النباء اليقين

الوفاء للمحتل.. والغدر والخيانة للوطن

الهدهد / مقالات

عبدالفتاح علي البنوس

ما أقبح وأقذع أن يُسخِّر الواحد منا نفسه لخدمة العدو الباغي والمحتل الغازي ، ويظهر له حالة عجيبة من الوفاء طمعا في فتات المال المشبَّع بدنس العمالة والخيانة ، وطمعا في سلطة من المستحيل تمكينه منها.. وما شهدته مدينة عدن في نهاية الأسبوع المنصرم من فعالية جماهيرية نظمها ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم والممول من قبل المحتل الإماراتي تحت عنوان ( مليونية الوفاء للإمارات) حشد لها عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك مجاميع من مرتزقة الإمارات الذين رفعوا أعلام الإمارات وصور محمد بن زايد وأعلام الانفصال وهتفوا بشعارات الوفاء للإمارات والشكر والثناء لها وللسعودية، في حالة عجيبة غريبة ونادرة. تهتف بالحياة لقاتلك ، وتعلن الوفاء لمن يغدر بك ويتربص بك الدوائر ، وتثني على من يسوق في حقك عبارات التخوين والتشكيك ، وترفع شأن من يحتقرك ، وتدافع عن عدوك ، وتشيد بمن يدمِّر وطنك ويستبيح أرضك وعرضك ، و تحتفي بمن يثير الأحقاد والضغائن ويشعل الحروب والصراعات والأزمات في وطنك ومسقط رأسك ، تدوس علم وطنك وترفع علم عدوك الذي يستغلك ويتاجر بك ويجعل منك مجرد مطية يمتطيها للوصول إلى غايته وتحقيق أهدافه التي سرعان ما سيعلن البراءة منك ويتنكر لك فور تحقيقها والوصول إليها.. الوفاء للإمارات لماذا؟! ما الذي قدمته للجنوب عامة وعدن خاصة كي يتم الحشد لها وإعلان الوفاء؟! ما هي المشاريع العملاقة التي قامت بتنفيذها؟! وما هي التحولات النوعية التي طرأت على المناطق التي قالوا إنهم حرروها؟! وأين الوعود البراقة بالعيش الرغيد والحياة الكريمة والتطور الشامل؟! أين الأمن والأمان والاستقرار؟! على من تضحكون أيها الحثالة العملاء؟! أليست الإمارات من تقف خلف تعطيل دور ميناء عدن وتحويله إلى ميناء عسكري يستقبل الأسلحة والمعدات العسكرية التي تمكنها من الهيمنة على عدن خاصة والجنوب عامة؟! أليست الإمارات من تقف خلف تعطيل دور ونشاط الملاحة الجوية في مطار عدن الدولي؟! أليست الإمارات من عملت وتعمل على ملشنة الجنوب وتشكيل مليشيات تابعة وموالية لها؟! أليست الإمارات من تشعل الحرائق والأزمات في عدن؟! من حوَّل الجنوب إلى معتقلات سرية وسجون خاصة لكل المعارضين لتواجدها في الجنوب والمعارضين لسياستها الاستيطانية التدميرية؟!! ومن قدم شباب وأبناء الجنوب نحو المحارق والمهالك للقتال بالنيابة عن جيشهم وجعلهم قرابين للوصول إلى مبتغاهم وتحقيق أهدافهم؟! من جلب مليشيات الإرهاب والإجرام من مختلف بقاع العالم إلى الجنوب؟! من كذب على الجنوب باسم الشرعية وهو أول من انقلب عليها؟! من قصف مرتزقة ما يسمى بقوات الشرعية في نقطة العلم بعدن؟! ومن وراء المواجهات في شبوة وأبين؟! ومن يسعى لتفجير الأوضاع في حضرموت والمهرة وسقطرى؟!.

بالمختصر المفيد: ما تمارسه أحذية وقباقيب الإمارات في عدن والجنوب من عهر وانبطاح للمحتل الإماراتي مدعاة للخزي والذل والمهانة ، وهو عار سيظل يلاحقهم عقوداً وأزمنة طويلة ، فهم أصحاب السبق في هذا العار ، وهذا الخزي وهذا السجل المهين.. من يهن يسهل الهوان عليه،، ما لجرح بميت إيلام.. هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.