النباء اليقين

دراسة حديثة: تناول اللبن أسبوعياً يقي من الإصابة بسرطان القولون

أكدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة “Gut” أن تناول حصّتين أو أكثر من اللّبن في الأسبوع قد يساعد في إبعاد خطر الإصابة بسرطان القولون،

ويُطلق عليه أحيانًا إسم سرطان الأمعاء، وهو ثالث أكثر أنواع السّرطان شيوعًا بين الرجال والنّساء في الولايات المتّحدة الأميركية، حسب جمعية السّرطان الأمريكيّة. ومن بين أكثر من 32000 رجل شاركوا في هذه الدّراسة، تبيّن أنّ الرّجال الّذين يتناولون حصّتين أو أكثر من اللّبن أسبوعيًّا هم أقلّ عرضةً بنسبة 20 بالمئة تقريبًا للإصابة بورم غدّي، وهو نوع من الورم الحميد أو النّمو الخلوي غير الطّبيعي الّذي قد يصبح ورمًا خبيثًا، كما أنهم أقل عرضةً بنسبة 26 بالمئة للإصابة بالأورام الغدّيّة الّتي جرى تصنيفها بأنها ” من المرجّح للغاية ” أن تصبح سرطاناً.

كيف يؤثّر اللّبن في صحة الجهاز الهضمي؟

كيف يقوم اللّبن بهذا السّحر؟ تشير الأبحاث السّابقة إلى أنّ اللّبن قد يقلّل من خطر الإصابة بسرطان القولون عن طريق تغيير البكتيريا في أمعائك. لكنّ هذه الدّراسة هي الأولى الّتي أكّدت أنّ تناول اللّبن قد يقلّل بالفعل من خطر تطوّر أي نمو سرطاني.

وقال الباحثون في هذه الدّراسة إنّ بكتيريا “Lactobacillus bulgaricus” و “Streptococcus Thermophilus” الموجودة عادًة في الّلبن قد تقلل المواد الكيميائيّة المسبّبة للسّرطان في الجهاز الهضمي. وتناولت الدّراسة أيضًا 55743 امرأة، إلّا أنّ الباحثين لم يعثروا على أي ارتباط بين مقدار اللّبن الّذي يتناولنَه والإصابة بأورام غدّية حميدة.ولأنّ هذه الدّراسة قائمة على الملاحظة، وفق ما ذكره المسؤولون عنها، فإنه لا يمكنها إظهار علاقة مباشرة بين السّبب والنّتيجة، أي بين استهلاك اللّبن وانخفاض خطر الإصابة بسرطان الأمعاء. لذا، يحتاج الأمر إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد النّتائج. ومع ذلك، فإنّ الحجم الكبير للدّراسة يجعل الّنتائج مقنعة، ومن المؤكد أنّ تناول اللّبن أسبوعيًا غير مضرّ.

 

المزيد من الأسباب لتناول اللّبن وأيّ نوع من اللّبن يجب شراؤه؟

وفقًا لـ”Harvard Health”، إن كانت خصائص محاربة السّرطان المحتمل توافرها في اللّبن لا تجبرك على ملء الثّلاجة منه، فهناك مجموعة كبيرة من الأسباب الرّائعة لإضافته إلى نظامك الغذائي بغضّ النّظر عن جنسك.  أولاً، اللّبن مليءٌ بالعناصر الغذائيّة. فهو يحتوي على الكالسيوم والبروتين وفيتامين “ب12″ والمغنيسيوم والأحماض الدّهنيّة الصّحيّة. ثانيًا، كما ذكرت دراسة سرطان القولون، فإنّ اللّبن مليءٌ بالـ”بروبيوتيك” (البكتيريا النافعة). هذه البكتيريا “الجيدة” قد تعمل للحفاظ على صحّة جسمك بطرق عدة، كتعزيز صحّتك الهضميّة ومكافحة السّمنة وأكثر.

تقول إختصاصيّة التّغذية المسجّلة في مدينة بالتيمور الأميركية كارمن روبرتس، وهي عضو في مجلس المراجعة الطّبيّة في “HealthCentral”، إنّ الـ”بروبيوتيك” الموجود في اللّبن يقوي جهاز المناعة في الجهاز الهضمي ويحافظ على سلامته.

وبحسب الخبراء، مثل روبرتس، فإنه يجب أن تأخُذَ بعين الاعتبار صنف اللبن الذي تتناوله.في ما يلي ثلاثة عناصر مفتاحية يجب التحقق من وجودها على الملصق الغذائي قبل الشّراء: 

 

  1. البروتين: كما ذكرنا سابقًا، يشكل البروتين المتواجد في اللبن أحد منافعه. وبحسب “Harvard Health”، إبحث عن اللّبن الّذي يحتوي على خمسة غرامات أو أكثر من البروتين في الحصّة الغذائية الواحدة. وفي هذا الإطار، تقول روبرتس: “يحتوي اللّبن اليوناني على بروتين أكثر من اللّبن التّقليدي، لذا فإنّني غالبًا أوصي باللّبن اليوناني خالي الدّسم لتعزيز البروتين والكالسيوم”. ويمكن أن يحتوي اللّبن اليوناني على ما يصل إلى ستة عشر غرامًا من البروتين. إنّ تناول اللّبن اليوناني مع التوت أو الجرانولا على الإفطار يعتبر وجبة غذائية كافية خلال اليوم.

 

  1. السكر: تقول روبرتس إنّ بعض أنواع اللّبن مملوء بالسّكر المضاف، لذا يجب عليك البحث عن تلك الّتي تحتوي على أقل كميّة ممكنة من السّكر (الأفضل أقل من عشر غرامات، بحسب Harvard Health). عليك أيضًا الحذر من السّكر الخفيّ في اللّبن الموجود في رقائق الشّوكولاتة أو فتات Oreos أو غيرها من المكوّنات المضافة إلى اللّبن والّتي لا تُعتبر مفيدة لصحتك. وبدلاً من ذلك، يمكنك تحلية اللّبن العادي باستخدامك العسل أو التّوت الطّازج.

 

  1. الكائنات المجهرية الحيّة: نعود للحديث عن البروبيوتيك! ليست كلّ أنواع اللّبن تحتوي على ما تحتاجه من الـ”بروبيوتيك”. إبحث عن كلمتيْ “S. thermophilus” أو “L. bulgaricus”  على عبوات اللبن. إذ تقول روبرتس في هذا السياق إنّ تناول حصّة واحدة فقط من اللّبن يوميًا سيوفر لك جرعة صحيّة من هذه البكتيريا.

وأخيرًا، إبحث عن اللّبن الّذي يحتوي على مكوّنات بسيطة، ما يعني أنّ قائمة المكوّنات الموجودة على الملصق الغذائي يجب ألّا تكون طويلة ومليئة بالكلمات الّتي تدفعك للاستغراب. غالباً ما تكون المنتجات ذات المكوّنات الأقلّ هي الأفضل. وهذا لا يعني أنّه عليك أن تستغنيَ عن الطّعم، بل إبحث عن النّكهات التي تحبّها وجرّب أنواعًا مختلفة من اللّبن أو المكوّنات المضافة إليه (الصّحّي منها!). إذا كنت مثلاً لا تحبّ طعم الزبادي اليوناني اللّاذع ، فجرّبه منكّهًا أو أضف برش  اللّوز ليصبح المزيج أفضل.