النباء اليقين

دور آل سعود في طمس مآثر الحج

بقلم/  زينب إبراهيم الديلمي

ابتدأت موسم الحج المفروضة على النّاس من استطاع إليه سبيلاً .. وموسم الحج هو مؤتمر يشمل جميع المسلمين سواء العرب المسلمين أو من غير العرب وهم مسلمين مثل : الإيرانيّين والباكستانيين والاندونيسيّين وغيرهم من مواطني الدول الإسلاميّة ؛ بقصد تأديّة فريضة الحج .

فهذه الغاية الإلهيّة التي اجتمع المسلمون في مائدتها لم تكن مجرد سعي وطواف ورمي جمرات .. بل الغاية الأساسيّة والرئيسة منها هو اجتماع المسلمين حول مائدة المؤتمر الإسلامي الأعظم ؛ ليناقشوا فيها قضاياهم .. ويعززوا من اتحادهم في سبيل مواجهة أرباب الكُفر والطغيان.

لكنَّ سياسة وهيمنة حُكّام بني سعود المُستبدّين قد جعلوا من هذا الركن الخامس من أركان الإسلام ركنٍ سياسيّ غيَّبت فيه أساسيّات الحج ونزعت من مكانة الإسلام وصدّت الحُجّاج الآتين من كل فجٍ عميق عن السّبيل ؛ وذلك من خلال منع بعض الدول كاليمن وسوريا وقطر وإيران وتونس والجزائر من الحج .. وكذا ارتكاب أبشع المجازر بحق الحُجّاج ابتداءاً من مجزرة تنومة التي راح ضحيّتها أكثر من ثلاثة آلاف وخمسة حاجّ يمني عام ١٩٢٣ م ، ومجزرة الحجاج الإيرانيين الذين درجوا في تنظيم مسيرة البراءة من المشركين في شوارع مكة .. و باشر جنود بني سعود باطلاق رشاشاتهم على مئات الآلاف من الحجاج الإيرانيين عام ١٩٨٧ م ، وكثيرٍ من المجازر ارتكبها بني سعود – لعنهم الله – بحق ضيوف الله الآتين إلى بيته المُحرَّم .

لم تكن منع الحجاج وارتكاب المجازر بحقهم من مهام بني سعود فحسب .. بل حتّى انتهاك الحرمات قد فاقت حدّها من الوحشيّة والإجرام وتبيّن الغي في طغيانهم ، وهو استمرار العدوان المستبد والظالم على اليمن وارتكاب أنكى المجازر في الأشهر الحُرم منذُ نيّف وخمسة أعوام ، واستمرار حصار الدُريهمي الذي ولج عاماً من الحصار الخانق البشع بحق أهالي الدريهمي .. فضلاً عن ذلك منع الحجاج اليمنيين من زيارة بيت الله الأعظم منذ شنّ تحالفهم الإجرامي ؛ بسبب تلك السياسات والسطوات السعوأمريكيّة التي كفّرت ومجّست الشعب اليمني دون مبرر !

وارتكب نظام الترفيه والديسكو خطأ فادحاً ورهنوا رهاناً خاسراً في تقدير حساباتهم .. ذلك إدخال وسائل الترفيه واقامة الديسكوهات واستدعاء عدد من القينات الأجنبيات ومن يضربون على المزهر في حوانيت الديسكو ، وبكل وقاحةٍ يُقيمون تلك الحفلات الانحرافيّة بالقرب من الأماكن المُقدّسة .. باعتبار أنّ زيارة اليمنيين بيت الله الحرام “ مساساً بأمن مملكتهم وسيادتها ”
فحوّلوا موسم عبادة “ فلا رفث ولا فسوق ولا جدال ” إلى موسم انحرافات وديسكوهات وغنائيّات ومشاحنات سياسيّة لا أساس لها في أن تُقيم في البلد الحرام !

كل هذه أسباب أقامها حُكّام قرن الشيطان ؛ ليلعبون دوراً تدميرياً عميقاً تمّ دراسته من مدارس الوهّابيّة التكفيريّة .. وأدى إلى ذلك في طمس مآثر الحج ، وإفراغ من محتوى روحيته ، وتدليس لأهميّته الكبرى لدى المسلمين .. وهذه هي كل أدوارهم التي لم يقصروا في أداء مهامها ؛ من أجل أن ينالوا رضا الأمريكي والصّهيوني.