النباء اليقين

اللاجئون السوريون..ورقة اردوغان السحرية بجميع معاركه!

يناور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بورقة اللاجئين السوريين فينقذ المسلحين في ادلب باسمهم تارة ويستخدمهم للمقامرة مع الامريكان حول منطقة آمنة تارة أخرى، وتارة يمنحهم الجنسية لتغيير نتائج الانتخابات لصالحه وتارة يطردهم من اسطنبول ليحافظ على شعبيته.

بدأت الحكومة التركية بشكل مفاجئ بتنظيم حملات ضد اللاجئين السوريين تحت ذريعة تنظيم وجودهم في تركيا، وبدأت بطردهم من اسطنبول وتهديد بعضهم بالترحيل، فلماذا الآن بعد 8 سنوات، وما الذي حدث؟

تتضمن قرارات الحكومة التركية إجبار اللاجئين السوريين المسجلين، وفقا لقانون الهجرة التركي، في محال إقاماتهم في مدن أخرى غير إسطنبول، على الرجوع إلى تلك المحافظات فوراً حتى لا يتعرضوا لخطر الترحيل من البلاد بالكامل، وبحسب السلطات التركية فإن هذا القرار سيجبر ما لايقل عن 200 الف سوري (مسجلين) و500 الف آخرين بلاهويات واوراق قانونية (وفق ناشطين) الى الرحيل عن اسطنبول العاصمة الاقتصادية للبلاد حيث اماكن عملهم ورزقهم.

اردوغان بهذه الاجراءات يستخدم الورقة نفسها التي استخدمها إمام أوغلو للفوز ببلدية اسطنبول (اي ورقة اللاجئين السوريين)، وهو بالتالي يستخدمهم للحيلولة دون ازدياد شعبية امام اوغلو الذي قد ينافسه على رئاسة تركيا في انتخابات 2023.

انقرة لطالما ضغطت على اوروبا بورقة اللاجئين واستغلت الورقة للحصول على الدعم المالي لوقف زحف اللاجئين السوريين إلى أوروبا، كذلك الامر فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة التي تغزل انقرة خيوطها مع واشنطن رغم التأرجحات السياسية في علاقة الطرفين خاصة بعد صفقة اس 400 الروسية.

قصة مايسمى بالمنطقة الامنة تتلخص بأن تركيا الجارة لسوريا تطالب بمنطقة بعمق 30 كيلومترا داخل الاراضي السورية يمنع على الدولة السورية الاقتراب منها اداريا اوعسكريا (خارجة بشكل كامل عن سيطرة الدولة) لينقل اليها اللاجئون السوريون الموجودون في تركيا (هذا ظاهريا)، في حين ان انقرة تفاوض امريكا على مناطق شرقي الفرات الغنية بالنفط في سوريا. وأمريكا بدورها تحشد هناك “اعداء تركيا المعتادين” قوات سوريا الديمقراطية وتقترح قوات متعددة الجنسيات هناك لحماية النفط، ومجلس سوريا الديمقراطية بدوره منح رجل اعمال صهيوني حق استثمار وبيع النفط السوري وحرمان الشعب السوري من ثروات بلاده لصالح الصهاينة (واقع القضية).

وبالتالي تسعى تركيا الى “ألا تخرج من المولد بلا حمص”، كما يقول المثل السوري، وستحاول بشتى الوسائل الحفاظ على شيئين حتى لو صعدت عسكريا، الاول بقاء ادلب بعيدا عن متناول الجيش السوري، ثانيا لفت نظر امريكا الى انها لن ترضى بما يحصل بشرق الفرات ان لم تكن شريكة به (اي النفط السوري)، فيما يبقى اللاجئين السوريين كرة تتقاذفها تركيا وامريكا وتذكر بها المنظمات الحقوقية، ولايبقى للدولة السورية الا ان تجيبهم عن اللاجئين بالقول: “قلبي على ولدي وقلب ولدي عالحجر‎”.

علاء الحلبي

 

المصدر: العالم