النباء اليقين

‘الدم يصل الى الركب’ في شبوة وقوات الامارات تتراجع الى حضرموت

تعرضت مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني، المدعوم من الإمارات، لهزيمة عسكرية في محافظة شبوة جنوبي شرق اليمن، على أيدي الميليشيات التابعة للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، ما اضطر القوات الإماراتية المتواجدة في المنطقة إلى الانسحاب إلى محافظة حضرموت، في تطور من شأنه أن تكون له تداعيات سياسية وعسكرية بدأ بعضها في الظهور منذ أمس.

و أصدر تحالف العدوان السعودي الإماراتي بياناً أعلن فيه عن تشكيل لجنة بين الرياض وأبوظبي لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظتي شبوة وأبين، سارع ما يسمى بالمجلس الانتقالي للترحيب بها، وهو ما اعتُبر إقراراً بالخسائر التي مني بها أتباع أبوظبي في شبوة ومحاولة للحد من التداعيات عليهم في أبين، بينما ينطوي عدم ذكر عدن إشارة إلى أنه يوجد تسليم بسيطرة ما يسمى الانتقالي عليها في الفترة الراهنة. وكانت شبوة المحطة الثالثة في النزاع العسكري الذي دعمته الإمارات ضد ميليشيات هادي أخيراً، بعد أن سيطر مرتزقة الامارات على مدينة عدن في العاشر من أغسطس/آب الحالي. كما اقتحموا محافظة أبين، يوم الإثنين الماضي.

وأعلنت ميليشيات المستقيل هادي، أمس الاثنين، وقفاً لإطلاق النار في شبوة بعدما تمكنت من بسط هيمنتها على المحافظة بما في ذلك جميع معسكرات المليشيات المدعومة من الإمارات. وأكدت مصادر محلية، أمس، أنّ ميليشيات هادي بسطت سيطرتها على مدينة عزان، ثاني أكبر مدن شبوة بعد عاصمة المحافظة عتق، عقب استسلام معسكر قوات “النخبة الشبوانية” من دون قتال. وعقب ذلك توجهت ميليشيات هادي إلى معقل نفوذ الإمارات في شبوة في منطقة بلحاف، والتي أعلن فيها اللواء الأول من قوات ما يسمى “النخبة الشبوانية”، الولاء لهادي. وأكدت مصادر، تسلُّم ميليشيات هادي، لميناء ومنشأة بلحاف النفطية، من القوات المدعومة إماراتياً، بعد أن كانت بلحاف، بمثابة المعقل الرئيسي للنفوذ العسكري الإماراتي، وعملت أبوظبي من خلالها على منع تصدير الغاز اليمني.

وكانت بلحاف، بمثابة آخر مناطق النفوذ الإماراتي في شبوة. وفيما تحدثت أنباء عن مغادرة القوات المدعومة اماراتياً شبوة، على متن عربات مدرعة باتجاه حضرموت شرقاً، انتشرت ميليشيات هادي، للمرة الأولى في منطقة بلحاف الاستراتيجية (ميناء تصدير النفط)، بحضور ضباط من القوات السعودية والإماراتية، أشرفوا على “الاستلام الآمن”، عقب خمسة أيام من المعارك. وقالت مصادر عسكرية في ميليشيات هادي في شبوة إنه توجد خطط أمنية وعسكرية لتأمين المحافظة يتابعها نائب رئيس وزراء حكومة المستقيل هادي، أحمد الميسري. في موازاة ذلك أصدر ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي بياناً رحب بمضامين البيان السعودي – الإماراتي الداعي لوقف إطلاق النار والتقيد به متهماً مرتزقته بعدم الالتزام.

وبحسب وكلاء الإمارات، فإن المعركة في أبين ستكون أكثر كلفة على الجميع. مع العلم أن سيطرة ما يسمى بالانتقالي عليها لم تنه تواجد ميليشيات هادي فيها بشكل مطلق، خصوصاً بعدما تم استهداف تعزيزات مرتزقة الامارات في أبين عندما كان في طريقها إلى شبوة.

ولفتت مصادر سياسية إلى أن تطورات شبوة تأتي في الوقت نفسه الذي لا يعرف مصير لقاءات جدة وابتعاد قيادات مرتزقة الإمارات من الواجهة بعدما تشددت السعودية في موقفها من هذه المرتزقة، لا سيما عقب تحديها من قبلها وتجاهل مطالبها وهو ما وتر من العلاقة بين السعودية والإمارات، وإن كان الطرفان يحرصان على عدم إظهار خلافاتهما للعلن. وبعد سيطرة ميليشيات هادي على كامل محافظة شبوة وطرد القوات الموالية للامارات ووكلائها، برزت مواقف سعودية متلاحقة وضعتها المصادر في خانة “تلطيف الأجواء” مع الإمارات، خصوصاً أنها تزامنت مع نقل التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء السعودية، أمس الإثنين، عن تحالف العدوان السعودي الإماراتي باليمن، أنه تم تشكيل لجنة بين السعودية والإمارات لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظتي شبوة وأبين، ما عد بمثابة مؤشر على رضوخ أبوظبي للرياض، ولكن مع محاولة لـ”حفظ ماء الوجه”، للإمارات من خلال إدانة الاتهامات والتحريض الذي تتعرض له والإشادة بدورها في اليمن.

 

المصدر: العالم