكن أن يتبخر الجسم المتصادم كله دون أن يترك وراءه أية أحجار نيزكية.
الغبار النيزكي
معظم النيازك تتدمر عندما تدخل الغلاف الجوي. وعندما يحدث ذلك، فإن الحطام المتخلف يعرف باسم الغبار النيزكي أو غبار الشهب. ومن الممكن أن تظل جسيمات الغبار النيزكي ثابتة في الغلاف الجوي لما يزيد عن عدة شهور. كما أن هذه الجسيمات قد تؤثر على المناخ عن طريق كل من الإشعاع الكهرومغناطيسي المشتت والتفاعلات الكيميائية المحفزة في الجزء العلوي من الغلاف الجوي.