النباء اليقين

أيلول الحادي والعشرين .. بين سؤال الثورة وإجابة النّصر

بقلم / زينب إبراهيم الديلمي

ثورةٌ لم يستنتجُها إلا ألباب ذويها الذين لم تقر أعينهم من وساوس ضغينة العُملاء وثوران أحقاد الأمريكان ومن على شاكلتهم الذين حاولوا أن يجهضوا أهداف الثورة التي بقيت حبيسة الأدراج وبعيدة عن الواقع العملي .. ورأوا فيها بعين السُّخط والضغينة في زاويّة داكنة ، فأثيرت هذه المطالب سخطهم وضجيجهم وانزعاجهم منها وبدأوا بالتضليل والتشويش ضد الأهداف المُعلنة.

لم يرَ الشعب اليمني أي نورٍ بعد أن
نمت جذور السياسات الأمريكيّة وتفرّعت أشواكها وتضّخمت نفوذها في اليمن ، بل وإن نظام الظلم وحكومة الفساد آنذاك قد خضعت تحت المجهر الأمريكي وأصبحت إحدى أذرعها وقطعة قماش قشّة تُستخلص فور ما إن ثُبت فسادها وشراكها مع الأنظمة الأجنبيّة ، وما أسرع أن يتسرب الفسدة في حفرة مغشوشة كما يتسرب السّائل من الإناء المثلوم !

عمَّ الفساد وترسَّب غلّها تجول في التفافها على الثورة والثوّار الأيلوليين ، صمّت آذان المفسدين وبكمت أعين الظالمين عن خيارات الثورة ومطالب الثوّار المنادين بإسقاط نظام الظلم ، تجاهلت حكومة الفساد وجرعة المنيّة إنذارات قائد الثورة .. ولم تتيقظ قط أن التصعيد والثورة لا زالتا تصبا حمم الصّبر والاحتمال والثبات للثوّار رغم التخاذل الكبير وعدم الاكتراث لأصوات الأيلوليين.

هُنا وضعت الثورة أسئلة غامضة لأرباب الفساد .. من الأحق في العيش بحريّة واستقلال ولا يخضع تحت إمرة أجنبي ، الشعب أم المتسلطين والجبابرة ؟ من ذا الذي يضع الحقوق والقوانين ويحمي سيادة البلد من طُعمة الفئران الأمريكيّة ، الشعب أم المحتل الأمريكي ؟ من ذا الذي سيُعمِّر الأرض ويبنيها بيديه ، الشعب أم الفسدة وعابثي الأرض ؟

لازال الثوار مُتكاتفين لمحاربة بوادر الجفاء ومؤخرتهم ، فلاحقوهم قبل أن تستفحل فسادهم بكثرة .. حتى حان أذان النّصر المُتجلّي في أيلول الحادي والعشرين للعام 2014 ، وأجاب عن كل الأسئلة الغامضة .. وعمّ السرور والفرح في انتصار الإرادة والعزيمة التي لم تتقهقر يوماً ما ، وأُلقي خطاب النّصر على لسان القائد الضرغام .. مُباركاً للشعب اليمني والثّوار لهذا النّصر المُظفر الذي لم يرضخ لأيّ فرمانات خارجيّة رغم المساعي الفاشلة لإخماد نيران الثورة.

بهذا التعاون والتكاتف ، بهذا الإرشاد الحكيم حارب فئران أمريكا .. وقتل جرثومها في المهد ، وارتقى المجتمع اليمني الصامد المؤمن إلى مستوى رفيع من الحريّة والاستقلال والسّيادة والكرامة .