النباء اليقين

سعي ووقفات في معركة الحج ورمي الجمرات

بقلم /  إبراهيم الحمادي

وكأنما أمنياتهم صورت لهم بأن اليمن لقمة سائغة يسهل عليهم التقامها سهلة الإحتلال تابعاً ضعيفاً سينجر بكل ذلة خلف العدوان، بينما لم يعلموا أن الشعب اليمني الحر والشريف الذي لازال يتدفق في عروقه هواء وتاريخ اليمن الفولاذي وأصل دينه المحمدي الإسلامي الذي لايسهل إختراقه، وطالما العلم اليمني يحلق في السماء عالياً بكل شموخ والإيمان متشكلاً في الوجدان ويكتسي الروح، ليستيقظ العدوان ومرتزقته والعملاء على كابوس بأن هذه الأمنيات ليست إلا أحلام يقظة تراود خيالهم الزهيمري الناقص والمهفوف، وتصورهم بأن عدوانهم الإجرامي بجميع معداته العسكرية الحديثة وترسانة حربه النفسية قادرة على تركيع أو إخضاع الشعب اليمني العظيم الذي إن لم يطلعوا عن تاريخ نضالاته وشراسته وشدة بأسه أريناهم نبذة منها بداية من الأحباش ومن ثم الأتراك ومن بعدهم البريطانيين، وكيف خاضوا معاركهم المقدسة بكل عنفوان وشراسة واستطاعوا هزيمة إمبراطوريات كانت تصف نفسها القوة التي لاتقهر، فما بال دويلات القوة التي تحميها أجنبية ترامبية، كومة من قش سهل إحراقها ، لاتملك القوة الكافية للمواجهة وجيشها لايعرف من الجبهة شيء كما يعرف من كل كبسة الشهي، يفر جنودها مذعورين أمام الضربات الحيدرية اليمانية، وما إن تجلب مرتزقة من مختلف العالم الا ويصيدها جيشنا ولجاننا الشعبية كما تصيد الوحوش فرائسها، وتنهش قواتنا الصاروخية صدورها بأبابيل الجو المسير والباليستيات.

وفي خمسة أعوام ونصف من العدوان الذي كان يتباهى قادته بأنهم سيحسمون الأمر خلال 48 ساعة وضع السعودييون والإماراتييون أسيادهم الأمريكيين في موقف أكثر من محرج، عندما أوهموهم بأن الباتريوت المُهداة لهم قادرة على إعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، ليس هذا فحسب وإنما إحتفال السعوديين باصطياد الأهداف قبل وصولها الى المملكة، ليٌكشفوا بعد لحظات وأحياناً أيام سواءً بعدسات الكاميرات أو على لسان قناة الجزيرة مدى الخسائر الفادحة التي طالتهم في عمق مملكتهم المتهاوية بالصورة والصوت، الكذب والخداع الأمريكي السعودي وجه ثلاث ضربات قوية ومباشرة؛ الأولى لإعلام العدوان، الذي يدعي أمام العالم أنه يعترض مايصفها مقذوفات اطلقت من اليمن، والضربة الثانية كانت من نصيب الأسلحة الأمريكية ومنظومات الباتريوت الفاشلة كشفت عجزها صفقة ترامب البديلة تسمى منظومة “ثاد الدفاعية” قدرت بمئات المليارات وهي بالتأكيد ليست سوى اردئ من الباتريوت، تسعى أمريكا من خلال هذه الصفقات حلب البقرة وبيع الأوهام لأنظمة دول العدوان بأنهم قوة في المنطقة، والضربة الثالثة لم تكن سوى صدمة كبرى تعرض لها مرتزقة وعملاء العدوان في فنادق الرياض وأظهرت بعضاً من الحقد الدفين لديهم الذي توضح من خلاله فشلهم وعدم قدرتهم على إدارة غرفة فندق، وبعد هذا فشله وفشل مرتزقته في الرهان على قوة وصلابة اليمن التي استطاع رجالها تحويل وقلب موازيين المعركة رأى النظام السعودي بفرض سياسات جديدة إضافة الى الحصار والإجرام يتصور له بأنه سيستطيع إخضاع الشعب اليمني وأنها رداً على العمليات التي تطال منشأته في الداخل السعودي، وهي سياسات تسيس الحج أمام الشعب اليمني ومنعه للعام الرابع من أداء الفريضة كغيره من الشعوب الإسلامية.

وما للقوات المسلحة اليمنية الوطنية والشعب اليمني الصامد الأبي حيث الركن الأعظم في الجهاد والتضحية، حيث الصمود ورفض الخضوع أو الخنوع، حيث الإيمان والحكمة والعقيدة، بأن يتمسك بركن الإيمان العظيم والمأجور وهو الجهاد ضد قوى مستعربة تسعى لتفسد في الأراضي المقدسة والحرمين الذين لم يجعل لهم النظام السعودي حرمة ودنسهم بجلب اليهود والراقصات العاريات والخمور، ولأحرار اليمن الا أن يجمعوا أموالهم التي كانوا سينفقونها للذهاب الحج التي تذهب الى جيوب المجرم السعودي ليأخذ بها المزيد من الأسلحة ويقصف بها أبناء اليمن ويرتكب بها المجازر اليومية بحق الأطفال والشيوخ والنساء من أبناء البلد، وأن يجمعوا بذلك حصى السجيل لرميها على الشيطان السعودي، وأن يقف شعبنا حيث يجد المجاهدين يقفون ويدعون في صعيد جبهات العزة والكرامة، والسعي بين دعم المرابطين وبين دعم أسرهم التي تركوها خلفهم ليلتحقوا في معركة الدفاع عن الدين والوطن الذي يحاول آل سعود وآل زايد أن يدنسوه، والفيض من حيث أفاض المجاهدين من معسكرات التجنيد الى مواقع الشرف والبطولة، حيث تخاض أكبر مناورةٍ عالمية على الإطلاق يُرمى فيها رمز العصيان والاستكبار بالحجر مرارا وتكرارا ليتذكر من يتذكر أن الدنيا ليست فندق سبعة نجوم، وإنما حلبةُ صراع بين الحق والباطل، والنصر حليفُ المؤمنين الواعين المستبصرين الأقوياء، وشعبنا اليمني في تلك الحلبة يمثل جانب الحق في مواجهة باطل العدوان، فتستشعر قول الله: “إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًا”، فتجد أنك يمتلئ قلبك بعداوة الشيطان ومن يتولاه، فعندما تعادي الشيطان وأتباعه تصبح وليًا لرحمن”، وشعبنا اليمني لايزال ينفر ومن تبقى سيعلن النفير ميدانيا وبشكل عملي إلى جبهات الإباء لمواجهة وكلاء الشيطان من آل سعود والأمريكان، وكما قدر الحجيج أن وصولوا الى بيت الله عامهم هذا، فقدر اليمنيين أن يدخلوها حجاجاً فاتحين مستبشرين، مقتلعين أنظمة العمالة للأمريكيين والإسرائيليين، محرزين نصراً وعيداً زحف الحجيج من مزدلفة إلى منى لرمي الجمرات مستهدفين ما بقي يمثله الشيطان من رمزية للإستكبار والطغيان والعدوان، وما النصر الا من عند الله حق وعده صدق الوعد الموعود.