النباء اليقين

في العيد الـ57 لثورة 26 سبتمبر.. الجملكيون يحتفون بخصي أهداف الثورة الستة من الفنادق الملكية… وحقائق عن النظام الجمهوري ونظام الإعتدال بالوصاية السعودية حتى ثورة 21 سبتمبر 2014م تحرر واستقلال

في 5 نوفمبر 1967م، قام إنقلاب في صنعاء أطاح بالجمهورية، إنقلاب وصفه البردوني في كتابه “الثقافة والثورة في اليمن” قائلاً: ((هذا المظهر الحزبي تلاشى في ساعات إذ لاحت إلى جانبه قوة مشيخية أحتلت القصر الجمهوري، وتبدى خليط مشائخي.. واظهر نظام الفترة أعنف مقاومة فكرية ضد الحزبية بكل أشكالها وذلك بعد إنقلاب نوفمبر بثلاث سنوات)).

وخالد بن محمد القاسمي في كتابه “الوحدة اليمنية” يكتب عن الإنقلاب قائلاً ((فتم في الأيام الأولى تسريح الجيش النظامي المدرب على أيدي المصريين واعتقال بعض أفراده البارزين خاصة ذوي الإتجاهات اليسارية منهم وتم بالفعل سحق هذه الإتجاهات التي كانت تموج بين صغار الضباط في بداية 1969م)).. وهذا أيضاً ما قامت به المبادرة الخليجية ضد الجيش اليمني بجملة اغتيالات معنوية تحت مسمى الهيكلة.

واسترضاء للسعودية يوافق اليمنيين على واجهة إسلامية للحكم ورئيس مجلس الشورى هو الشيخ الإخواني عبدالله بن حسين الأحمر، والمادة (37) من دستور إنقلاب 67 تنص على أن الحزبية بجميع أشكالها محظورة، وتم ضرب الملكيين والجمهوريين لصالح “الطرف الثالث” الاعتدال السعودي بفيلق العمالة والوصاية السعودية ولتدخل اليمن في الوصاية، حتى جاءت الحركة التصحيحية بقيادة المقدم الشهيد إبراهيم الحمدي 1974م وحينها قدم أربعة مشائخ استقالتهم بينهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، ليجتمعوا في عمران لاحقاً ويقرروا إغتيال الشهيد بالدعم والتأييد السعودي.. تماماً كما قدم هادي وأزلامه استقالاتهم الجماعية وليفروا إلى الرياض ولتشن محاولة إغتيال لثورة 21 سبتمبر بالقوة العسكرية القاهرة.

وصرّح رئيس الوفد الجمهوري القاضي الإرياني في مؤتمر المصالحة في حرض 25 نوفمبر 1965م قائلاً: “واجَهَتنا الحقيقية الرهيبة وهي إلغاء النظام الجمهوري” .. “كتاب مؤتمر حرض ومحاولات السلام باليمن لمحمد الشعيبي”..

أما رشاد فرعون ممثل الملك فيصل في مؤتمر حرض، فَسَّرَ إتفاق جدة من وجهة النظر السعودية “أن يصهر النظامان القائمان حالياً في اليمن في شكل طريقة الحكم في فترة الانتقال لا تحمل أسم الجمهورية ولا الملكية”.. المصدر السابق لمحمد الشعيبي”.

وبذلك تحول النظام الجمهوري الثوري إلى نظام جمهوري معتدل، وأعلن المجلس الجمهوري سياسة الانفتاح، واعترفت السعودية وأمريكا في 1970م بالنظام “الجمهوري المعتدل” الذي دخل في جلباب الوصاية السعودية، وظلت اليمن تحت الوصاية حتى ثورة 21 سبتمبر 2014م.

إنصاف للنظام الملكي اليمني الوطني

هناك من يتباهى بمن قاوموا الإماميين المدعومين بسلاح ومال سعودي بثورة 26 سبتمبر، ويتفاخرون اليوم بالدعم السعودي اليوم لإستعادة جمهورية الإعتدال والوصاية، وشتان، نعم -شتان شتان- بين الملكية الوطنية المناهضة للاستعمار والرجعية، وبين جمهورية الإعتدال بالوصاية والعمالة والإرتزاق، وشتان شتان بين أئمة الإنبطاح لبريطانيا والسعودية والإخوان محمد البدر وأبناء الإمام يحيى (عبد الله والحسن)، وبين بقية رموز النظام الملكي أبرزها القامة الوطنية الإمام الشهيد يحيى حميد الدين رمز التحرير والاستقلال العربي الأول من الاستعمار العثماني ثم الرجعية السعودية، نعم، كل الأنظمة الملكية العربية هي ماركة إنجليزية تابعة للغرب، باستثناء النظام الملكي الإمامي في اليمن صناعة وطنية يمنية بإمتياز بالكفاح المسلح، واليمن مقبرة للغزاة الأتراك وقيام المملكة المتوكلية اليمنية كأول دولة وطنية عربية مستقلة 1918م، وبني سعود وشركة أرامكو يعتدون على اليمن فكانت معاهدة الطائف وحسن الجوار 1934م.

نظام وطني حرر اليمن من الاحتلال العثماني، وقضى على النزعة المناطقية في تهامة الزرانيق المدعومة من بريطانيا بالسلاح جواً، وقضى على نزعة مشايخ حاشد وبكيل والتي عرفت بانتفاضة حاشد وبكيل، ووحد شمال اليمن، وكاد أن يحرر الجنوب لولا مجازر طيران الانجليز في ذمار والشمال 28م و29م… وهزم بن سعود في نجران حتى خميس مشيط وتحرير الساحل الغربي 34م.. وأفشل إنقلاب الإخوان وبريطانيا عام 48م… وأفشل إنقلاب أمريكا عام 55م، وحفظ حق اليمن في عسير ونجران وجيزان، “معاهدة الطائف” 34م لمدة عشرين عام ثم 20 عام أخرى ليتمكن الجيل القادم من تحريرها أو الإستفتاء.

فيما النظام الجمهوري المعتدل صفى رموز ثورة 26 سبتمبر بتهمة متطرف أو جمهوري ثوري أو حزبي ثوري، وتحالف مع بني سعود وأمريكا والاخوان والتكفير، وفتح المجال الجوي للطيران الأمريكي، وتنازل عن السيادة اليمنية، وتنازل عن حق اليمن في عسير ونجران وجيزان وبشكل نهائي في إتفاقية جدة 2000م، بل قام بتجنيد مرتزقة للقتال ضد اليمنيين في عسير ونجران وجيزان، ونظام شرعية الفنادق يبيع جزر سقطرى وميون ويؤجر المواقع الإستراتيجية للعدو كقواعد عسكرية، بل تستدعي الجيوش لقتل الشعب اليمني وحصاره واحتلال أراضيه.

والنظام الإمامي الوطني لم يكفر شعبه ولم يصدر صكوك الغفران والاثم، كما أصدرها إخوان التكفير الوهابي في المناطق الوسطى وتعز والجنوب انهم علمانيين وماركسيين واشتراكيين وبعثيين وناصريين كفار وروافض ومجوس من حروب المناطق الوسطى وحرب 94م وحروب صعدة، وشرعية العدوان اعتبرت اليمن مجوس وجيش الإمارات والسودان يحررون اليمن من المجوسية.

نظام وطني عادل.. فالإمام يحيى حميد الدين سجن ابنه علي في المقام وأمر أمين بيت المال باقتطاع ربع مرتب ابنه علي حتى استيفاء ألف ريال فضي كان إبن الإمام سرقها من المال العام وبنى بها “قصر دار الحمد”.. ولم ينفذ حد السرقة بقطع يد السارق إبن الإمام لأن السرقة من بيت مال الدولة لا حد عليها (المرجع كتاب الثورة والثقافة في اليمن للبردوني صفحة 168).

والامام أحمد خضع للمحكمة في قضية تنازع على أراضي مع بيت المضوني في تهامة والقاضي ينصف المضوني ويحكم لصالحه والإمام يرضخ للحكم… أما في ظل النظام الجمهوري المعتدل لا يستطيع الموظف أن ينتصف من مدير إدارة فما بالكم بذوي المناصب العليا، والفاسدون الناهبون للمال العام لديهم حصانة قانونية وممنوع الاقتراب منهم وذلك يشق الصف أما نظام الشرعية فالخيانة ثورة والعمالة تحرير.

وأثناء حكم هذا النظام الوطني لم يتباهى أي عميل بعمالته للسعودية ولم يجرؤ أي معارض أن يتواصل مع السعودية.. أما في ظل النظام المعتدل الجميع يتواصل وله مرتب شهري، وشرعية هادي كانت الأكثر إبداعاً فقد نقلت القصر الجمهوري إلى القصر الملكي في الرياض وكل رموز الجمهورية المعتدلة حتى تعتدل تمام الاعتدال بالإتحاد المناطقي العنصري.

ومن سلبيات الملكية كان إنغلاق اليمن عن الخارج واختراعاته، وتبني الإمام “محمد البدر” بعد توليه الحكم برنامج إصلاحات وانفتاح على الطريقة الأمريكية ما دفع الضباط الأحرار إلى التحرك وإعلان قيام ثورة 26 سبتمبر بالنظام الجمهوري وإلغاء الملكية، وكما كان للنظام الملكي سلبيات بإختراقات أمريكا لأبناء الإمام يحيى “عبد الله والحسن، وحفيده محمد البدر” فإن للنظام الجمهوري المعتدل بالطرف الثالث أخطاء وخطايا وموبقات وبدون خروقات لأنه مخترق أمريكياً منذ ولادته، ولا نتحدث هنا عن “النظام الجمهوري الثوري” المنحور، وبكل إنصاف نذكر بأن اليمن الملكي كان يأكل مما يزرع، بل يصدر محاصيل الحبوب إلى الحجاز والهند، بينما الجمهورية المعتدلة منعت زراعة القمح ووقعت إتفاقيات دولية على ذلك، والأهم من ذلك هو الوطن اليمني الواحد فاليمن الإمامي لم يعترف بالحدود الشطرية التي رسمها الإحتلال العثماني والإستعمار البريطاني في إتفاقية الحدود المبرمة بين الطرفين مارس 1914م قبل إندلاع الحرب العالمية الأولى بشهر واحد فقط.

ومع ذلك ينعتون النظام الملكي بالكهنوت والسلالة وهم الآن في خدمة سلالة آل سعود وسلالة آل زايد وسلالة أرطغرل الطوراني، وهم عبيد الكهنوت الوهابي بطاعة آل سعود ولو جلد ظهرك وأكل مالك وشرب الخمر في المسجد الحرام وظهر علناً وبالصورة والصوت بفاحشة الزنا.. والبعض من نزلاء فنادق الملكية والرجعية يتباكى ويذرف دموع التماسيح على النظام الجمهوري في ظل وجوده بأنصار الله، ولا يتباكى أو يذرف الدموع على النظام الجمهوري في عدن أو في مأرب، وأكثر من ذلك فإن تلك المناطق المحتلة بالعنصرية هي مُحرَّمة عليه وعلى حزبه بالمطلق، وبالوصاية السعودية والإماراتية التي تقدم لها مبادرات حسن الجوار وأبناء البلاد محتلين وميليشيات وكهنة، والكهانة والكهنة لا وجود لها في الدين الاسلامي.

وبعد كل ذلك يظهر من الفنادق الملكية وشبه الملكية ويظهر من شارع الهرم وشواطئ اسطنبول التي واللتان يرفرف في سماءهما علم الصهاينة، من تجار الكلام من يتحدث عن ثورة 26 سبتمبر التي حاربها بني سعود وأمريكا والأردن واسرائيل والذين يحاربون ثورة 21 سبتمبر.

الجملكيون يحتفون بخصي أهداف الثورة الستة من الفنادق الملكية

هناك اليوم من يريد إقناعنا أن الجمهورية تقام من فنادق الملكية الرجعية.. وأن من يدافع عن سيادة واستقلال وطنه من عدوان الإستكبار العالمي والرجعية العربية متمرد، لا يُميِّزون بين المتمردين، وبين الثائرين والثوري القائد للدولة والمجتمع، والمتمرد هو من يعيش بعيداً عن سيطرة العاصمة ولا يدير دولة ومجتمع ومؤسسات، بل مطارد من منطقة إلى أخرى وينتهي به المطاف لأحضان أعداء الأمة العربية والإسلامية أمريكا واسرائيل وبن سعود، وهذا ما ينطبق تماماً على شرعية فنادق عاصمة العدوان والجملكية الإتحادية.. أما الثوري القائد هو من يسيطر على العاصمة ويوفر الأمن والإستقرار لكل الوطن ويكفل كل الحقوق للمواطن والموظف، ويضبط إيقاع المجتمع بقرارات محاكمة وإعفاءات للصقل والتهذيب وبكل ما تحمله الكلمة من معاني المسؤولية، بل وثالثة الأثافي يدافع عن اليمن من العدوان الماسوني الصهيوني.

ورئيس “الجملكية” أي رئيس الجمهورية الملكية اليمنية، مصطلح أطلقه المفكر العربي الشهيد “ناصر السعيد” في كتابه تاريخ آل سعود صفحة 854، الذي وصف زمن الجمهوريين المعتدلين المنبطحين للبلاط الملكي السعودي عقب ثورة 26 سبتمبر بالقول أن: ((من حسنات النظام الإمامي، ما من أحد من العملاء في اليمن كان في عهد الأئمة يتجرأ علانية وبكل قلة حياء على الاتصال بالسعودية، كما هي الحال الآن في عهد الانحلال الذي بدأ يأخذ شكل المفاخرة بين العملاء بدءاً من إمام المسجد والمؤذن والقاضي والجاسوس والشرطي ورئيس القبيلة ورئيس الوزراء والوزراء أجمعين وقائد الجيش ورئيس “الجُمّلكية”)) أي رئيس الجمهورية الملكية اليمنية.

في الذكرى الـ 57 لثورة 26 سبتمبر يحتفي البعض في فنادق الملكية والرجعية بالجمهورية، جمهورية الأهداف الستة التي لم تتحقق حتى الآن منذ إعلانها، وفيما يلي ملخص لتطبيق الجملكيين لأهداف الثورة الستة:-

أولاً:
التحرر من الإستبداد والظلم وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والإمتيازات بين الطبقات وذلك من خلال:
– إستدعاء تحالف دولي واقليمي لاحتلال البلاد ونهب الثروات
– تنفيذ مطالب السفارة الأمريكية بكل أمانة وإخلاص
– تقديم الولاء والطاعة لمشيخات وممالك قطر وآل سعود وآل نهيان
– تمجيد الإحتلال العثماني والرجعية السعودية والعمل على بسط نفوذهم في البلاد
– إقامة خلافات إسلامية وإمارات ومشيخات حسب الراعي الرسمي الوهابي والسلفي والإخواني

ثانياً:
بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد من خلال:
– تجنيد الآلاف من عناصر التكفير الوهابي في صفوف جيش مختلف الولاءات حتى لايكون هنالك جيش وطني قوي ولاءه لكل الوطن
– زج الجيش في حروب طائفية ومذهبية ومناطقية
– خدمة مشاريع التقسيم وتدمير الإقتصاد والإنبطاح الكامل للوصاية الغربية الإستعمارية

ثالثاً:
((العمل على رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً)) من خلال:
– تدمير الإقتصاد والعملة الوطنية ونسف القدرة الشرائية لكل الشعب
– تجويع وحصار الشعب براً وبحراً وجواً
– تحطيم المثقفين والمبدعين وتدمير التعليم بكل مستوياته
– إنشاء البنوك الخاصة وإقراض الدولة للحصول على فوائد تغرق الدولة بالديون والعجز
– إنشاء الشركات الخاصة الغير وطنية والموالية لسياسات الغرب الإستعماري لضرب الإقتصاد الوطني الحكومي
– إنشاء شركات النفط الخاصة وتوسيع نفوذ العائلات التجارية المرتبطة بالخارج لإفقار الدولة ونهب ثروات البلاد
– تدمير قطاعات الدولة الصحية والتعليمية حتى لا تكون الصحة والتعليم للجميع وبالمجان
– تجريع الشعب الأزمات والجرعات القاتلة وتأييدها ورفض أي محاولات لإلغائها

رابعاً:
((إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف)) من خلال:
– تكفير من ليس مع مشاريعهم ولا يخدمها
– إقصاء القوى الأخرى من الحوار أو من أي مشاركة مجتمعية لا تروق لهم
– تهميش أي قوى تخالف مبدأ ورؤى السياسات الغربية الإستعمارية

خامساً:
((العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة)) من خلال:
– تقسيم وتمزيق البلاد إلى ستة أقاليم حسب النفوذ والولاءات
– بيع الجزر والأراضي والمناطق الغنية بالثروات لمشيخات الخليج تحت إشراف الغرب الإستعماري

سادساً:
((إحترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي وعدم الإنحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش)) من خلال:
– إدراج البلاد تحت الفصل السابع
– التماهي مع المشاريع الصهيونية والاستعمارية
– الاصطفاف خلف نتنياهو والكيان الصهيوني ومعاداة حلف المقاومة والممانعة

بهذه الطريقة يريدون إقناعنا أن الجمهورية وأهدافها تقام من فنادق الملكية الرجعية.. بل أن النظام الجمهوري ورموزه السيادية من المواطنة اليمنية والعَلَم والجيش والأمن والنشيد الوطني …إلخ، غير موجودة على الإطلاق في الجنوب وتعز الغربية والمخاء وباب المندب ومأرب بفعل الإحتلال الإماراتي وحلفاءه من الداخل والخارج.

ثورة تحرر واستقلال ومن قرح يقرح

ثورة 26 سبتمبر تساوي ثورة 21 سبتمبر، وجمهورية ومن قرح يقرح، وهذه المرة القرحة كبيرة بحجم العدوان، الجمهورية في صنعاء الثورة، والملكية في الرياض والأردن والإمارات وقطر وفي مصر وتركيا، والسفارة في العمارة بل في الفندق بل في الغرفة وسرير النوم للعملاء والخونة.

ورموز السيادة للجمهورية والنظام الجمهوري موجودة أينما تواجد الجيش اليمني واللجان الشعبية المتصدية لمشاريع الغرب الإستعماري ومن معهم، هذا تاريخ ينقل بالوقائع والشواهد وبدون تحيُّز.. جمهورية تدافع عن وطن من هجوم صهيوني لتدمير الجمهورية اليمنية إسم وجغرافيا بست دول مناطقية وطائفية لخدمة صفقة القرن وإسرائيل الكبرى.

فأين هم الثوار اليوم في صنعاء أم الرياض؟! صنعاء الأهداف الستة شكلاً ومضموناً، بالتعايش والعفو العام والشراكة الوطنية، بإقتصاد مقاومة العدوان والحصار بالاكتفاء الذاتي، بالعلم والسيادة والتحرر والإستقلال، بضربة رأس المال اليهودي أرامكو بطائرات بناء الجيش الوطني القوي محلية الصنع.

واليوم نفس الحلف الذي حارب ثورة 26 سبتمبر 1962م وتمكّن من إفراغ محتواها التحرري الثوري في 5 نوفمبر 1967م واجهز على المقاومة الشعبية الوطنية في أحداث أغسطس 1968م وتصدر المشهد السياسي اليمني أذناب آل سعود حتى 21 سبتمبر 2014م بإستثناء مرحلة الشهيد الحمدي 1974م-1977م التي أجهز عليها نفس الحلف الذي يحارب ثورة 21 سبتمبر حلف آل سعود واسياده الأمريكان الصهاينة واذنابه.

لكن الأمر هنا مختلف، لأسباب كثيرة منها ان آل سعود لا يحاربون جيشاً نظامياً فحسب بل يواجهون شعباً ومجاهدين تحت قيادة عترة آل البيت الكرام.. وها نحن في العام الخامس.. وكل العالم يقول أن آل سعود في الطريق للهاوية باستمرار عدوانهم لإعادة اليمن لبيت الطاعة، ولن نقول أكثر من أن دعاة الجمهورية طوال عقود من التلبس بها ارتموا أخيراً لأحضان ملكية ورجعية آل سعود كشاهد للتاريخ والأجيال على منظومة يُنسب إليها كل ويلات الشعب.

وأكثر من ذلك نقول أن الجمهورية اليمنية هي جمهورية الموت لأمريكا جمهورية ثورات سبتمبر وأكتوبر ووحدة مايو، جمهورية إستقلال وحرية وكرامة، لا جمهورية موز وانبطاح ووصاية وفساد، جمهورية دين الرحمة للعالمين، لا دين أدعياء الاسلام بالفتن والذبح والقتل ونبش القبور وهدم اضرحة أولياء الله الصالحين والتفرقة والتعصب الوهابي والاخواني، جمهورية يدٌ تحمي ويدٌ تبني برؤية الشهيدين إبراهيم الحمدي وصالح الصماد، جمهورية الدولة والمؤسسات والقضاء العادل والدولة هي مظلة جميع الشعب اليمني بالحقوق والواجبات.. جمهورية الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان للشعب اليمني داخل وخارج الوطن ومن كل الالوان والأطياف باستثناء جملكية الطرشان والعميان والمطبلون والمُزمِّرون والراقصون بالأربع في زفة الشيطان النجدي وأولياءه من الصهاينة والامريكان “قاعدة عامة” أسفلها الرقص في شارع الهرم وأعلاها مجالسة نتنياهو الكيان.

وثورة 21 سبتمبر 2014م أجبرت المارينز على الرحيل وبدون مواجهة مباشرة وتحالف العدوان أعاده محرراً لحضرموت وشبوة والعند، ويُريده محرراً للساحل الغربي، والجيش اليمني واللجان الشعبية سيعيده إلى أدراجه مدحوراً مهزوماً هزيمة نكراء، أكثر بكثير من هزيمة الامريكان في بيروت 1958م وبيروت 1982م.. وثورة 21 سبتمبر أخرجت صرخات نتنياهو من صميم القلب “يجب إيقاف المد الثوري في اليمن”.. وأجبرت صهاينة اليمن نعم صهاينة اليمن على الإحتفال بعيد الحب إلى جواره، والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير للجيش واللجان الشعبية ستخرج ما تبقى من صرخات مؤلمة، ولتصبح مطرقة الفصل السابع وعصا الأمم المتحدة وأخشاب تحالف العدوان خشبٌ مسندة وأضغاث أحلام وكوابيس مزعجة للعدو الحقيقي نتنياهو، وبرحيل أمريكا من اليمن وبني سعود من الحجاز ونجد وهروب أيتام جملكية الحديقة الخلفية إلى الفنادق والمنافي، سيُطلق تحالف شامنا ويمننا الصرخة والإنذار الأول بـ “كش ملك” لإسرائيل الصهيونية.. وكفى بالله هادياً ونصيراً.

جميل أنعم العبسي